ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

تبدّلات المشهد السوري بلغت أقصى درجات مراراتها، مع تحوّل السوريين إلى لاعبين صغار، يقتل بعضهم بعضاً في ساحة عبث الكبار الذين يريدون كلّ شيء كما تقول هوازن خدّاج في صحيفة جيرون. وفي العربي الجديد كتب سلامة كيلة مقالاً تحت عنوان “الصراع على سوريا” تحدث فيه عن تعزيز الولايات المتحدة وجودها في شرق الفرات. وفي صحيفة الاتحاد كتب عبد الوهاب بدرخان حول خيارات إيران بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.

وفي صحيفة جيرون كتبت هوازن خداج تحت عنوان “سوريا ساحة العبث الدولي”.. منذ 2011، لم يتوقف القتال والقتل الذي تقوده دول متعددة عبر ميلشياتها أو دعمها ومساندتها لفصائل سوريّة، بعد أن تحوّلت الجغرافيا السورية إلى أرض مشاع يتصارع فيها وعليها الجميع؛ فالكل يسعى لترسيخ وجوده، واقتصاص مكان له على خريطتها وتكريسه لأمد طويل.

تبدّلات المشهد السوري بلغت أقصى درجات مراراتها، مع تحوّل السوريين إلى لاعبين صغار، يقتل بعضهم بعضاً في ساحة عبث الكبار الذين يريدون كل شيء ما عدا إنقاذهم أو إنقاذ وطنهم. هذه الحقيقة التي يجب أن يعيها السوريون جيداً، فلا حلّ سيأتي من الخارج، وإنّ الطريق الوحيد للنجاة متعلّق بقدرتهم على تفعيل مشتركاتهم الوطنية والعمل معاً لتوفير المناخ والقدرة لإيجاد حلّ وإغلاق حلبة العبث التي هدرت دماء السوريين جميعاً، بمختلف الأدوات والوسائل.

وفي العربي الجديد كتب سلامة كيلة تحت عنوان “الصراع على سوريا”.. ما حدث في الأشهر الأخيرة أن أمريكا عزّزت وجودها في الشرق والشمال الشرقي، وتحكمت بمصادر النفط ومواقع إنتاج القمح. وتحكمت تركيا في الشمال الغربي بتوافق مع روسيا، وتسعى إلى توسيع سيطرتها إلى منبج وجميع الحدود السورية التركية. وظل الجنوب السوري خاضعاً لاتفاق خفض التصعيد برعاية الضامنين، روسيا وأمريكا والأردن.

وأضاف، أن التحوّل الأكبر كان فيما حققته روسيا على الأرض، حيث قرّرت أن تحسم بوجود مناطق خارجة عن سيطرة النظام في جميع المساحة الممتدة من جنوبي دمشق إلى حدود محافظة إدلب، وشرقاً إلى غرب نهر الفرات، وكان واضحاً أنها مصمّمة على الحسم السريع، ولهذا استخدمت أقصى أنواع الوحشية، كما ظهر في الغوطة الشرقية، وهدّدت بإبادة كلّ من يرفض الصيغة التي تطرحها للوصول إلى حل؛ والقائمة إما على التهجير أو الخضوع الكامل لسيطرة النظام. عبر ذلك، استطاعت سحق الغوطة الشرقية وإخضاعها، وتقدّمت إلى جنوبي دمشق، فسحقت مخيم اليرموك والحجر الأسود وببيلا وحيّ التضامن، وذهبت إلى ريف حمص الشمالي، وريف حماة الجنوبي، وإلى القلمون بنتائج ما حققته في الغوطة الشرقية عبر وحشيتها، لتفرض الحلّ الذي أرادته، والذي فرض تهجير مئات آلاف العائلات. وبهذا، سيطرت على جميع المناطق التي كانت خاضعةً للمجموعات المسلحة، وباتت تسيطر على 62% من الأرض السورية.

في صحيفة الاتحاد كتب عبد الوهاب بدرخان تحت عنوان “كلّ «خيارات» إيران تعقّد أزمتها”.. مناخ الحرب في سوريا والأزمة المتجدّدة في شأن البرنامج النووي الإيراني أنعشا موسكو إذ لوّحا لها بدور يمكن أن تنبري له. لكن ماذا يمكن للدول الخمس “التي لم تنسحب من الاتفاق” أن تطرحه على إيران؟ نعم للحفاظ على الاتفاق النووي لكن مع تشديد قيوده ومدّ أفقه الزمني. وعلى افتراض أن طهران قبلت بذلك التعديل، فإن الانسحاب الأمريكي، كما أعلنه ترامب، تجاوز عملياً حدود هذا التعديل ليضع البرنامج الصاروخي وملفّ سياسات إيران الإقليمية على الطاولة، كما أن ترامب نفسه قال إن إيران ستضطر في النهاية إلى التفاوض. إذاً فهذا هو المسار المرسوم، ولا يمكن لإيران أن تغيّره بميلشياتها وأسلحتها ولا بهروبها إلى الأمام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى