مجلس الأمن يجتمع في مزرعة في السويد.. وأنباء عن التوصل إلى خريطة طريق لحل القضية السورية

استوكهولم ـ راديو الكل

قالت مصادر صحفية: إن أعضاء مجلس الأمن اتفقوا في اجتماع غير رسمي عقدوه في السويد على خريطة طريق لحل القضية السورية تستند إلى مشروع قرار فرنسي سيقدّم إلى مجلس الأمن تبنّته كذلك كلّ من الولايات المتحدة وبريطانيا، في حين حذر الأمين العام للأمم المتحدة من التفاؤل المفرط وقال: إن حرباً باردة تدور حالياً في سوريا.

وقال مندوب السويد الدائم لدى الأمم المتحدة أولوف سكوغ في ختام المحادثات التي عقدها أعضاء مجلس الأمن في مزرعة نائية في منطقة باكاكرا السويدية: إن هناك اتفاقاً على العودة جدياً إلى الحل السياسي في إطار عملية جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة.

وأضاف المندوب السويدي: “سنعمل جاهدين الآن، وخلال الأيام المقبلة، للاتفاق على آلية جدية تحدد إذا ما كانت الأسلحة (الكيميائية) استخدمت، ومن هو المسؤول عن هذا الأمر”.

وأضاف سكوغ: “لقد كنّا قلقين جداً إزاء تفاقم النزاع في المنطقة”. وتابع: “بمجرد أن جلس زميلي الروسي فاسيلي (نيبينزيا) والسفيرة الأمريكية نيكي (هيلي) حول طاولة واحدة طيلة يوم ونصف اليوم نشأت ثقة مجلس الأمن بحاجة إليها لتحمّل مسؤولياته”.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن محادثات باكاكرا تناولت مسارات القضية السورية الثلاث وهي “الكيميائي والسياسي والإنساني”، وهي صيغة المشروع الفرنسي الذي تم تبنّيه أيضاً من قبل كلّ من بريطانيا والولايات المتحدة بعد إدخال تعديلات على صيغته السابقة التي تمت مناقشتها على مستوى الخبراء.

وقال المندوب الفرنسي فرانسوا ديلاتر: إن “خلوة باكاكرا” أتاحت لأعضاء مجلس الأمن التخلي عن عملية التسيير الآلية والدخول في نقاش فعلي ومعمّق، مضيفاً أنه حاولنا البدء في تحديد مناطق التلاقي الممكنة.

ونبّه أعضاء مجلس الأمن إلى أن «الحلّ السياسيّ يجب أن يكون متمشياً مع القرار 2254». وكذلك اتفقوا على «الحاجة إلى التطبيق الكامل للقرار 2401 الذي صدر في فبراير (شباط) الماضي لمعالجة الوضع الإنساني»، مع «تكثيف الجهود» على هذا المسار.

وأنجزت «خلوة باكاكرا» توافقاً على أن «استخدام الأسلحة الكيميائية ينتهك القرار 2118 وغير مقبول»، مؤكدين «التزامنا بإنشاء آلية نزيهة ومستقلة لتحديد المسؤولية، واتفقوا في هذا الصدد على الانخراط في حوار بدعم من الأمين العام».

وكان المندوب الروسي في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا صرّح قبيل مشاركته في المحادثات، أنه قلق من إجباره على التقارب مع سفراء أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وقال: “سأرى كيف يشعرون بشأن التعامل مع كلّ ما حدث في سوريا”.

لكن رغم هذا التصريح فإنّ مشاركة روسيا في محادثات باكاكرا غير الرسمية كانت مؤشراً على حوار جديّ من شأنه تقريب وجهات النظر خاصة بعد أن تضمن الشّقّ السياسيّ من خريطة الطريق العمل على تشكيل لجنة دستورية وهو ما أقرّه مؤتمر سوتشي الروسي، وإزالة كلمة إدانة استخدام السلاح الكيميائي بالإشارة إليه فقط.

وقالت المندوبة البريطانية في الأمم المتحدة، كارين بيرس: إنها تأمل “في أن تبدأ عملية مراجعة لما جرى، وأن نبدأ معاً بعملية سياسية تؤدّي في النهاية إلى السلام في سوريا. هذا هو الشيء الأكثر أهمية، آمل أن يتراجع الجميع عن مواقفهم وأن نحرز ولو بعض التقدّم في هذا الشأن”.

وأصيب مجلس الأمن بالشلل بسبب الخلافات الشديدة خلال الاجتماعات الستة التي عقدت عقب الهجوم الكيميائي على دوما، في السابع من نيسان الجاري.

وأبدى السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، تفاؤله حيال المفاوضات الجارية في مجلس الأمن حول صدور قرار جديد في مجلس الأمن.

وقال الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي شارك في خلوة باكاكرا في مقابلة مع التلفزيون السويدي، رداً على سؤال حول ما يمكن أن يقوله لهؤلاء الناس الذين فقدوا ثقتهم بالأمم المتحدة بعد أكثر من سبع سنوات من الحرب في سوريا قال: “في سوريا، هناك العديد من الجيوش المختلفة، والميلشيات المختلفة، وهناك من يحارب العالم بأسره، وهناك مصالح مختلفة”، مشيراً إلى أن حرباً باردةً تدور حالياً.

وأضاف، أن “هناك خلافات بين الشيعة والسّنة، هناك خلافات أخرى بين أجزاء مختلفة من المنطقة.. فمن الواضح أنه من السذاجة الاعتقاد بأن الأمم المتحدة بإمكانها حلّ أيّ من هذه المشكلات بطريقة سحرية، ولاسيما عندما يكون مجلس الأمن منقسماً إلى هذا الحد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى