وزير الخارجية المصري يتراجع عن التحفظ على فكرة ارسال قوات عربية إلى سوريا

عواصم ـ راديو الكل

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري: إن فكرة إحلال قوات بقوات أخرى ربما عربية في سوريا هو أمر وارد، مؤكداً أن هذا الموضوع متداول على المستوى الإعلامي وأيضاً في المداولات بين الدول، وذلك بعد أن كان نفى أن تكون فرنسا طلبت من مصر إرسال قوات إلى سوريا تماهياً مع ما تريده الولايات المتحدة.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن شكري قوله، خلال ندوة نظمتها مجلة السياسة الدولية بمؤسسة الأهرام الصحفية: إن هذا الامر وارد “لتقدير إلى أي مدى يمكن لهذه الأفكار أن تسهم في استقرار سوريا والخروج من أزمتها الحالية”.

وجاء ذلك بعد 3 أيام على نفي وزير الخارجية المصري أن تكون فرنسا قد طلبت من مصر إرسال قوات عسكرية إلى سوريا، في حين أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة وول ستريت جورنال أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أجرى اتصالات مع الحكومة المصرية من أجل إرسال قوات عربية أو إسلامية إلى شمال شرقي سوريا.

وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن أن الإدارة الأمريكية طلبت من مصر  إرسال عدد من قواتها العسكرية إلى سوريا، في خطوة وصفها البعض بـ “المفاجأة من العيار الثقيل”.

كما طلبت إدارة الرئيس الأمريكي من كل من السعودية وقطر والإمارات بضخ مليارات الدولارات، وكذلك إرسال قوات عسكرية لاستعادة شمالي سوريا، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين مقربين من دوائر صنع القرار في البيت الأبيض.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: “إن بلاده تجري نقاشاً مع الولايات المتحدة بشأن إرسال قوات إلى سوريا، في إطار التحالف الإسلامي”.

وأكد الناطق الرسمي بالشؤون السورية في السفارة الأمريكية بأنقرة “ستيوارت وايت” لراديو الكل، أهميةَ إرسال دول عربية قواتها إلى سوريا لمحاربة تنظيم داعش وإيران، مشيراً إلى ضرورة مساهمة دول مشاركة في التحالف الدولي بالقوات وبالدعم المالي من أجل تطوير البنى التحتية في المنطقة خاصة ما يتعلق بإزالة الألغام وبناء المدارس وغير ذلك.

وتساءلت وول ستريت جورنال عن مدى إمكانية استجابة الحكومة المصرية للطلب الأمريكي خاصة بعد أن اعتبرت أن نية القاهرة دعم هذه المبادرة ما زالت غير واضحة المعالم وفي ظل علاقات قوية تربط بين نظامي السيسي والأسد خلال السنوات الثلاث الأخيرة، والتي تعمقت بشكل أكبر بعد تهيئة موسكو الساحة أمام القاهرة ليكون لها موضع قدم في الملف السوري عبر المسار التفاوضي.

في نوفمبر 2016 نشرت صحيفة “ايزفيستنايا” الروسية تقريراً؛ تحدثت فيه عن مشاركة عناصر من الجيش المصري في القتال إلى جنب مع نظام الأسد، حيث أشارت إلى أن العلاقات بين الجانبين تشهد تطوراً.

جميع الأطراف المنخرطة في الحرب في سوريا؛ تدرك أن التدخل المصري في هذا الصراع، سيغير الكثير من المعطيات في المشهد السياسي والعسكري في سوريا، وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.

عدد من الصحف المصرية تعاملت مع طلب ترامب بشيء من الحذر، منها صحيفة “فيتو” الخاصة، والتي وصفت تصريحات الرئيس الأمريكي بـ “الفخ” الذي يستهدف توريط الجيوش العربية عامة والمصرية على وجه الخصوص في سوريا.

الصحيفة وإن كانت تخشى تداعيات انسحاب القوات الأمريكية من سوريا في ظل تربص ميلشيات الأسد المدعومة إيرانياً وروسياً، إلا أنها ترى في الوقت ذاته أن “حساسية المناطق التي توجد بها قوات أمريكية ويطالب ترامب بدخول جيوش عربية تحل محلها، تثير المخاوف من “فخ” ينصبه ترامب للدول العربية وخصوصاً مصر بهدف توريط الجيوش العربية في مستنفع سوريا”.

ويبدو أن تصريحات وزير الخارجية المصري بعدم رفض إرسال قوات عربية إلى سويا هي تدحرج عن موقف سابق وصف بالتحفظ وكان يمكن أن يضع النظام في مصر في موقف حرج مع حلفائه في المنطقة، سواء كانت أمريكا من جانب أو الإمارات والسعودية من جانب آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى