لافروف يدعو الائتلاف إلى الانضباط.. وديمستورا ينتقد الضربة الثلاثية ويمتدح أستانة وسوتشي

موسكو ـ راديو الكل

دعا وزيرُ الخارجيةِ الروسي الائتلافَ المعارِضَ إلى الانضباطِ بعد دعوتِه الولاياتِ المتحدة وبريطانيا وفرنسا لمواصلة أعمالِها العسكرية توسيعَ رقعتِها لتشملَ جميعَ الأراضي السورية، وقال: إن الضربةَ الثلاثيةَ استهدفت المسارَ السياسيَّ في جنيف كما استهدفت مواقع في سوريا، بينما امتدحَ المبعوثُ الأممي مساري أستانة وسوتشي، داعياً إلى إعادة إطلاقِ العمليةِ السياسيةِ في سوريا.

وقال وزير الخارجية الروسي: “إن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا قصفوا بالإضافة إلى مواقعَ في سوريا مفاوضاتِ جنيف أيضاً”، مؤكداً أن “لدى موسكو والأممِ المتحدة فهمٌ حول طريقةِ تجاوزِ الوضعِ الصعبِ الحالي في سوريا”.

وأضاف الوزير الروسي في تصريح بعد اجتماعه مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان ديمستورا، أنّ “روسيا والأممَ المتحدة قلقتانِ من أن الائتلافَ السوريَّ المعارض دعا الولاياتِ المتحدة وحلفاءَها لمواصلة الأعمالِ العسكريةِ في سوريا”.

وقال: “في هذا الصدد أعربنا عن قلقٍ كبير إزاء قيامِ معارضين يمثلون ما يسمى بالائتلاف الوطني والمعارضة بدعوةِ الولاياتِ المتحدة وبريطانيا وفرنسا لمواصلة أعمالِها العسكرية ذاتِ الطابَعِ العدواني وتوسيعِ رقعتِها لتشملَ جميعَ الأراضي السورية”.

واستطرد قائلاً: إنه ” تصريحٌ غيرُ مقبولٍ البتة ونعوّلُ على قيام مَن لديهم النفوذُ بالتأثير في هذه المجموعة من المعارضين لدفعهم نحوَ استنتاجاتٍ صحيحةٍ والانضباط”، بحسب تعبيرِه.

وأكد “إصرارَ بلادِه على تأسيس اللجنة الدستورية بدعم من الأمم المتحدة والدولِ الضامنة”.

ورعت روسيا مؤتمرَ سوتشي في كانونَ الثاني الماضي، والذي قاطعته “هيئةُ التفاوض”، وخرج بالاتفاق على تشكيل “لجنةٍ لصياغة إصلاحٍ دستوري”، من أجل الإسهام في تسويةٍ سياسية تحت رعاية الأممِ المتحدة، حيث قال المبعوث الأممي إلى سوريا: إن اللجنةَ ستتألف من ممثلين عن النظام والمعارضة.

قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان ديميستورا: إن الضربة الغربيةَ الأخيرة ضد مواقعَ تابعةٍ لنظام الأسد “غيرُ مفيدةٍ للمسار السياسي السوري”، داعياً إلى دعمِ صيغِ أستانة وسوتشي وجنيف.

وقال المبعوث الأممي: إنه “يجب أن تصبحَ عمليةُ أستانة أكثرَ ديمومةً وأن يتم عقدُها بشكلٍ أكثر انتظاماً. وإنّ عمليةَ سوتشي يجب أن تنالَ حجماً كبيراً، وتحققَ مزيداً من الاعتراف من المجتمع العالمي، وعندها فقط سيكونُ من الممكن تحقيقُ نتائجَ إيجابية”.

وشدّد ديمستورا، على ضرورة إعادةِ إطلاقِ العمليةِ السياسية في سوريا، وقال: “نحن بحاجة إلى نزع فتيل التصعيدِ والتوتر”.

ولفت المبعوث الأممي، إلى ضرورة استمرارِ الحوارِ بين روسيا والولاياتِ المتحدة عبر قنواتِ الاتصالِ الخاصةِ لعسكريّي البلدين الهادفةِ إلى منع وقوعِ الاشتباك بينهم في سوريا.

وتأتي زيارة المبعوث الأممي إلى العاصمة الروسية في إطار جولةٍ على عواصمِ الدولِ الضامنة بدأها من أنقرة، وتندرج في إطار مشاوراتٍ مكثفة لبحث خِياراتِ إعادة إطلاق عمليةٍ سياسيةٍ مثمرة، بتسهيل من الأمم المتحدة.

ويرى مراقبون، أن ديمستورا يحمِلُ في تحركه رؤيةً سياسيةً جديدة بعد التطوراتِ العسكرية على الأرض والضربةِ الغربية الثلاثية، وكذلك بعد الحديث عن مشروعٍ فرنسي من خلال مجموعةِ ما يعرف بالنواة الصُّلبة التي تضم الولاياتِ المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية والأردن، وكذلك في ضوء النقاشات التي تُجريها واشنطن مع حلفائها في المنطقة من أجل إرسال قواتٍ إلى شمال شرقي سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى