لبنان يطالب دولاً عربية بالتدخل لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم

عواصم ـ راديو الكل

تصاعدت حدة تصريحات المسؤولين اللبنانيين إزاء اللاجئين السوريين ولاسيما بعد مؤتمر بروكسل للمانحين الذي أكد أنّ “الظروف الحالية لا تساعد على الإعادة الطوعية للاجئين بأمان وكرامة”، وذلك بالتزامن مع تزايد الخطابات العنصرية ضدهم.

ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون دولاً عربية إلى المساعدة في حلّ قضية اللاجئين السوريين وإعادتهم إلى بلدهم لتخفيف العبء الاقتصاديّ على لبنان.

وطلب عون من سفيري مصر والإمارات، والقائم بأعمال السّفارة السعودية خلال لقائه بهم أمس مساعدة لبنان في تأمين عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم لوقف معاناتهم، داعياً إلى ضرورة “وضع حدّ للتداعيات التي يحدثها اللجوء في لبنان، اجتماعياً واقتصادياً وتربوياً وأمنياً”.

وقال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في وقت سابق: إن لبنان تحوّل إلى مخيم كبير للاجئين، بسبب وجود مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، ودعا المجتمع الدولي إلى مؤازرة لبنان “بعدما تم استنزاف مقوّماته”، محذّراً من أن التوترات بين النازحين والمجتمع المضيف تزداد، بسبب المنافسة على الموارد وفرص العمل.

وقالت الأمم المتحدة أواخر العام 2017: إن عدد اللاجئين السوريين تراجع إلى أقلّ من مليون لاجئ، وذلك بسبب انتقالهم إلى بلد آخر أو عودتهم إلى سوريا أو الوفاة.

ولم تتمكن الدول المانحة خلال اجتماعها في بروكسل مؤخراً من جمع المبلغ الذي حددته الأمم المتحدة (وهو 6 مليارات دولار) لإغاثة ملايين السوريين في عام 2018، وتعهدت الدول المجتمعة في بروكسل بـ 4.4 مليارات دولار في شكل مساعدات طارئة لسوريا وجيرانها.

ورفض وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل بيان بروكسل بشأن السماح للاجئين السوريين بالعودة الطوعية أو البقاء في الدول المجاورة، ووصفه بأنه بمنزلة دعوة للاجئين السوريين بعدم العودة إلى وطنهم، وادعى أن عدة مناطق بسوريا أصبحت “آمنة”، ما يسمح بعودة هؤلاء.

وجاء في حساب باسيل على تويتر، أن “اللهجة المتّبعة في البيان تدفع إلى التشكيك ببعض النوايا الدولية، وإلى التمسك أكثر بموقف لبنان الرافض لأيّ مبدأ يتعارض مع دستوره ويهدد هويته”.

وكان بيان بروكسل قد أشار إلى أن “الظروف الحالية لا تساعد على الإعادة الطوعية للاجئين بأمان وكرامة”، وأكد أهمية إعادة التوطين لتوفير الحماية للاجئين الأكثر عرضةً للخطر، وإعطاء اللاجئين حقّ العودة أو اختيار البقاء.

وازدادت في المدة الأخيرة دعوات المسؤولين اللبنانيين إلى إعادة اللاجئين إلى سوريا خاصةً بعد اجتماع بروكسل للمانحين الذي لم يلبّ كامل ما تطلبه الدول التي تستضيف اللاجئين على أراضيها وخاصة لبنان، حيث تزايدت حالات الاعتداء على السوريين في لبنان وتصاعدت الخطابات العنصرية ضدهم، حيث توفي لاجئ من جراء تعرضه لضرب مبرّح من قبل عسكريّ لبناني، ونشرت قناة الجديد اللبنانية قبل أيام أغنيةً ضد اللاجئين السوريين في لبنان تحمل كلمات عنصريةً تحريضية.

وتم تسجيل حالات اعتداء كان آخرها مقتل السوري “محمد عبد الجواد ويس” (46 عاماً)، في بلدة الصويرة بمنطقة البقاع جنوبيّ لبنان، بعد تعرّضه لـ ضرب “مبرّح” من شابين أحدهما عسكري من سكّان البلدة نفسها.

وصنّف لبنان عام 2015 في المركز الثاني عالمياً والأوّل عربياً بين الدول الأكثر عنصريةً في العالم، بحسب استطلاع رأي أجراه موقع “إنسايدر مونكي” الأمريكي.

وكشف أحدث تقرير لمنظمة “هيومين رايتس ووتش” المدافعة عن حقوق الإنسان، أن 13 بلديةً في لبنان أخلت قسرياً آلاف اللاجئين السوريين من أماكن سكنهم بسبب جنسيتهم أو دينهم، ولا يزال خطر الطرد يهدد 42 ألف لاجئ آخرين. في حين نشرت مفوضية اللاجئين تقريراً في شهر نيسان من العام الماضي وثّق طرد بلديات لبنانية 13,700 سوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى