ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع


عواصم ـ راديو الكل

كان لافتاً أن يتوجّه مسؤول روسي إلى الغربيين بالقول عن بشار: إنه رجلكم قبل أن يكون رجلنا، فهذا التصريح يشير إلى تذمر موسكو من تحميل الغرب لها وحدها مسؤولية جرائم النظام كما يقول عمر قدور في صحيفة الحياة. وفي العربي الجديد كتب عيسى الشعيبي تحت عنوان “تعزّز وضع الأسد وتقوّضت مكانة بوتين”، أشار فيه إلى خيبة أمل معظم نشطاء المعارضة السورية إزاء محدودية أهداف الضربة الثلاثية الغربية. وفي مجلة دير شبيغل الألمانية تحدث دومينيك بيترز عن مخاوف من هجوم للنظام على إدلب.

وفي صحيفة الحياة كتب عمر قدور تحت عنوان “عالمية بشار ومحلية الثورة”.. كانت لافتةً تلك التأكيدات الغربية أن الضربة العسكرية الأخيرة لا تستهدف بشار الأسد، وإنما تقتصر على معاقبته على استخدام الكيميائي فحسب. كان لافتاً أيضاً أن يتوجه مسؤول روسي إلى الغربيين بالقول عن بشار: إنه رجلكم قبل أن يكون رجلنا.

التصريح الروسي يعكس تذمراً من إصرار غربي على تحميل موسكو وحدها مسؤولية جرائم الأسد، ولا يجانب الصواب مطلقاً بالإشارة إلى الحماية الغربية التي حظي بها بشار قبل التدخل العسكري الروسي، أي قبل أن يتولى الأخير المهمة القذرة بالأصالة عن أصحابه وبالنيابة عن القوى الغربية المتواطئة معه.

بالطبع تستحق السياسات الغربية إزاء المقتلة السورية مختلف أصناف الهجاء، ولدينا مخزون كاف من هجائها بحيث يكون الهجاء الجديد تأصيلاً لما سبق. إلا أن موروث هجاء الغرب لا يستقيم مع استجداء تدخله، التناقض هنا ليس صورياً، إنه في صلب النظرة التي يفترض بها استبعاد تدخل حميد من قبله. وإذا كان من مبرّر لهجاء مختلف فينبغي مجيئه على أرضية مختلفة عما مضى، وهذه الأرضية إن لم تكن مشتركةً مع الغرب نفسه فسيكون الحاضر استئنافاً للقطيعة الماضية.

في العربي الجديد كتب عيسى الشعيبي تحت عنوان “تعزّز وضع الأسد وتقوّضت مكانة بوتين”.. بدت خيبة الأمل طاغيةً على ردود أفعال معظم نشطاء المعارضة السورية، إزاء محدودية أهداف الضربة الثلاثية الغربية ضد مواقع لتصنيع الأسلحة الكيميائية في محيطي دمشق وحمص، وكانت مشاعر هؤلاء الذين رفعوا سقف التوقعات عالياً مفعمةً بالإحباط واليأس والمرارة، إثر النتائج الهزيلة، والمفاعيل الضئيلة، لتصريحات الرئيس الأمريكي النارية، وتهديداته المباشرة لنظام الأسد بدفع ثمن باهظ على فعلته المنقولة بالصوت والصورة من مدينة دوما، حتى إن بعضاً من هؤلاء المخذولين اعتبر الضربة بمنزلة عملية تلميع لصورة الأسد، وتعزيز لمكانته الداخلية، ولذا فإن الضربة، والحالة هذه، تكون قد حققت عكس ما كان مأمولاً منها تماماً.

وتحدث الكاتب، عن أن الضربة ألحقت ضرراً بروسيا أكثر من نظام الأسد وقال: إنها زلزلت ثقة الروس بأنفسهم من دون ريب، وإنّ روسيا المصابة في صميم دورها الإقليمي لم تعد بعد اليوم في ذلك الموضع الذي كانت عليه من قبل، حين تمكّنت، في غفلة من الغرب، من امتلاك كامل أوراق اللعبة السورية من دون منازع تقريباً، وأقفلت مجلس الأمن الدولي بـ 18 فيتو، وصارت ربّة البيت وصاحبة الحلّ والعقد، الأمر الذي يستقيم معه القول: إن هذه الضربة المملوءة بالمفارقات الفارقة، والتي قد لا تكون الأخيرة بالضرورة، قد عزّزت وضع الأسد من جهة أولى، ولو بصورة مؤقتة، وقوّضت، في الوقت نفسه، مكانة بوتين، إلى أجل غير معلوم، من جهة مقابلة.

في مجلة دير شبيغل الألمانية كتب دومينيك بيترز: إن إعلان علي ولايتي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي الأسبوع الماضي، تمنيه إعادة إخضاع إدلب لسيطرة نظام بشار الأسد، عزّز التوقع بحملة عسكرية واسعة وغير محدودة المعالم عليه.

ولفت، إلى أن ما يعزز هذه المخاوف، هو أن إدلب تحولت إلى مأوًى جديد لأعداد كبيرة من النازحين من مدن سوريّة مختلفة، ومركز لقوى المعارضة التي غادرت الغوطة الشرقية.

وأضاف بيترز، بأن الخيار الثاني للأسد -إضافة إلى الهجوم الذي لن يستطيع كسبه بسهولة في إدلب- هو شن حملة عسكرية أخرى على درعا التي انطلقت منها شرارة الثورة السورية.

وذكر محلل “دير شبيغل”، أن تصعيداً وقع مؤخراً بين إسرائيل وإيران اختفى خلف عناوين أخبار الضربة العسكرية الأمريكية البريطانية الفرنسية لنظام الأسد.

وأوضح، أن هذا التصعيد بدا واضحاً الأسبوع الماضي عبر الهجوم على قاعدة التيفور الجوية قرب مدينة تدمر وقتل خلاله عسكريون إيرانيون، وهو ما حمّلت إيران وروسيا، إسرائيل مسؤوليته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى