ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

لا تخفي تركيا معرفتها بالأهداف الدولية في سوريا، وبالأخص الأهداف الأمريكية وأنها تؤول في النهاية إلى تقسيم سوريا، كما يقول زاهد غول في صحيفة الشرق الأوسط. وفي الحياة اللندنية كتب مصطفى كركوتي مقالاً تحت عنوان “بداية أفول مغامرة طهران في سوريا”. ونشرت صحيفة “سفوبودنايا بريسا” مقالاً تحت عنوان “الولايات المتحدة تسامح إيران إذا خانت طهران موسكو”.
وفي صحيفة الشرق الأوسط كتب زاهد غول تحت عنوان “تركيا ومستقبل سوريا وتعارض الرؤى الدولية” .. لا تخفي تركيا معرفتها بالأهداف الدولية في سوريا، وبالأخص الأهداف الأمريكية، وأنها تؤول في النهاية إلى تقسيم سوريا، سواء تمت عبر كيانات قومية وطائفية تعمل سياسة الولايات المتحدة على تشكيلها، لتأسيس اتحاد فيدرالي في سوريا الموحدة، أو بإقامة دويلات مصغرة مستقلة على أساس قومي وطائفي أيضاً.
ويبدو أن التفاهم الروسي الإيراني التركي على عدم تقسيم سوريا في جانب سري منه هو إضعاف الوجود الأمريكي في سوريا، ومن دون توتير الجبهة الشمالية مع تركيا، ولا توتير الجبهة الجنوبية مع إسرائيل.
الرؤية التركية لسوريا هي مع بقاء الوحدة السياسية لسوريا وعدم تقسيمها، ودخلت في عمليتين عسكريتين درع الفرات وغصن الزيتون لمنع إقامة كيان كردي يدخل في إطار تقسيم البلاد، وهي لن تخوض معركة منبج وتل رفعت، إذا رفضت أمريكا سحب قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- منها قبل انتهاء الانتخابات في 24 حزيران المقبل.
والإشارات تقول: إن أمريكا غير جادة في الانسحاب، فهي في وعود سابقة التزمت بسحب هذه القوات الانفصالية بعد تحريرها من «داعش»، ولكنها لم تف بوعدها، ومرة أخرى وعدت بذلك بعد عملية غصن الزيتون، كما أشار تشاووش أوغلو وزير الخارجية التركي، ولكنها بدل تنفيذ تعهداتها، أرسلت قوات فرنسية إليها، لإعاقة تنفيذ تركيا لعملية عسكرية جديدة لتحرير منبج من قوات سوريا الديمقراطية، والهدف الأمريكي توسيع الخلاف التركي الأوروبي، ثم خلط الأوراق الدولية في سوريا بدرجة أكبر، لجعل التقسيم اتفاقاً دولياً تشهد عليه الأمم المتحدة.
وفي الحياة اللندنية كتب مصطفى كركوتي تحت عنوان “بداية أفول مغامرة طهران في سوريا”.. مع تصاعد نفوذ إيران السياسي المقلق، باتت طهران غير ملائمة للروس، ولذلك ينظر إلى الهجوم الإسرائيلي على القواعد الإيرانية وضرب هيبتها السياسية على وجه الخصوص، بمنزلة عطية مجانية مهمة تحصل عليها موسكو في هذه المرحلة الحرجة من تطورات الأوضاع في سوريا.
هذا لا يعني بالضرورة نهاية الوجود الإيراني الفوري في سوريا. فقواتها وميلشياتها لا تزال متجذرةً في الأرض السورية، وكذلك نفوذها السياسي والاقتصادي والمالي. ولكن مع تعدد القوى الدولية والإقليمية المتورطة في حروب سوريا المتنوعة، وفي ضوء انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق الملف النووي وإعلان واشنطن نهايته، فإن المنطقة على وشك أن تدلف إلى مرحلة من المواجهة الكبرى تماثل ما حدث لها قبل 15 عاماً في 2003.
وما يعزز هذا الاعتقاد وجود شخصيات في غاية التطرف أمثال جون بولتون في الأمن القومي ومايك بومبيو في الخارجية، يجلسون في المقاعد الأمامية لصناع القرار في واشنطن إلى جانب ترامب. أضف إلى ذلك أن غالبية العرب وغيرهم يتطلعون بشغف إلى نهاية أي نفوذ إيراني في المنطقة الآن قبل غد.
وتحت عنوان “الولايات المتحدة تسامح إيران إذا خانت طهران موسكو” كتب زاؤور كاراييف في صحيفة “سفوبودنايا بريسا”، لكي يتغير الوضع للأفضل تحتاج طهران إلى واشنطن. إذا قدمت إيران شيئاً ما مناسباً، فربما تصل إلى ما تريد.
ومن الممكن أن تتخلى إيران عن مواجهة قوات التحالف في سوريا وتقليص وحدتها هناك. وشكلياً، يمكن بقاء إيران في قائمة شركاء روسيا، أما عسكرياً وسياسياً، فيجب أن يكون دعمها ضئيلاً.
يمكن أن تكون صفقة لعقد من الزمان بين الولايات المتحدة وإيران مع نتائج غير متوقعة، ولكن في الوقت الحالي مثل هذا السيناريو ضئيل الاحتمال. فعلى الأرجح، ستواصل إيران التعاون مع روسيا والصين، على الرغم من المخاطر المحتملة على اقتصادها بسبب العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ويضطر الاتحاد الأوروبي إلى الانضمام إليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى