ترامب يطلب ثمناً لبقاء قواته في سوريا من دول تخضع للحماية الأمريكية.. والجبير يشير إلى قطر

واشنطن ـ راديو الكل

أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” رغبة بلاده في أن ترسل دول تخضع للحماية الأمريكية -من دون أن يسميها- قواتها إلى سوريا وتدفع تكاليف وجود الجنود الأمريكيين فيها، مشترطاً لسحبهم عدم استفادة إيران من ذلك، بينما سارعت السعودية إلى الرد بأن الرئيس ترامب يشير إلى دولة قطر التي توجد فيها قاعدة أمريكية كبيرة.

وقال الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفيّ مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون: “أرغب بسحب قواتنا من سوريا ولكن لا أريد أن تستفيد إيران من ذلك”، لافتاً إلى أن “هناك دولاً لن تبقى أسبوعاً واحداً من دون حماية الولايات المتحدة، وعليها دفع ثمن ذلك وأيضاً أن ترسل جنودها إلى سوريا”.

وأضاف ترامب: “دفعنا 7 مليارات دولار في الشرق الأوسط خلال ثمانية عشر عاماً، وعلى الدول الثرية دفع مقابل لذلك، ولن نستمرّ بدفع المليارات والمخاطرة بجنودنا من دون أن نتلقّى مقابلاً”.

وقال ترامب: “نريد العودة للوطن وسوف نعود لكننا نريد أن نترك أثراً قوياً ودائماً، وكان هذا جزءاً كبيراً للغاية من نقاشنا”.

وأشار، إلى أنّ “التحالف الثلاثي لـ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا استهدف البرنامج الكيميائيّ السوري لوضع حدّ لاستخدام هذه الأسلحة” .

وقال ترامب: لابد من أن نبذل المزيد من الجهود لمنع إيران من استغلال الفراغ الذي سيحصل في المنطقة خاصةً أننا نرى بصمات إيران في الكثير من المشكلات في الشرق الأوسط، كما حذّر من أنّ إيران ستواجه مشكلات كبرى إذا استأنفت برنامجها النووي، واصفاً الاتفاق النوويّ مع طهران بأنه كارثي، وقال معلقاً على إيران: “سيواجهون مشكلات كبرى من أي وقت مضى”.

ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسي ماكرون: ”يجب أن نضمن السلام في سوريا، وجهودنا مع واشنطن ستحتوي إيران في المنطقة، كما أننا قررنا زيادة مساهمتنا في قتال تنظيم داعش بسوريا”.

 وأضاف: “اتفقت مع ترامب على أنّ أزمة سوريا ينبغي أن تكون جزءاً من إطار أوسع في التعامل مع إيران، ولابد من العمل على اتفاق جديد مع الأخيرة التي يجب عليها وقف أنشطتها الباليستية”، مؤكداً أنّ “الاتفاق النووي لابد أن يكمّل بأركان أخرى، لا أقول: اتفاق جديد، بل إكمال هذا الاتفاق وأن يحوي أركاناً جديدةً بضمنها الأنشطة الباليستية”.

وسارعت المملكة العربية السّعودية إلى الرد على تصريحات الرئيس الأمريكي، موجّهةً موقفه نحو دولة قطر، وقال وزير الخارجية عادل الجبير: إنه “يجب على قطر أن تدفع ثمن وجود القوات العسكرية الأمريكية في سوريا، وأن تقوم بإرسال قواتها العسكرية إلى هناك، وذلك قبل أن يلغي الرئيس الأمريكي الحماية الأمريكية لدولة قطر والمتمثلة بوجود القاعدة العسكرية الأمريكية على أراضيها”.

وأضاف الجبير، أنه لو سحبت الولايات المتحدة حمايتها المتمثلة بالقاعدة العسكرية من قطر، فإنّ “النظام سيسقط هناك خلال أقلّ من أسبوع”، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية.

وتحدثت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في وقت سابق، عن أن الإدارة الأمريكية طلبت من الإمارات والسعودية وقطر المساهمة بمليارات الدولارات، وإرسال قواتها إلى سوريا لإعادة الاستقرار ولاسيما في المناطق الشمالية الشرقية في سوريا.

وقال عادل الجبير: “إن بلاده تجري نقاشاً مع الولايات المتحدة بشأن إرسال قوات إلى سوريا، في إطار التحالف الإسلامي، وأنها تفعل هذا منذ بداية الأزمة السورية”. وتابع أن السعودية سبق أن اقترحت الفكرة على الرئيس السابق باراك أوباما.

ويتحدث خبراء ومحللون، أن نقاشات تدور في أروقة الإدارة الأمريكية حول استمرار القوات الأمريكية في منطقة تدفع فيها ثمناً نيابة عن الآخرين، ويتساءل الأمريكيون: أين العرب؟ لماذا لا يحلّون مشكلاتهم بأنفسهم، لكن ليس خارج إطار استمرار الاهتمام الأمريكي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى