ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع…

عواصم ـ راديو الكل

إن أفظع ما هو متخيّل عن إسرائيل قد حدث بين السوريين أنفسهم كما يقول عمر قدور في المدن. وفي صحيفة الشرق الأوسط تحدث عبد الرحمن الراشد عن أن توسع إيران في المنطقة أدى إلى أن يكبر دور إسرائيل الإقليمي. ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريراً أعده مصوّر صحفي تمكن من الوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد.

وفي المدن كتب عمر قدور: الصراع السوري الحالي، الذي بدأ سياسياً بحكم شعارات الثورة، سرعان ما نقله الأسد ليصبح صراع وجود ضمن المجتمع السوري، وهذا يعني حكماً انتهاء مفهوم الوطن وانتقال العدوّ ليصبح داخلياً. هذا التحول المفهومي سيتعزز بسياسات الإبادة والتهجير، مع الإشارة أن هذه السياسات لا تهدف إلى تحقيق نصر بالمعنى السياسي المتداول، وإنما تهدف إلى تصفية الخصوم تماماً كما طالب موالاته منذ البداية.

إن أفظع ما هو متخيّل عن إسرائيل قد حدث بين السوريين أنفسهم، وحدوثه بهذه الوحشية لا يعني تبرئة إسرائيل من جرائم مماثلة بقدر ما يعني تنحية العداء معها من قبل جانبي الصراع.

بالتأكيد عدم القدرة على المواجهة لاسترجاع الحقوق لا يعني التفريط بها سلفاً، ولا يعني أنّ إسرائيل صارت في مرتبة الصديق، حتى إذا لم يتعلق الأمر بحقوق سوريا واقتصر على مناصرة حقوق شعب آخر هو الشعب الفلسطيني.

في صحيفة الشرق الأوسط كتب عبد الرحمن الراشد تحت عنوان “صعود إسرائيل إقليمياً”..  بفضل توسع إيران، يكبر دور إسرائيل الإقليمي، الذي لم يكن يحدث في السابق. فالمواجهات بين إسرائيل وإيران كانت دائماً مع وكلائها مثل «حماس» الفلسطينية و«حزب الله». ولا بد أن وضع القيادة الإيرانية، خاصةً الحرس الثوري، في حرج شديد لأنها خسرت المواجهات الأخيرة، وكانت شبه حالة حرب، لأول مرة تكون معركة بهذا الحجم بين البلدين.
وإذا الإدارة الأمريكية توكل هذا الدور الجديد لإسرائيل، وهو ملائم للأطراف العربية الأخرى، فالأرجح أنه سيتوسع مستقبلاً. فإسرائيل دولة صغيرة نسبياً، تقارب مساحتها مساحة الكويت، لكنها تملك قدرةً عسكريةً إقليميةً متفوقة، مستغلةً التوترات، وتبدّل المعسكرات. تضع لنفسها مكانةً جديدة. ويتزامن صعود إسرائيل مع نهاية الامتناع الأمريكي الطويل عن نقل السفارة إلى القدس، ومع إشراك مصر في حل مشكلة قطاع غزة الأمنية بسبب المظاهرات.

من جانبها نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريراً أعده مصور صحفي بعد أن تمكن من الوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد من دون رقابة أجهزة الاستخبارات كما هي حال الصحفيين القلائل الذين يسمح لهم بدخول دمشق.

وقال: إن وجه بشار في كل مكان، فصوره لا تخطئها العين، إذ يبدو في أحد تقاطعات الطرق شاباً يافعاً في زيّ عسكري بلون التراب يعطي انطباعاً بأن لديه كتفين ضخمين، وترى الناس يمرون أمامه مسرعين تحت نظرته الجامدة.

وأضاف: ترى صورته في السوق وقد علّقت على لافتة بلاستيكية ممدودة بين جدارين، فوق أكشاك الملابس الملونة، وهو يختفي خلف نظارات سوداء مرتدياً زياً عسكرياً.

وتلفت انتباهك صورته إلى جانب والده حافظ الأسد فوق كشك لأحد الجزّارين، تتدلى فيه عظام أطلت على شحوم ولحوم مقطّعة تفوح منها رائحة الدم أعدّ بعضها لأحد الزبائن.

وفي حلب يقول فريد: إنه استطاع الحديث في إحدى الحدائق العامة مع امرأة سماها “إلهام”، قالت له وهي تبكي من شدة الخوف: “لا أستطيع الكلام، أنا خائفة، أنا خائفة. سيقول لك الناس هنا: إن كلّ شيء على ما يرام، وسيبتسم الجميع لك، لكنهم يعرفون في قرارة أنفسهم ما حصل… أردنا الحرية فقتلونا، كانوا قساة دون رحمة”.

ونقل عن قسّ حلبي يرأس منظمةً خيريةً مسيحية القول: “بشار انتصر، ولن يزيده ذلك إلا طغيانا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى