الأمراض الجلدية تنهش أجساد أطفال “مخيم الفاروق” للأرامل شمال إدلب

إدلب/راديو الكل

تقرير وقراءة: نور عبد القادر

لم يكفِ السوريين أوجاعُ الموت الذي ينهش أرواحهم يومياً، وبأدوات قتل متعددة تتفنن بها قوات النظام، حتى جاءت معها الأمراض والأوبئة، التي وجدت خيام النازحين مرتعاً خصباً لتتغذى على صحتهم وتنهش أجساد أطفالهم.

وأدى ضعف الخدمات الصحية وانتشار أكياس القمامة في مخيم الفاروق الخاص بالنساء الأرامل وأطفالهن شمالي إدلب، إلى انتشار الروائح الكريهة والأمراض الجلدية خاصة بين الأطفال، في ظل غياب الجهات المعنية بالمساعدة.

وتشكل اللشمانيا والجدري والأكزيما والفطور والتقشر الجلدي، أكثر تلك الأمراض الجلدية شيوعًا في المخيم، الذي يبلغ عدد سكانه 78 امرأة وأطفالهن.

وأفادت “أم سامر” إحدى الأرامل في المخيم، أنَّ انتشار القمامة سببه إهمال إدارة المخيم التي لم تدفع أجرة عامل النظافة، مطلع الشهر الحالي ما دفعه للتوقف عن العمل.

ولفتت “أم سامر” في تصريح خاص لراديو الكل إلى تواصل نساء المخيم مع عدّة جهات معنية من أجل حل المشكلة، إلا أنهنَّ لم يتلقوا أي رد، مطالبةً المسؤولين والمنظمات الإنسانية بتقديم الدعم للمخيم الذي لا يتلقى إلا سلالاً غذائية تعمد الإدارة أحياناً على بيعها، لتسديد فواتير المياه والكهرباء.

أما عن وضع المخيم بشكل عام، فأكدت “أم مهند” وهي أيضاً إحدى القاطنات في المخيم، أنهم لم يتلقوا أي مساعدات منذ شهرين، فضلاً عن عدم قدرتهن على توفير تكاليف المياه والكهرباء في ظل عدم وجود أي معيل أو كفيل للأطفال الأيتام.

من ناحيتها أكّدت “أم فؤاد” أنها لم تعد قادرة على تحمل أعباء المعيشة في المخيم، لافتةً إلى عدم وجود أي نقطة طبية، مما يجبر النساء إلى الاستدانة من الصيدلية المجاورة لمعالجة الأطفال من الأمراض الجلدية.

ومع كل هذه المشاكل الإنسانية والصحية التي تفتك بالنساء الأرامل وأطفالهن، تنصلت “أم حسن” مديرة مخيم الفاروق عن إعطاء أي تصريح لراديو الكل.

وتعاني العديد من مخيمات النازحين في الشمال السوري المنتشرة في المناطق الحدودية، من ظروف معيشية صعبة، إلى جانب نقص كبير في الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والنظافة وغيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى