مسؤولون أمريكيون يكثفون اجتماعات مع المبعوث الأممي لمناقشة تطورات القضية السورية

واشنطن ـ راديو الكل

عقدت في العاصمة الأمريكية أمس اجتماعات مكثفة بين كل من وزير الدفاع جيم ماتيس ومستشار الأمن القومي جون بولتون والمندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي وبين المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، بحثت خلالها ملفات القضية السورية وذلك بعد إعلان واشنطن اعتزامها السير في العملية السياسية من خلال مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة والإبقاء على قواتها في سوريا طالما هي في حالة حرب.

وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق: “ناقش المبعوث الأممي إلى سوريا مع عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين  الوضع في سوريا بشكل معمق”.

وأضاف حق، أن اجتماعات ديمستورا شملت مناقشات مع وزير الدفاع جيمس ماتيس، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي. من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.

وكان وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أعلن أنه سيجتمع بمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان ديمستورا، للتباحث حول الأوضاع هناك من أجل المساعدة في استئناف العمل في مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة.

وقال ماتيس للصحفيين في وزارة الدفاع : “إن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يريدون ترك سوريا بينما لا تزال في حالة حرب”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو أعلن أمس أن هدف القوات الأمريكية في سوريا هو مواجهة داعش ومنع استخدام السلاح الكيميائي.

ويمثل هذان التصريحان أقوى الإشارات حتى الآن على بقاء القوات الأمريكية في سوريا إلى أمد غير محدد، بعد تصريحات أثارت جدلاً واسعاً أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نهاية شهر آذار الماضي حول اعتزامه سحب قواته من سوريا، وأيضاً على اعتزام الولايات المتحدة تفعيل دورها والانخراط بشكل أكبر في العملية السياسية من خلال مفاوضات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة.

وسبق أن انتقد المبعوث الأممي ستيفان ديمتستورا مسار أستانة ووصفه بأنه استنفذ طاقاته وفشل في تخفيف التصعيد، كما انتقد مؤتمر سوتشي الذي فشل في تشكيل لجنة إصلاح دستوري. في حين وصف وزير الخارجية الروسي تلك التصريحات بأنها نتيجة ضغوط، وقال: إن المبعوث الأممي حضر عدة جولات من مفاوضات أستانة التي هي الوحيدة نجحت في إنجاز شيء عملي على الأرض.

وفشلت اتفاقات تخفيف التصعيد في كل من غوطة دمشق الشرقية وريف حمص الشمالي الذي يشهد الآن تصعيداً من قبل النظام وروسيا بينما رعت الولايات المتحدة وروسيا والأردن اتفاقاً لوقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا تضمن إقامة منطقة تخفيف تصعيد في كل من درعا وريف القنيطرة والسويداء.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال لقائه نظيره الأردني مؤخراً في عمان أهميةَ الالتزام بهدنة الجنوب السوري.

تصريحات ماتيس وبومبيو ماتيس هما أقوى الإشارات حتى الآن على بقاء القوات الأمريكية في سوريا، مع تأكيد التواصل مع المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا بشأن استئناف مفاوضات جنيف قد يشير إلى انخراط واشنطن بقوة في العمل من أجل تحقيق السلام في سوريا.

ويرى مراقبون، أن الولايات المتحدة تملك الآن أوراقاً قوية هي: محاربة داعش، استخدام النظام السلاح الكيميائي، حالة الحرب المستمرة، وجود قواتها في سوريا، وقف إطلاق النار في المنطقة الجنوبية الذي أعلنته مع روسيا والأردن، فشل الحل الروسي والحل العسكري لإيران والنظام، وأن بإمكان الولايات المتحدة والدول الغربية لعب دور حاسم في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى