ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع…

عواصم ـ راديو الكل

هناك صراع أمريكيّ روسيّ صينيّ على استقطاب إيران، وهذا لن يمرّ من دون أخذ أطماعها في الاعتبار كما يقول عبد الوهاب بدر خان في الحياة اللندنية. وفي الشرق الأوسط كتبت هدى الحسيني مقالاً تحت عنوان “رفض روسي لإقامة قواعد إيرانية في سوريا”. وتحدث رضوان زيادة في مقال في العربي الجديد عن فكرة إرسال قوات عربية إلى شرق الفرات.

وفي الحياة اللندنية كتب عبد الوهاب بدر خان تحت عنوان “مواجهة مع طهران أم صراع على إيران؟”..  كان من الطبيعي أن يؤيّد العرب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، بمعزل عن دوافع ترامب ومطالبه. ذاك أن الاتفاق والمفاوضات التي سبقته وقوّة الدفع التي تلته شكّلت خلفيةً ودعامةً لأكثر التدخّلات الإيرانية دمويةً وتخريباً في كلّ من البؤر التي غزتها مباشرةً أو بواسطة ميلشياتها. فحتى حصولها على قنبلة نووية ما كان ليتيح لها أو لأتباعها محاولة السيطرة على اليمن، لأن قنبلتها الأخرى، المذهبية، أثبتت أنها أكثر خطراً وفاعلية. في النهاية، يجب ألا ينسى العرب أن ثمة مواجهةً أمريكيةً (وإسرائيلية) لكنّ هناك صراعاً أمريكياً- روسياً- صينياً على استقطاب إيران، وهذا لن يمرّ من دون أخذ أطماعها في الاعتبار.

في الشرق الأوسط كتبت هدى الحسيني تحت عنوان “رفض روسيّ لإقامة قواعد إيرانية في سوريا”.. في الأشهر الأخيرة صار الأسد يتحدى الإيرانيين، لأنه يكفي سوريا الحروب الدائرة فيها، فإذا طلبوا عمليةً عسكريةً معينة يحيلهم إلى روسيا.

وتنقل الكاتبة عن خبير غربي قوله: إن روسيا لا تريد الحرب ولها مصالح، أما طلباتها من جميع الأطراف المشاركة في الحرب السورية فهي: عدم مهاجمة القوات الروسية في سوريا، حياة الروس يجب أن تكون محمية، أيضاً: لا تأخذوا المنطقة إلى الحرب، ثم الإبقاء على بشار الأسد في السلطة. هو الآن يساعدهم، أما إذا تحداهم فسيتخلّون عنه.

يريد الروس وجوداً لهم في المنطقة، والمعادلة المطروحة في نظرهم: إسرائيل لأمريكا وسوريا لروسيا.

وتقول الكاتبة: إن إيران من ناحيتها، تريد قواعد عسكريةً وبحرية في سوريا. روسيا تمنعها من ذلك. وما دام لا أحد يصيب الروس، فروسيا لا تتحرك. وكنا رأينا في 9 مايو (أيار) الحالي الردّ الإسرائيلي على قواعد إيرانية في سوريا. ليلة القصف احتجّت إيران بأن إسرائيل تقصف قواعدها العسكرية في سوريا، في اليوم التالي تراجعت وقالت: إن الصواريخ العشرين التي أطلقت على إسرائيل أطلقها السوريون.

وتشير الكاتبة، إلى أن نقل الأسلحة من إيران إلى ميلشياتها في سوريا أصبح أكثر صعوبةً الآن وكذلك عن طريق البر، وقالت: إن تهريب السلاح عبر البحر أيضاً صار يشكل مشكلةً لإيران.

المشكلات صارت تتراكم على إيران، داخلياً الوضع سيئ؛ الرئيس دونالد ترمب انسحب من الاتفاق الذي وقّعه بدماء السوريين الرئيس السابق باراك أوباما. دفعت ثمن تدخلها في سوريا بقصف قواعدها هناك، بعد قصف قواتها في قاعدة «T4»، ثم إن الأمم المتحدة نشرت تقريراً ضدها.

وتختم الكاتبة مقالها بالقول: في إحدى حلقات «حرب النجوم» يقول الطفل لوالدته: «لا أريد للأشياء أن تتغير». فتجيبه: «لا يمكنك إيقاف التغيير تماماً كما لا يمكنك منع الشمس من المغيب». لقد بدأت الشمس تغيب تدريجياً عن الحكم في إيران.

في العربي الجديد كتب رضوان زيادة تحت عنوان “ماذا يعني الانسحاب الأمريكي من سوريا؟”..  أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن دول المنطقة يجب أن تتحمل تكاليف أكبر في مواجهة “داعش“، ثم تصريحاته عن ضرورة أن تدفع السعودية أربعة مليارات دولار في مقابل بقاء القوات الأمريكية في شرقي سوريا، أثارت تكهنات كثيرةً بشأن مشاركة قوات عربية في سوريا مكان القوات الأمريكية التي أعلن الرئيس ترامب أنها يجب أن تنسحب قبل أن تتعدل تصريحاته؛ أنها ستبقى هناك إلى مدة لا تطول عن ستة أشهر.

يمكن القول إذاً: إن الأراضي السورية توجد فيها قوات أجنبية من جميع الجنسيات، ما يجعل إرسال مزيد من القوات سيزيد المشهد تعقيداً على المستويين، السياسي والعسكري، ولاسيما أنها لن تأتي ضمن اتفاق سياسي، أو ضمن إطار الأمم المتحدة، وهو ما يعقّد وجودها ويجعلها عرضةً للاشتباكات العسكرية، ضمن تغير الحدود العسكرية المتغيرة في الحرب السورية، وضمن الانقسام السياسي العميق الذي تشهده سوريا اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى