ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ وكالات

لا يمكن أن يكون هناك سلام في سوريا في حين أن نظام بشار الأسد في السلطة، وإذا بقي هناك، فإن المظالم الأصلية التي دفعت الناس إلى الاحتجاج ضده سوف تستمر كما تقول لينا الخطيب في الشرق الأوسط. وفي صحيفة الخليج مقال لـ مصطفى الفقي تحت عنوان “روسيا الاتحادية والمسألة السورية”. ومن جانبها تنشر مجلة فورين بوليسي مقالاً لـ ستيفن كوك تحت عنوان “التيه الأمريكي في الشرق الأوسط”.

وفي الشرق الأوسط كتبت لينا الخطيب تحت عنوان “لا سلام في سوريا مع بقاء بشار الأسد”.. منذ أن أرسل الرئيس دونالد ترامب تلك التغريدة المصيرية عن هجوم يلوح في الأفق على سوريا عقوبةً على استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل نظام الأسد، والعالم يترقب الخطوة التالية. قبل تغريدة ترامب، لم يكن العمل العسكريّ من قبل الغرب، بالضرورة، جزءاً من حلّ النزاع في سوريا. ولكن بالتأكيد كانت هناك حاجة إلى إرادة سياسية من جانب الولايات المتحدة على وجه الخصوص -باعتبارها القوة العظمى الوحيدة القادرة على ممارسة ضغط شديد على الوسيط الرئيس في سوريا (روسيا) لإحضار الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات.

لا يزال هناك مخرج من الصراع، ويبقى التحول السياسي القائم على الحل الوسط، مع حكومة انتقالية تضم البراغماتيين من معسكرات النظام وغير النظام. وبينما يحلل العالم التداعيات الفورية للهجوم، ينبغي أن ينصبّ التركيز على ما ينبغي أن يحدث على المدى الطويل، مما يؤكد الحاجة إلى العمل العسكري الممزوج مع الاستراتيجية السياسية.

لا يمكن أن يكون هناك سلام في سوريا في حين أن نظام بشار الأسد في السلطة. وإذا بقي هناك، فإن المظالم الأصلية التي دفعت الناس إلى الاحتجاج ضده سوف تستمر في الوجود، إلى جانب ازدياد الشدة بسبب سلوك النظام على مدى السنوات السبع الماضية. لن تتغير معالم هذا السلوك إذا «فاز» النظام؛ كما أظهر التاريخ، فإن الديكتاتور لا يتحول إلى إصلاحي بين عشية وضحاها.

في صحيفة الخليج كتب مصطفى الفقي تحت عنوان “روسيا الاتحادية والمسألة السورية”.. إن ردّ الفعل الروسي الأخير تجاه الضربة الثلاثية لبعض المواقع السورية هو تصرف مؤقت بل محسوب، كما أنني أزعم أنّ من وجّهوا الضربة كانوا يدركون ذلك قبلها ولم يتحسّبوا كثيراً لموقف موسكو المنتظر؛ لأنهم يدركون أن التسوية قادمة بعد تصعيد متبادل من جميع الأطراف صراعاً على (الكعكة السورية) وهي الأهمّ والأشهى في المشهد العربي! كما أنهم يدركون أن للروس اهتماماً تاريخياً بهذه الدولة سيئة الحظ، والغرب يعترف أحياناً بخصوصية العلاقة بين موسكو ودمشق في جميع المراحل.

وأضاف، أنه بخلاف كثير من الخبراء والمحللين، فإن الأزمة السورية تتجه إلى نهايتها، والتي سوف تكون بالضرورة على حساب الشعب السوري وأرضه وسيادته.

وفي مجلة فورين بوليسي كتب ستيفن كوك تحت عنوان “التيه الأمريكيّ في الشرق الأوسط”.. لم تحقق العملية العسكرية الكثير، وكانت الرسالة التي كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يعتزمون إرسالها إلى نظام «بشار الأسد» حول استخدام الأسلحة الكيميائية ضعيفةً للغاية، إلى درجة أن القادة في واشنطن وباريس ولندن كان من الأفضل لهم توفير الأموال المنفقة على وقود الطائرات وصواريخ كروز بدلاً من ذلك. ويعكس المشهد بأكمله ما أدركه الكثيرون بالفعل، وهو أن الرئيس «دونالد ترامب» لا يمتلك استراتيجيةً في سوريا.

 وهذه حقيقة واضحة. لكنّ ذلك لا يفسر لماذا يبدو الصراع السوري، الذي زعزع استقرار بلاد الشام وأوروبا، وكأنه خارج قدرة المسؤولين والمحللين الأمريكيين، حتى قبل الإدارة الحالية، على إيجاد حل. ويتطلب ذلك فهم الجدل الأوسع وغير المحلول حول دور أمريكا في العالم.

الصراع السوريّ لا يخص السوريين ولا يدور حولهم. وبدلًا من ذلك، يتعلق الأمر بتوسيع النفوذ الإيراني في المنطقة، وإعادة بروز روسيا بصفتها قوةً في الشرق الأوسط (على الرغم من أن طموحات موسكو أوسع من تطلعات إيران، التي تهدف إلى إضعاف الغرب). وتعد سوريا مكاناً تتقاطع فيه جميع المصالح الأمريكية وتتعرض للخطر. ومع ذلك، فإن ما تفضّله إدارات باراك أوباما وترامب، فضلاً عن أعداد كبيرة من الأمريكيين، هو البقاء خارج الصراع. ولا يستطيع الأمريكيون الإجابة عما إذا كان الاستثمار في الحرب يستحق ذلك. وليس من المستغرب أنه خلال الأعوام الـ 3 أو الـ 4 الماضية، يسعى الحلفاء الإقليميون إلى تحقيق مصالحهم الخاصة بغضّ النظر عما تعتقد واشنطن أنه حكيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى