انطلاق أعمال الجولة 9 من مفاوضات أستانة.. وأنباء عن ترسيم جديد لمناطق نفوذ إقليمية ودولية

أستانة ـ راديو الكل

انطلقت في عاصمة كازاخستان، اليوم الاثنين، الجولة التاسعة من مفاوضات أستانة التي ترعاها الدول الضامنة الثلاث روسيا وتركيا وإيران، وذلك من خلال اجتماعات على المستوى الثنائي والثلاثي، على أن تعقد الجلسة الرسمية العامة الرئيسة غداً الثلاثاء حيث تختتم بتلاوة البيان الختامي.

وذكرت وكالة الأناضول، أن جولة أستانة9 ستناقش مناطق تخفيف التوتر وملفّ المعتقلين بالإضافة إلى تشكيل اللجنة الدستورية المقررة في سوتشي التي أقرّت في كانون الثاني الماضي مع مشاركة المبعوث الأممي ديمستورا في مفاوضات أستانة.

ويشارك في وفد المعارضة لأول مرة أعضاء من هيئة التفاوض بريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، لشرح الخروقات التي جرت في المنطقة والتهجير القسريّ للروس، في حين يدور الحديث عن أن هذين الريفين محميان بتفاهمات إقليمية ودولية كما المنطقة الجنوبية والشمالية.

وفي اجتماع أستانة8 الذي عقد في كانون الأول/ديسمبر الماضي، تقرّر إنشاء مجموعتي عمل حول ملفّ المعتقلين والمحتجزين وإزالة الألغام، واجتمعت المجموعة التي تضمّ الأمم المتحدة، والصليب الأحمر الدولي، للمرة الأولى في آذار/مارس الماضي بأستانة.

وتنعقد هذه الجولة في ظل تطورات ميدانية وتبدلات كبيرة، حيث سيطر النظام وميلشيات إيران بدعم من روسيا على مناطق واسعة كانت بيد المعارضة ومن بينها منطقة تخفيف التصعيد في الغوطة الشرقية وأجزاء من القنيطرة والقلمون، يفترض أنها محمية باتفاقات أستانة نفسها بحيث عدّت المعارضة هي الخاسر الوحيد من هذه التطورات.

خسارة المعارضة تتوازى بنظر مراقبين مع تعثر بحث ملفات كانت معلقةً في الجولات السابقة من بينها ملفّ المعتقلين، حيث أضيف إليها الآن قضية أكثر تأثيراً وهي التهجير القسري والتغيير الديمغرافي، وهي ما سبّبه عدم التزام الروس باتفاق تخفيف التوتر وهم الجهة المبادرة إلى مفاوضات أستانة.

وبنظر مراقبين، فإن التطورات التي شهدتها الساحة السورية بين أستانة الثامنة والتاسعة تجعل مناطق تخفيف التوتر بوصفها إنجازاً هو الأكبر لأستانة انتهت عملياً، بينما تبدلت منطقة تخفيف التوتر في درعا والقنيطرة إلى وقف لإطلاق النار رعته روسيا والولايات المتحدة والأردن، واكتظّ الشمال السوري في إدلب وما حولها بالمهجّرين من دون أن تتضح بعد ماذا ستحمل الأيام القادمة لهذه المنطقة رغم أن الجانب التركي قاب قوسين أو أدنى من إكمال إقامة نقاط مراقبته الـ 12.

مصادر صحفية تحدثت عن اتجاه يتبلور أكثر بخصوص مناطق نفوذ وما يعزز الحديث عن إمكانية فرض تلك المناطق عمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي للسكان، التي تتمّ بموافقة الدول الضامنة الثلاث بالتوازي مع تنسيق مع أطراف أخرى، خاصةً الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن للغرض نفسه، وذلك بغية رسم مناطق النفوذ فيما بينها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى