ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع

قطار الحلّ السياسيّ في سوريا أصبح موجوداً في المحطة الأولى، مسألة انطلاقه تنتظر صفارة الانطلاق، وهي لم تعد بعيدةً كما يقول أسعد حيدر في صحيفة المستقبل. وفي المدن كتب مهند الحاج علي مقالاً تحت عنوان “انسحاب تدريجي لإيران من سوريا” قال فيه: إنه “لن يسمح للإيرانيين وحزب الله بأن يقاتلوا إسرائيل حتى آخر سوري بعد الآن”. وفي موقع أمريكان إنترست نشر مايكل إيزنشتادت مقالاً تحت عنوان “هل انتصر نظام الأسد في الحرب الأهلية في سوريا”.

وفي صحيفة المستقبل كتب أسعد حيدر تحت عنوان “أمريكا لإيران بموافقة روسية: برّاً!”..   أخيراً، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بوضوح «الخطّ الأحمر» الذي على إيران عدم تجاوزه، عنوان هذا الخط: «لن تكون إيران بعد الآن مطلقة اليد في الشرق الأوسط». السؤال: كيف يمكن تنفيذ هذا القرار؟

من الثابت والمؤكد، أن الولايات المتحدة، لا تريد الدخول في حرب محدودة ولا شاملة مع إيران. لا تريد واشنطن كسر «اليد» الإيرانية، بل المطلوب أن تكفّ يدها عن التدخل حيث ترغب وبجميع الطرق.

الخطوة الأولى في لملمة إيران لطموحاتها بالهيمنة على الشرق الأوسط تكمن في الانسحاب.. الانسحاب من سوريا مع جميع عملائها من الميلشيات، ورديفها «حزب الله». طهران أكدت أنها «لن تنسحب». جنرالات أمريكيون أكدوا في اجتماعات جانبية، أن الضرب على الوجود الإيراني في سوريا سيستمر حتى ينغرس «المسمار الإيراني إلى العمق الأقصى».

كلما ضربت القوات الإيرانية وميلشياتها في سوريا وتراجع الردّ الإيراني وتقلّص، خسر من وزنه أمام الشعب الإيراني أولاً. إفقاد «الحرس الثوري» مصداقيته داخلياً وخارجياً، سيجبره عاجلاً أو آجلاً على تقليص وجوده مهما اعترض وقاوم.

«القيصر» فلاديمير بوتين، استوعب «الرسالة» الأمريكية، فاستدعى بشار الأسد إلى سوتشي لإبلاغه ضرورة الطلب من إيران سحب قواتها والعمل على صياغة دستور جديد والاستعداد لانتخابات رئاسية جديدة (غير مضمونة له) قبل انتهاء مدته الرئاسية في العام 2021.

طهران رفضت قبل أن يصلها طلب النظام. لكن، ماذا تستطيع أن تفعل في مواجهة موقف روسيّ رافض لدورها ووجودها. في النهاية، فضّلت موسكو التفاهم مع واشنطن حول سوريا، لأن الحلّ الروسي – الأمريكي المشترك يفتح الباب أمامها لتفاهمات واسعة وأشمل استراتيجياً وأنفع اقتصادياً أكثر من التعلق بتحالف متعب مع إيران.

«قطار» الحل السياسي في سوريا أصبح موجوداً في المحطة الأولى. مسألة انطلاقه تنتظر صفّارة الانطلاق، وهي لم تعد بعيدة.

في المدن كتب مهند الحاج علي تحت عنوان “انسحاب تدريجي لإيران من سوريا؟”.. رغم عدم اكتمال تفاصيل اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبشار الأسد في سوتشي، تحدّث الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن “محادثات مفصّلة” تناولت جانبين: أولاً، آخر المستجدات على الساحة السورية، والمقصود بذلك هو القصف الاسرائيلي والردّ الإيراني اليتيم، وثانياً “الخطوات اللازمة لبدء الحل السياسي”.

وكتب أندرو كوريبكو، أحد الخبراء الروس القريبين من الكرملين، متوقعاً انسحاباً تدريجياً “ولكن مشرّفاً” للحرس الثوري الإيراني و”حزب الله” من سوريا بعد مساهمتهم الأساسية في “تحريرها”. و“لن يسمح للإيرانيين وحزب الله بأن يقاتلوا إسرائيل حتى آخر سوري”.

في موقع أمريكان إنترست كتب مايكل إيزنشتادت تحت عنوان “هل انتصر نظام الأسد في الحرب الأهلية في سوريا؟”.. تعتمد النتيجة في سوريا، كما في كل مكان، على درجة إرهاق الشعب وقبوله بالهزيمة، وعلى فعالية أجهزة النظام الأمنية الداخلية. حتى في المناطق التي يسيطر فيها النظام، فإن انتصاره ربما لا يكون مكتملاً، ربما تكون بعض المناطق هادئة، إلا أن أخرى سوف تبقى مضطربة. إضافة إلى ذلك، فإن استخدام الحكومة التركية عناصر من الجيش السوري الحر المناوئ للنظام في قتاله ضد البي واي دي (الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري) في الشمال الغربي من سوريا سوف يضمن على الأقل بقاء جزء حيويّ من المعارضة ضد الأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى