مراقبون يؤكدون أن نتائج الانتخابات اللبنانية أعطت النفوذ الإيراني دفعاً جديداً 

خاص ـ راديو الكل

أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات النيابية اللبنانية تقدماً لميلشيا حزب الله وحلفائها، ما يعطي بنظر مراقبين النفوذ الإيراني دفعةً جديدة إقليمياً على حساب السعودية التي تدعم تيار المستقبل والذي يعد الخاسر الأكبر في الانتخابات التي فقد فيها نحو ثلث المقاعد التي كان حصل عليها في الانتخابات السابقة، وكذلك من شأن ذلك أن ينعكس سلباً على اللاجئين السوريين في لبنان والقضية السورية بمجملها.

وفازت ميلشيا حزب الله وحلفاؤها في جميع الدوائر الانتخابية الخمس عشْرة باستثناء واحدة بما يزيد قليلاً على نصف مقاعد البرلمان، في حين فقد رئيس الوزراء سعد الحريري نحو ثلث مقاعده، وألقى باللائمة على قانون جديد معقد أعاد رسم حدود الدوائر الانتخابية ومثّل تحولاً من نظام الأكثرية إلى نظام التصويت النسبي، كما أشار إلى ثغرات في أداء حزبه. في حين وصف حسن نصر الله الأمين العام لميلشيا حزب الله نتائج الانتخابات بأنها انتصار سياسيّ ومعنويّ كبير لما أسماه بخيار المقاومة.

مصدر لبنانيّ رفيع المستوى قلّل في تصريح للشرق الأوسط من التوقعات بحدوث تغيرات جذرية بسبب تقدم حزب الله وحلفائه وقال: إن صورة المجلس النيابي الجديد لن تأتي بمتغيرات أساسية في شكل إدارة الدولة مستقبلاً، باعتبار أن جميع الكتل الكبرى كانت موجودةً في الحكومة، ومن المتوقع أن يستمرّ الأمر عينه مستقبلاً، إذ إن نتائج الانتخابات لم تقص أياً من القوى الأساسية، التي، إما حافظت على وجودها رغم تراجعها، أو عزّزت مقاعدها وحضورها، في حين انضمت أعداد كبيرة من المستقلين إلى المجلس ولم تتضحْ صورة تموضعها بعد.

وقالت صحيفة المواطن السعودية: إنه بالرغم من سيطرة ميلشيا حزب الله الإرهابي على عدد كبير من مقاعد البرلمان في الانتخابات اللبنانية النيابية التي جرت أمس فإن نتيجة الانتخابات أكدت أن سعد الحريري لايزال الزعيم السّنيّ الأقوى ما يجعله المرشح الأوفر حظاً لتشكيل الحكومة المقبلة رغم خسارة عدد من المقاعد في معاقله.

وتحدثت بالمقابل مصادر إعلامية، عن أن نتائج الانتخابات قد تنعكس على الوضع في لبنان والمنطقة خاصة فيما يتعلق بالملف السوري، والسعودي الإيراني بحيث يعدّ لبنان ساحةً لتصفية الحسابات بين إيران والسعودية ولاسيما أن هذه الفترة تشهد تصعيداً غير مسبوق بين طهران وتل أبيب.

وأضافت، أن رأس النظام الذي يحقق التقدم تلو الآخر في سوريا بعد سبع سنوات على الثورة، انتصر اليوم في لبنان إثر ثلاثة عشر عاماً على خروج جيشه وهزيمة حلفائه في البرلمان. وإن غالبيةً ساحقةً مؤيدةً للنظام ستطل برأسها في ساحة النجمة. وهذه الغالبية ستفتح طريقاً جديداً إلى دمشق مع الحريري أو من دونه.

وأبدى مراقبون تخوفهم من أن ينعكس تقدم ميلشيا حزب الله وحلفائها على أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، حيث تصاعدت قبيل الانتخابات حدة تصريحات المسؤولين اللبنانيين إزاء اللاجئين السوريين ومن بين ذلك دعوة الرئيس اللبناني ميشال عون دولاً عربية إلى المساعدة في حلّ قضية اللاجئين السوريين وإعادتهم إلى بلدهم لتخفيف العبء الاقتصاديّ عن لبنان.

وتسعى ميلشيا حزب الله لإعادة اللاجئين من خلال تواصلها مع النظام بعد أن كانت السبب الرئيس في تهجيرهم من بيوتهم بسبب تدخلها لحماية النظام، فهي تمسك بخيوط المبادرة التي حصلت على أساسها أول عملية إعادة لاجئين من بلدة عرسال إلى بلدة عسال الورد القلمونية، في حين مازالت هذه الميلشيا تعمل على إعادة اللاجئين عبر تسوية أوضاعهم مع النظام بالقوة أو الترهيب وممارسة الضغوط وإعادتهم إلى مناطق يسيطر عليها النظام.

ويتحدث مراقبون، عن أن فوز حزب الله وحركة أمل يمثل نجاحاً لإيران التي من الممكن أن يتعمق نفوذها في بيروت التي تعدّ أحد العواصم التي تطمح للسيطرة عليها بعد صنعاء وبغداد ودمشق، في حين تبقى هناك مراهنات سعودية أو عربية على المواقف الغربية بمساندة الموقف العربي أمام التغلغل الإيراني في تلك العواصم بعد السجال حول مناطق شرق الفرات وبقاء القوات الأمريكية فيها لمواجهة نفوذ إيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى