ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع…

عواصم ـ راديو الكل

بعد تبادل إطلاق الصواريخ بين إسرائيل وإيران على الجبهة السورية مؤخراً توقعت عدة صحف عربية وأجنبية استمرار عدم الاستقرار في المنطقة مدةً طويلة أو تصعيداً بين الجانبين كما يقول ناتان ساكس في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. في حين أشارت صحيفة دي فيلت الألمانية إلى أن الأيام القادمة لن تحمل سوى التوتر. وقال حسام ميرو في صحيفة الخليج: إن صيغة التعايش القلق في المنطقة إلى زوال. في حين جزم باحث روسي في حديث لصحيفة سفوبودنايا بريسا بأن إيران لن توجّه صواريخها نحو إسرائيل في المستقبل بل إلى دول الخليج.

وتحت عنوان “حشروا موسكو بين تل أبيب وطهران” نشرت صحيفة “سفوبودنايا بريسا” تقريراً تحدثت فيه عن إشكالية العلاقة بين كل من روسيا وإسرائيل وإيران بعد تبادل إطلاق الصواريخ على الجبهة السورية قبل بضعة أيام، ونقلت عن الباحث في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، ألكسندر كريلوف قوله: إذا تحدثنا عن التهديد الذي تمثله الترسانة الصاروخية الإيرانية، فإن هذه الترسانة ليست موجهةً ضد إسرائيل، فإيران وجّهت القسم الأكبر من صواريخها نحو حقول النفط في الخليج. ولذلك، فإذا ما تعرضت إيران لخطر حقيقي فهي ستقصف كويتاً ما وليس إسرائيل.

وأضاف، أن من شأن ذاك القصف أن يكون أكثر جديةً من أزمة الطاقة في العام 1974. وإذا ما حصل ذلك، فسينجم عنه انتقاد شديد لإسرائيل، الأمر الذي لا يصبّ في مصلحتها. إذا أخذنا العوامل السابقة بالاعتبار، فلن يقع أيّ شيء جديّ بين إسرائيل وإيران.

في صحيفة الخليج كتب حسام ميرو تحت عنوان “نظام التعايش القلق في الشرق الأوسط”.. منذ أن انتهت منظومة الأمن والاستقرار القديمة في الشرق الأوسط، بعد أن هزّ ما يسمى «الربيع العربي» عدداً من البلدان، وتباينت مصالح ومواقف الدول الإقليمية منه، غابت مع نهاية النظام القديم ملامح التوافق على مشتركات لإعادة البناء، فقد كان زلزال التغيير في المنطقة فرصةً سانحة لبعض دول الإقليم من أجل مدّ نفوذها، وتوسيع رقعة سيطرتها المباشرة، معتمدةً على متغيّرات طالت النظام الدولي.

لقد بات واضحاً، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران، ومع استمرار إصرار القيادة الإيرانية على الاستحواذ على المشرق العربي، أنّ صيغة التعايش القلق في طريقها إلى الزوال، وأننا سندخل مرحلةً جديدة، بسيناريوهات محدودة، تحتاج إلى تقديم تنازلات من جميع الأطراف، وإلا فإنه سيكون من الصعب التكهن بمستقبل المنطقة ومآلات دولها خلال العقد المقبل.

من جانبها نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن “ناتان ساكس” مدير قسم الشرق الأوسط في مركز بروكنجز قوله: “إن التصعيد العسكري من الجانبين الإسرائيلي والإيراني سيستمر في سوريا”، مبيناً أن الصراع الإسرائيلي الإيراني، هو صراع هيكلي تتعدد أهدافه ودوافعه، وترى تل أبيب في إيران تهديداً مستمراً لأمنها القومي.

وأضاف “ساكس”، أن الطرفين سيختبران حدود بعضهما البعض، مؤكداً أنه إذا رأت إيران أنها لن تقدر وحدها على مواجهة إسرائيل في سوريا، فسيتدخل تنظيم حزب الله اللبناني ضمن الحرب.

في حين، وصف محلل الشؤون والعلاقات الدولية “مارتن إنديك” خطوات التصعيد بين إسرائيل وإيران بـ “السيارة الجامحة من دون فرامل”، متوقعاً ألا تهدأ الأوضاع في المنطقة.

وتابع بقوله: “من مصلحة إسرائيل أن تستمر الحرب الأهلية السورية”؛ وعزا ذلك إلى إمكانية الإسرائيليين إعادة تشكيل تفاعلات الإقليم السياسية.

صحيفة دي فيلت تطرقت لتداعيات انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عبر مقابلة مع رئيس المؤسسة الألمانية للدراسات السياسية والأمنية فولكر بيرتس، الذي توقع مزيداً من عدم الاستقرار بالشرق الأوسط خلال الأيام القادمة، وتعمّق الصّدع بين الولايات المتحدة وأوروبا بتأثير إعلان الرئيس الأمريكي.

وقال بيرتس -المعروف بعلاقاته بدوائر صناعة القرار في العواصم الغربية-: لا أحد حتى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ولا القيادة السعودية يعتقد أن الشرق الأوسط سيصبح أكثر أماناً من دون الاتفاقية النووية الدولية مع طهران، والصّدع الحالي بين الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين -العازمين على التمسك بهذه الاتفاقية- سيزداد تعمقاً.

ورأى الخبير الاستراتيجي الذي لعب دوراً استشارياً في صياغة الاتفاق النووي، أن ادعاءات ترامب باستمرار إيران في تطوير قدراتها النووية رغم وجود الاتفاقية نفاه قادة أجهزة الاستخبارات الأمريكية أمام الكونغرس قبل أيام، ووصف الاتفاق بأنه “أكبر نجاح للدبلوماسية الأوروبية الأمريكية المشتركة، ومثّل رغم عدم مثاليته وسيلةً فعالةً لتفكيك برنامج إيران النووي.

وتوقع بيرتس استغلال روسيا والصين لعقوبات الولايات المتحدة القادمة على الشركات المتعاونة مع إيران لزيادة مبادلاتهما التجارية مع هذا البلد في المنظور القريب، وفي هذا السياق طالب الاتحاد الأوروبي برفض أي عقوبات جديدة أو إحياء العقوبات القديمة على طهران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى