بعد تأكيدها بعودة قوية إلى الملف السوري الولايات المتحدة تتجاهل أستانة لأول مرة.. وروسيا تنتقد

خاص ـ راديو الكل

رفضت الولايات المتحدة حضور الجولة التاسعة من مفاوضات أستانة التي بدأت أعمالها اليوم، في حين تحدثت أنباء عن احتمال عدم مشاركة المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، وذلك بعد الانتقادات التي كان وجّهها لمسار أستانة ووصفه له بأنه مبادرة روسيّة استنفذ طاقاته، وفشلت في تخفيف التصعيد.

وانتقدت روسيا امتناع الولايات المتحدة للمرة الأولى عن المشاركة في الجولة الحالية من مفاوضات أستانة، بعد أن كانت تشارك بصفة مراقب في الجولات السابقة.

وقال ألكسندر لافرينتيف المبعوث الخاصّ للرئيس الروسي للتسوية في سوريا: إنّ رفض واشنطن المشاركة في الجولة الحالية من مفاوضات أستانة يعني عدم دعمها جهود المجتمع الدولي لتسوية الأزمة السورية سلمياً.

وكانت وزارة خارجية كازاخستان أعلنت أن الوفد الأمريكي لن يشارك في الجولة التاسعة لمفاوضات أستانة حول سوريا.

ويعزز رفض واشنطن المشاركة في هذه المفاوضات، تأكيدها أن الحلّ السياسي سيكون من خلال مسار جنيف، في حين كانت أرسلت خلال الأشهر القليلة الماضية رسائل عدة على عودة قوية لها إلى ملفات القضية السورية وعدم تعويلها على مسار أستانة الذي وصفه المبعوث الأممي بأنه فشل واستنفذ طاقاته، وبعد أن عززت وجودها مع القوات الحليفة في شرق الفرات، وتوجيه الضربة الثلاثية ضد مواقع للنظام مؤخراً.

وعقدت مؤخراً في واشنطن لقاءات مكثفة بين المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا ووزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس ومستشار الأمن القومي جون بولتون والمندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي، بحثوا خلالها ملفات القضية السورية.

وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق: “ناقش المبعوث الأممي إلى سوريا مع عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين الوضع في سوريا بشكل معمق”.

وحمل وزير الخارجية الروسي بشدة على تصريحات المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا التي انتقد فيها مسار أستانة ومؤتمر سوتشي، ووصفها بأنها جاءت بسبب ضغوطات.

وقال وزير الدفاع الأمريكي للصحفيين في وزارة الدفاع: “إن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يريدون ترك سوريا بينما لا تزال في حالة حرب، وإن القوات الأمريكية باقية حتى التوصل إلى حلّ سياسي”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أعلن أن هدف القوات الأمريكية في سوريا هو مواجهة داعش ومنع استخدام السلاح الكيميائي.

وفشلت اتفاقات تخفيف التصعيد في كلّ من غوطة دمشق الشرقية وريف حمص الشمالي، بينما رعت الولايات المتحدة وروسيا والأردن اتفاقاً لوقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا تضمن إقامة منطقة تخفيف تصعيد في كل من درعا وريف القنيطرة والسويداء.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال لقائه نظيره الأردني مؤخراً في عمان أهمية الالتزام بهدنة الجنوب السوري.

ويرى مراقبون، أن الولايات المتحدة تملك الآن أوراقاً قويةً لتفعيل مسار جنيف بعد أن تأكد تجاهلها لفعالية مفاوضات أستانة ومن بين هذه الأوراق: محاربة داعش، استخدام النظام السلاح الكيميائي، حالة الحرب المستمرة، وجود قواتها في سوريا، وقف إطلاق النار في المنطقة الجنوبية الذي أعلنته مع روسيا والأردن، فشل الحلّ الروسي والحلّ العسكري لإيران والنظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى