روسيا: التغيرات في مناطق خفض التوتر مخطط لها في سياق عملية التسوية السلمية

أستانة ـ راديو الكل

أعلن رئيس الوفد الروسي في مفاوضات أستانة ومبعوث الرئيس الروسي لشؤون التسوية في سوريا: إن مناطق خفض التوتر في سوريا خضعت لتغييرات وفقاً لمتطلبات عملية التسوية السلمية، في حين تحدثت مصادر عن أن رسم مناطق نفوذ القوى الدولية والإقليمية قد أنجز عملياً على الأرض من خلال تفاهمات بين تلك القوى.

وقال ألكسندر لافرينتيف: إن هناك تحولاً مخططاً له في سياق عملية التسوية السلمية، وإنه لا يعتقد أن أياً من مناطق خفض التوتر انتهى وجودها.

ورعت روسيا اتفاقات تهجير قسري في كل من الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، وهما منطقتا تخفيف توتر بموجب اتفاقات أستانة، في حين يجري الحديث عن تغيرات قد تطرأ على منطقة تخفيف التوتر الثالثة في جنوب غربي البلاد، كما يجري ترسيم حدود منطقة تخفيف التوتر الرابعة في إدلب وما حولها بإقامة آخر نقاط المراقبة التركية فيها.

واستبعد رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات أستانة أحمد طعمة في تصريحات صحفية، أن يفتح النظام معركة في جنوبي سوريا أو إدلب، ورجّح تحوّل المنطقتين إلى مناطق وقف دائم لإطلاق النار.

وقالت صحيفة “الوطن” التابعة للنظام: إن الأرضية باتت مهيأة لإبرام اتفاق جديد بين الدول الضامنة لمسار أستانة، وهي روسيا وإيران وتركيا حول جنوب غربي البلاد، بعد انقضاء مهلة اتفاق “منطقة خفض التوتر” الموقع في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مرجحة “ألا ينسف الاتفاق المرجح ما سبقه من اتفاقات، وأن يمثل تطويراً لها”.

وتحدثت الصحيفة، عن اجتماعات مكثفة جرت في الآونة الأخيرة بين ما يسمى بمركز المصالحة الروسي وممثلين عن النظام من جهة، وممثلين عن الفصائل المسلحة من جهة أخرى، واتصالات على مستوى الضامنين.

وتكتسي المنطقة الجنوبية الغربية أهمية خلال المفاوضات في ضوء التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية في ضوء الأنباء التي تحدثت عن أن روسيا قد تعمل بالتنسيق مع إسرائيل على إعادة ترتيب أوضاعها مع تعزيز ضمان إسرائيل وعدم انتشار الميلشيات التابعة لإيران و”الحرس الثوري” فيها.

وحول إدلب، فقد أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو خلال ملتقى للصحفيين العرب في إسطنبول، أنها في حماية تركيا التي ترفض تهجير أهلها بحجة الإرهاب، مشيراً إلى أن بلاده تختلف مع إيران بملفات كثيرة، وذلك رداً على تهديدات قاعدة حميميم الروسية بشن هجوم على إدلب ما لم تحل جبهة النصرة “هيئة تحرير الشام” حل نفسها سلمياً.

وثبت الجيش التركي حتى الآن 11 نقطة مراقبة في إدلب وريف حلب المجاور، في حين تبقى نقطة ستقام في غربي مدينة جسر الشغور.

وتحدثت بعض المصادر، عن أن قوات النظام بدأت الانسحاب من نقاط تمركزها في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا بموجب تفاهمات بين تركيا وروسيا، بينما قالت تركيا: إنها بدأت استعداداتها من أجل “تطهير مناطق عين عرب وتل أبيض ورأس العين والحسكة من الإرهاب”.

وقالت: إنه بموجب تفاهمات دولية وإقليمية فإن النظام سينسحب كلياً من محافظة الحسكة، على أن تنتشر قوات تركية، أو مدعومة منها، على طول الشريط الحدودي السوري التركي بعمق 30 كيلومتراً، وذلك في إطار توافق على جعل إدلب والشريط الحدودي التركي السوري تحت رعاية تركيا، بينما تخضع الرقة وريف دير الزور الشرقي وصولاً إلى الحدود السورية الأردنية للنفوذ الأمريكي، مقابل بقاء روسيا وإيران في مناطق سيطرة النظام.

ورجح لافرينتيف، أن تصدر الدول الضامنة للهدنة في سوريا، وهي روسيا وتركيا وإيران، بياناً مشتركاً في ختام جلسات أستانة9، يتضمن تقويم نتائج عمل أطراف أستانة ورسم خطط مستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى