ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع…

عواصم ـ راديو الكل

“سوريا الجديدة” موعودة بنظام فيه حصة لكلّ دولة شاركت في حروبها وتدميرها، بما فيها إسرائيل، والعراق مثال حيّ أمامنا كما يقول مصطفى زين في مقال له في صحيفة الحياة اللندنية. وفي العربي الجديد كتب ميشيل كيلو تحت عنوان “لا يصحّ إلا الصحيح”.. إيران لعبت دورها في المنطقة برضى الأمريكيين لتخويف الخليج. وفي المدن كتب أحمد عمر مقالاً تحت عنوان “سوريا السويسرية”.

وفي الحياة اللندنية كتب مصطفى زين تحت عنوان “عن سوريا الجديدة”.. تقترب القوى المشاركة في الحروب السورية من مرحلة الحصاد وتحديد ما يمكنها الحصول عليه من نفوذ. بدأ جميع اللاعبين في هذا المسرح الدموي الاستعداد للمرحلة النهائية من الصراع.

الولايات المتحدة لديها جماعتها من سوريا الديموقراطية، وروسيا لديها حصة الأسد بعدما سيطر النظام بمساعدتها على جميع المدن الكبرى ومساحات واسعة من الريف. تركيا تسيطر على جزء كبير من شمالي البلاد. إيران موجودة حيث يوجد الجيش. إسرائيل موجودة في أي مكان يوجد فيه الأمريكيون الذين يساعدهم، عسكرياً وسياسياً، البريطانيون والفرنسيون. مصالحها مضمونة طالما أن الإدارة في واشنطن يمسك بها صقور من أمثال نائب الرئيس مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، والمستشار الخاصّ للرئيس وهو صهره جاريد كوشنر.

المفاوضات العلنية لرسم مستقبل سوريا مستمرة بين هذه الأطراف، من جنيف إلى سوتشي إلى أستانة، أما المفاوضات غير المعلنة فأسفرت عن تفاهمات على الأرض، وعن تقاسم ولاء الحلفاء السوريين وغير السوريين بين روسيا وأمريكا.

من التفاهمات التي لم تعد خافيةً على أحد ضمان واشنطن وموسكو أمن إسرائيل، وعدم السماح لأي جهة معادية لها بالتمركز في الجولان أو في المناطق الجنوبية القريبة من حدودها في الجنوب السوري.

لم تكن إسرائيل، منذ نشوئها، مطمئنةً إلى وضعها كما هي الآن، العالم العربي في حالة فوضى شاملة، ودول الإقليم، مثل تركيا، خائفة من انتقال الحروب إلى داخلها، فضلاً عن أنها تسعى، بدورها، إلى تثبيت نفوذها في الشمال السوري. والذين انخرطوا في الحروب إما ابتعدوا من الصراع أو أوكلوا جميع أمرهم إلى واشنطن. أما إيران فملفّها النووي والعقوبات الأمريكية وصواريخها عادت لتتصدر همومها الداخلية والخارجية، ولن تخوض حرباً من أجل الجولان نيابة عن النظام.

إسرائيل تغيب عن الاجتماعات التي تناقش مستقبل سوريا في جنيف وسوتشي وأستانة لكنها حاضرة بقوة من خلال الوفد الأمريكي، سواء قاطع أو لم يقاطع الاجتماعات، فبعض الغياب أكثر فاعليةً من الحضور.

“سوريا الجديدة” موعودة بنظام فيه حصة لكل دولة شاركت في حروبها وتدميرها، بما فيها إسرائيل. والعراق مثال حيّ أمامنا.

في العربي الجديد كتب ميشيل كيلو تحت عنوان “لا يصحّ إلا الصحيح”.. من السذاجة بمكان الاعتقاد أن إيران لعبت دورها الحالي خلال الأعوام الأربعين الماضية رغماً عن العالم، واختارت هذا الدور تعبيراً عن إرادتها المستقلة التي فرضتها على الشرق والغرب، بدهاء ملاليها وقوتهم.

لإيران في استراتيجية واشنطن دور محدّد، هو تخويف دول الخليج إلى الحد الذي تطلب معه حماية واشنطن التي نالتها دوماً في مقابل حصول البيت الأبيض على ما يريده: نفطها وبترودولاراتها، فإن اشتطت طهران، وتوهّمت أنها تستطيع تخطّي خط الاستئثار الأمريكي بالخليج، وانتزاع حصة من خارج الحدود التي رسمتها أمريكا لعلاقاتها بالعالم، ولعلاقات العالم معها، جرى تصحيح شططها، بردّها إلى جادّة الصواب وحجمها الطبيعي.

في المدن كتب أحمد عمر تحت عنوان “سوريا السويسرية”.. قال مفتي البراميل وحسناوات مسابقات الجمال في عز الحرب، البكّاء صاحب الدمعة الحاضرة، جاعل إسرائيل جزءاً من بلاد الشام في خطاب معروف، المتمتع بمواهب تمثيل قلّ نظيرها: “إنّ سوريا لولا المقاومة لكانت مثل سويسرا”، ولو صدق لقال: لولا الأسد لكانت سوريا مثل سويسرا.

والحق – وهذه ذكريات حاربها الأسد كما لو أنها طاعون – أنها سبقت سويسرا في كثير من مضامير الحضارة، فسويسرا لم تمنح حقّ الانتخاب للنساء إلا في سنة 1972، وكانت المرأة السورية قد حصلت على حق الانتخاب في 1949، سابقةً سويسرا بما يزيد على عقدين، واليونان بعقد 1958. أما أول ناد نسائي عرفته دمشق، فقد أسسته نازك العابد بنت رئيس الجمهورية محمد علي العابد في سنة 1919، وفي سنة 1922 كان في سوريا ثلاث منظمات نسائية. وعقب الحرب العالمية كانت سوريا تتعامل بالعملتين العثمانية والمصرية، وكان الجنيه المصري وقتها أقوى عملة في العالم. ويروي خالد العظم في مذكّراته فصلاً عن نضاله في تأسيس عملة سوريّة، وما يزال اسم العملة في سوريا مصاري، غلب عليها اسم النشأة، لكنها صارت في الحضيض، فلم يخطر لزعيم سوري أن يطبع صورته على العملة قبل الأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى