ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

عواصم ـ راديو الكل

فيما يتعلق بالأسد وإيران، كان موضوع تقسيم البلاد على أجندتهما منذ بدايات الأزمة، وقد عملا على تطبيقه بالاجتياحات والمجازر واقتلاع السكان من بيوتهم ومواطنهم ثم توزيعهم بين الداخل والخارج كما يقول عبد الوهاب بدرخان في صحيفة الحياة اللندنية. وفي صحيفة العرب مقال لـ فاروق يوسف تحت عنوان “الحرب الإسرائيلية الإيرانية مزحة غربية”. بينما نقرأ في مجلة فورين بوليسي تحليلاً يقول: إن الضربة الغربية الأخيرة ضد النظام كانت مجرد مسرحية.

وفي الحياة اللندنية كتب عبد الوهاب بدرخان تحت عنوان “الغموض الروسي هل يلجم حرب إسرائيل على الإيرانيين؟”.. لا حديث في اللقاءات الدولية إلا عن حرب إسرائيلية – إيرانية في سوريا.

في تقويم إسرائيلي – أمريكي أجري في واشنطن بعد مضي 3 أيام على الضربات الثلاثية في سوريا، تحدثت مصادر عن أنه خلص إلى ضوء أخضر لإسرائيل كي تهاجم الإيرانيين، مع كل الدعم الأمريكي بما فيه القنابل الضخمة لاختراق الأنفاق وتدميرها، لكن من دون مشاركة أمريكية مباشرة، إلا إذا اقتضتها الظروف.

يمكن أن يكون التلميح الروسي إلى تقسيم سوريا مجرّد تكتيك في سياق التحضيرات النفسية للحرب أو عرض مسبق، لتجنّب مواجهة تخشى موسكو أيضاً أن تخرج عن سيطرتها.

ومع أن الحديث عن التقسيم لم يعد ليدين أيّاً من الدول المتدخّلة أو يفضحها أو يخجلها، إلا أن روسيا وضعته في سياق حملتها التضليلية المكثّفة، منذ استخدام السلاح الكيميائي في دوما، لتوجّه الاتهام إلى الولايات المتحدة بالعمل على التقسيم.

تكمن المفارقة في أن الإلحاح الروسي على الضلوع الأمريكي في التقسيم جاء متزامناً مع تصاعد الجدل في واشنطن على الضربات الثلاثية وتزايد الانتقادات لعدم وجود استراتيجية أمريكية فيما يخص سوريا.

أما فيما يتعلق بالأسد وإيران، فقد كان التقسيم على أجندتهما منذ بدايات الأزمة، وقد عملا على تطبيقه بالاجتياحات والمجازر واقتلاع السكان من بيوتهم ومواطنهم ثم توزيعهم بين الداخل والخارج.

وفي حين ضمن الأسد دويلته الساحلية التي تهيمن عليها ميلشيات طائفته وحصل على ضمانات دولية مبكرة لعدم اجتياحها أو التعرّض لها؛ يبدو مكوثه في دمشق بعد 2015 من متطلّبات اللعبة الدولية ودواعي تحصين تلك الدويلة، إذ إنه يمثّل «الدولة» والمؤسسات شكلياً، وهو ما تحتاجه روسيا وإيران كتغطية «شرعية» لمزاولة الاحتلال عملياً.

ولا شك في أن الإيرانيين كانوا ولا يزالون الأسرع استثماراً في التقسيم الأكثر استفادةً من اقتلاع السكان و «أملاك الغائبين» عبر المستوطنات التي أقاموها من دون أي اعتبار للنظام، ويديرون بعضاً منها وفقاً لنموذج الكيبوتزات الإسرائيلية.

في صحيفة العرب كتب فاروق يوسف تحت عنوان “الحرب الإسرائيلية الإيرانية مزحة غربية”..  يقال: إن هناك حرباً على وشك أن تقع بين إسرائيل وإيران. وهو قول فيه الكثير من التضليل والخداع أو المبالغة في أحسن الأحوال. لا لأن الطرفين ينفيان ذلك فحسب، بل أيضاً لأنّ جميع المعطيات على أرض الواقع تؤكد أن أحداً من الطرفين لا يفكّر في الإيقاع بالآخر على أرضه.

هناك اعتقاد ثابت لدى الغرب، أن العالم العربيّ يشكل خطراً على إسرائيل، أما إيران فمهما بلغ بها التطرف الدّعائي فإنها لا تشكل مثل ذلك الخطر. أما من جهة تمددها في العـالم العربي فإن ذلك يحسب من جهة ما ينتج عنه من إنهاك عربيّ وإيرانيّ مزدوج.

من جانبها ذكرت مجلة فورين بوليسي في مقال لها تحت عنوان “الغارات الأمريكيّة على نظام الأسد “مسرحيّة””.. إن الضربات وما أعقبها كانت تشبه المسرحية، حيث لم يكن الهدف تدمير الأهداف بقدر ما هو التأكد من أن يلعب كلّ من الممثلين دوره بإتقان، وكون أن هذا الهجوم الأخير لن يكون له أثر عملي في المقاتلين في الحرب السورية هو أمر هامشي، وكلّهم نجحوا في حفظ أدوارهم، وقاموا بالتنفيذ بشكل مقنع، وحصلوا على تعليقات جيدة من الجماهير المستهدفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى