ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للإستماع..


عواصم ـ راديو الكل

إيران غدت مكشوفةً منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها مايك بومبيو استراتيجية بلاده الجديدة، وهو يهز قبضته بكل عنف وقوة في وجه علي خامنئي ووجه حسن روحاني كما يقول صالح القلاب في الجريدة الكويتية. وفي المدن نشر عمر قدور مقالاً تحت عنوان “لماذا يستدعى بشار إلى سوتشي؟”. ومن جانبها نشرت صحيفة هآرتس تقريراً تحت عنوان “بوتين يترك الحرية لإسرائيل في التعامل ضد إيران في سوريا”.

وفي الجريدة الكويتية كتب صالح القلاب تحت عنوان “أمريكا وإيران.. هل جدّ الجد؟!”.. أن تأتي متأخراً خير من ألاّ تأتي أبداً، فإعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو “الاستراتيجية” الجديدة للتعامل مع إيران، التي تضمنت “12” شرطاً (هذا الرقم يجب التوقف عنده ملياً لأنه يعني أمراً في غاية الأهمية للإيرانيين)، يؤكد أن واشنطن في عهد هذه الإدارة جادة، وأنه غير مستبعد -إن لم يذعن نظام طهران ويستجيب لها- أن يتمّ اللجوء للقوة العسكرية، هذا إن لم تنفع العقوبات الاقتصادية التي من الواضح أنها “ستنفع” بالتأكيد.

وأضاف، أن إيران غدت مكشوفةً منذ اللحظة الأولى، التي أعلن فيها مايك بومبيو استراتيجية بلاده الجديدة، وهو يهز قبضته بكل عنف وقوة في وجه علي خامنئي ووجه حسن روحاني، فالروس رغم الاستمرار بعرض عضلاتهم في سوريا وفي القرم وأوكرانيا، يعرفون ويدركون أنه لا تزال هناك دولة عظمى واحدة في هذا الكون كلّه هي الولايات المتحدة، وأن القوة الفعلية في عالم اليوم هي القوة الاقتصادية التي لا تملكها إلاّ أمريكا، وهذا ينطبق أيضاً على الصين التي بإمكانها أن تناور في هذا المجال بقدر المستطاع، لكنها في النهاية ستذعن للأمر الواقع، مراعيةً أن مصالحها الرئيسة في واشنطن، لا في هذه الدولة الإيرانية المجوّفة من الداخل والمصابة بأمراض قاتلة كثيرة.

وفي المدن كتب عمر قدور تحت عنوان “لماذا يستدعى بشار إلى سوتشي؟”.. كأنه بات من تقاليد السياسة الروسية في سوريا استدعاء بشار الأسد إلى سوتشي كلما كان هناك موقف روسيّ يراد إعلانه، فلا تصريحات تنقل عن بشار سوى ذلك الثناء على الدور الروسي، وفوقها في كل مرة ما يشبه تعهداً بتنفيذ السياسة الروسية، وإن اقتصر التعهّد على الصمت في حضرة موقف سيد الكرملين.

من حيث الشكل لا يحظى بشار بزيارة دولة إلى الكرملين، وفي كل مرة تعلن زيارته بعد انتهائها، لا لأسباب أمنية بالتأكيد وإنما زيادةً في تصغيره، ليبدو كأنه استدعي إلى استراحة بوتين بينما يتناول الأخير قهوته مع ثلة من رجالاته.

إظهار التحكم الروسيّ التام ببشار رسالة تعلم مدى دقتها القوى الدولية والإقليمية المعنية، وهي لا تحتاج إشارات شكليةً تتعلق ببروتوكولات استقباله وإنما تتطلب مواقف عمليةً واضحة، إذا لم تكن أجهزة استخبارات على معرفة بدقائق النفوذ الروسي.

يستدعى بشار للقاء بوتين كلّ مرة لإثبات أنه روسي قبل أيّ اعتبار آخر، بينما يعمل رجالات الحرس الثوري في دمشق على التقليل من أثر تلك اللقاءات، وقد لا تختلف الضغوط التي يتعرض لها شكلاً ومضموناً من الجانبين، باستثناء أنّ الإيرانيين غير مولعين باستخدام الكاميرات ويفضّلون عليها عادةً أساليب أكثر خفاءً وأقلّ رهافة.

ومن جانبها قالت صحيفة هآرتس في تقرير لها تحت عنوان “بوتين يترك الحرية لإسرائيل في التعامل ضد إيران في سوريا”.. إنّ موسكو تحرص على الحفاظ على تحقيق التوازن بين الجانبين- إذ تسمح ببقاء القوات الإيرانية في سوريا وتسمح لإسرائيل بقصفها- طالما أن هدفها أي الحفاظ على نظام بشار الأسد لا يتعرض للخطر.

وأضافت الصحيفة، أن إسرائيل كانت تأمل أن يجبر بوتين إيران على إخراج قواتها من سوريا، ولكن يبدو أن هناك حدوداً للتأثير الذي يمارسه الكرملين في طهران. تدعم كلّ من روسيا وإيران الأسد، لكن هذا لا يعني أنهما تتشاركان الأولويات ذاتها. لا يستطيع بوتين، أو لا يريد أن يترك الإيرانيون معاقلهم في سوريا. لكنه يبدو راضياً عن السماح لإسرائيل بمواصلة قصفها.

وقالت: إن بوتين هو الآن متمسّك بسياسته لموازنة مصالح الطرفين، إذ تعهّدت روسيا بمواصلة دعم الاتفاق النووي مع طهران بينما تستضيف نتانياهو. ولكن إذا استمرت الأمور في التصاعد، كما يبدو، فسيكون عليه عاجلاً أم آجلاً الانحياز إلى جانب.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى