ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع 

من قال إنّ الحرب انتهت؟ أو إنّ الأسد انتصر؟ مؤكّد أن ضعف الخصم أو تراجعه ليس مؤشراً يكفي لبناء هذا الاستنتاج، والأيام المقبلة حبلى بمفاجآت على أكثر من مستوًى كما يقول غازي دحمان في العربي الجديد. وفي الشرق الأوسط تحدثت لينا الخطيب في مقال لها تحت عنوان “هل تستغل أمريكا القلق الروسيّ لإنهاء الحرب في سوريا؟ عن الضربة الثلاثية التي وجّهت لمواقع في سوريا الشهر الماضي. وفي موقع المدن كتب مهند الحاج علي مقالاً حول نتائج الانتخابات اللبنانية.

وفي العربي الجديد كتب غازي دحمان تحت عنوان “الأسد يستعجل مكاسب الحرب الأهلية”..  لم تنته الحرب في سوريا، وليس ثمة أفق بنهايتها، وما تزال البلاد تنزّ دماً من جميع جوانبها، واحتمالات اشتعال الحروب الإقليمية على الأرض السورية لم تكن يوماً بمثل هذا الوضوح. وعلى الرغم من ذلك، يستعجل رأس النظام حصد نتائج الحرب الأهلية المريرة.

واليوم، يعتقد بشار الأسد أنه وصل إلى المرحلة التي يجني فيها الأرباح خالصة، بسبب جهد دام ثماني سنوات، لا يريد أن يعبر مراحل المصالحات ولجان الحقيقة، والتئام جراح المجتمع السوري. فالمصالحة تعني له التخلص من معارضيه ونفيهم إلى إدلب، ليتفرغ بعد ذلك لإبادتهم مرّةً واحدةً للأبد، أما الحقيقة فبالنسبة له أن هؤلاء خونة، لأنهم ثاروا على أسيادهم، ولا يريد حتى إنجاز دستور جديد، يؤشر إلى أن البلاد ستدخل مرحلةً جديدة مختلفة نسبياً، ذلك كلّه لا يعنيه.

لم تشهد الحروب الأهلية الحديثة نتائج مثل التي يريد الأسد الحصول عليها، لا في رواندا ولا لبنان أو هندوراس، أو غيرهم، كما لم تشهد التمرّدات في كولومبيا ونيجيريا حصول تغييرات ديمغرافية واقتصادية بالحجم الذي يبتغيه الأسد. في كلّ هذه الحالات كان يتم تغيير النظام السياسي، أو تكييفه، للتوافق مع مرحلة جديدة، في سوريا وحدها يجري تغيير الناس؟

لكن من قال إن الحرب انتهت؟ أو إن الأسد انتصر؟ مؤكد أن ضعف الخصم أو تراجعه ليس مؤشراً يكفي لبناء هذا الاستنتاج. وتؤكد الوقائع على الأرض هذه الحقيقة، مثلما أن الأيام المقبلة حبلى بمفاجآت على أكثر من مستوى.

في الشرق الأوسط تحدثت لينا الخطيب في مقال لها تحت عنوان “هل تستغل أمريكا القلق الروسيّ لإنهاء الحرب في سوريا؟”، عن الضربة الثلاثية التي وجّهت لمواقع في سوريا الشهر الماضي وقالت: إن توتر روسيا في الفترة التي سبقت الهجوم الذي قادته الولايات المتحدة يظهر أنها لم تنتصر في الحرب. هذا التوتر يعطي فرصةً للولايات المتحدة إن كانت لديها الإرادة السياسية للسعي إلى إنهاء الصراع السوري من خلال المفاوضات مع روسيا. وهو يؤكد أن الخطوة الأولى نحو السلام في سوريا لا يمكن إلا أن تتخذها الولايات المتحدة، باعتبارها القوة العظمى المتبقية في العالم والكيان الوحيد القادر على ممارسة الضغط على روسيا، ولكن يجب استغلال هذه الفرصة قبل فوات الأوان.

وفي موقع المدن كتب مهند الحاج علي تحت عنوان “برلمان بشار الأسد”.. يمكن أن يقال الكثير عن الانتخابات النيابية يوم أمس. الفارق بين الناخبين الشيعة وبين نظرائهم في الطوائف اللبنانية الأخرى لافت. جميع الطوائف اقترعت بشكل متنوع إلا الشيعة بدوا كأنهم كتلة عسكرية مرصوصة ترى في الانتخاب طقساً دينياً أكثر منه عملاً ديموقراطياً.

وأضاف: تفاجأنا بخسارة سعد الحريري هذا العدد من المقاعد في بيروت، وأيضاً بالحجم الكبير نسبياً لكتلة القوات اللبنانية. حجم هزيمة المجتمع المدني والمستقلين بأنحاء لبنان كان لافتاً، وبإمكاننا أن نستفيض في الحديث عنها من دون طائل.

بات الحريري اليوم رئيس حكومة تصريف أعمال، ومن المحتمل جداً ألا نراه يعود إلى موقعه. ماذا لو طلب “حزب الله” مثلاً تعيين جميل السيد وزيراً للعدل؟ وهذا وارد جداً في ضوء النتيجة الحالية للانتخابات.

وكان “حزب الله” سريعاً في إعلان وتبني هذا التبدل السنّيّ الكبير، من خلال صحيفته التي لفتت إلى مفارقة فوز الحريري بعكّار بوجوه من الحقبة السورية في لبنان (سمتهم ودائع غازي كنعان).

وختم بقوله: رأس النظام الذي يحقق التقدم تلو الآخر في سوريا بعد 7 سنوات على الثورة، انتصر اليوم في لبنان إثر 13 عاماً على خروج جيشه وهزيمة حلفائه في البرلمان. ولو شملنا كتلة “التيار الوطنيّ الحر” الصديقة، فإن غالبيةً ساحقةً مؤيدةً للنظام ستطلّ برأسها في ساحة النجمة. وهذه الغالبية ستفتح طريقاً جديداً إلى دمشق مع الحريري أو من دونه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى