روسيا تنتقد مسار جنيف وعدم المشاركة الأمريكية في أستانة وتطرح مساراً ثالثاً في سوتشي

أستانة ـ راديو الكل

انضمت كازاخستان إلى روسيا في انتقاد عدم مشاركة الولايات المتحدة في الجولة التاسعة من مفاوضات أستانة، في حين كان لافتاً حضور المبعوث الأممي اليوم الأخير من المفاوضات بعد أن كان وجّه انتقادات شديدةً لمسار أستانة التي تسعى روسيا لنقل اجتماعاته إلى سوتشي وجعل الأخير مساراً دائماً ضاغطاً على مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة والذي تطالب به المعارضة.

وقال حيدر بك توماتوف مدير دائرة آسيا وأفريقيا في الخارجية الكازاخية: إن الدول الضامنة موجودة وكلّ شيء يعتمد عليها في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن غياب واشنطن لن يؤثر في مخرجات جولة أستانة التاسعة.

وجاء حديثه تعليقاً على تصريح للسّفارة الأمريكية في أستانة، أشارت فيه إلى أنه “رغم ترحيبنا بأي خفض حقيقي للعنف في سوريا، يبقى تركيزنا منصبّاً على جنيف والتقدم المهمّ لمفاوضاتها”.

وانتقدت روسيا امتناع الولايات المتحدة للمرة الأولى عن المشاركة في الجولة التاسعة من مفاوضات أستانة، بعد أن كانت تشارك بصفة مراقب في الجولات السابقة.

وقال ألكسندر لافرينتيف المبعوث الخاصّ للرئيس الروسي للتسوية في سوريا: إنّ رفض واشنطن المشاركة يعني عدم دعمها جهود المجتمع الدولي لتسوية الأزمة السورية سلمياً.

ورفضت الولايات المتحدة حضور الجولة التاسعة، في حين شارك المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا بعد أن وجّه انتقادات عنيفةً لمسار أستانة ووصفه بأنه مبادرة روسية استنفدت طاقتها، وفشلت في تخفيف التصعيد.

وعزّز عدم مشاركة واشنطن في المفاوضات تأكيدها أن الحلّ السياسي سيكون من خلال مسار جنيف، في حين كان عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين أجرى في وقت سابق لقاءات مكثفةً مع ديمستورا تم فيها البحث بشكل مفصل ملفات القضية السورية.

وقال المبعوث الأممي في مؤتمر صحفي عقده أمس في أستانة: إنه يرحب بسعي الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) للتعامل بشكل فعال ومنهجيّ مع الأمم المتحدة في مسألة تنفيذ الإعلان الذي تم التوصل إليه في سوتشي حول تشكيل اللجنة الدستورية.

وأضاف المبعوث الأممي، أنه يدعم كذلك فكرة التعاون مع جميع الدول والجهات الأخرى المعنية بحل النزاع السوري.

وبعدما اعتبر لافرينتييف في تصريحات أبرزتها وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن محادثات «جنيف تتعثر ويجب البحث عن بديل للخروج من الأزمة»، أشاد بـ «أستانة»، مؤكداً أنها «حية وستبقى حية».

 وشدد في مؤتمر صحفي، على أن العملية العسكرية لمحاربة الإرهاب «تقترب من نهايتها، والوقت حان للتركيز في أستانة على المسائل الإنسانية والسياسية» في سوريا التي «تحتاج إلى إعادة بناء».

ويرى مراقبون، أن روسيا تحاول أن يشكّل سوتشي مساراً ثالثاً للعملية السياسية إضافةً إلى مساري أستانة وجنيف، وفي حين أكد رئيس وفد المعارضة إلى أستانة أحمد طعمة أهمية تلازم تلك المسارات، فإنّ رئيس الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري كان أعلن وجوب أن يكون مؤتمر سوتشي الذي عقد في كانون الثاني الماضي لمرة واحدة فقط وأن تسلّم مخرجاته إلى الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى