ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع :

تأمل موسكو أن يقدّر النظام وإيران ما قامت به من تدمير لآفاق التغيير السياسي، لكن لا يبدو أنهما منفتحان على تقديم حتى أقل التنازلات السياسية كما يقول سلام السعدي في صحيفة العرب. وفي الشرق الأوسط كتب راجح الخوري تحت عنوان “تزحيط إيران من سوريا”.. إن الإيرانيين الذين كانوا يوسّعون رقعة نفوذهم في دمشق أحسّو مبكراً بأن هناك من يدخل على الخط ويمكن أن يسحب البساط السوري من تحتهم. ونشرت صحيفة إسرائيل هيوم عن خيارات إيران الصعبة.

وفي صحيفة العرب كتب سلام السعدي تحت عنوان “الحلّ الروسي في سوريا والعقبة الإيرانية”.. عاد الحديث مجدداً عن افتراق مصالح الجانبين الروسي والإيراني في سوريا وخصوصاً بعد لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببشار الأسد الأسبوع الماضي في مدنية سوتشي.

أوفت روسيا بجميع التزاماتها للنظام ولإيران، حيث ساعدتهما خلال فترة قصيرة نسبياً، على عكس مسار الحرب لصالحهما بعد أن كانا على وشك السقوط. على المستوى السياسي، عملت موسكو بفاعلية على إنهاء الحلّ السياسيّ القائم على اتفاق جنيف للعام 2012، والذي تضمن تفكيك النظام ونقل السلطة للهيئة الانتقالية. المطروح حالياً هو إصلاحات سياسية محدودة يقوم بها النظام نفسه، وتتضمن مستوًى محدوداً من التعددية السياسية وحكماً محلياً ذاتياً للمناطق ذات الغالبية الكردية.

هكذا تأمل موسكو أن يقدّر النظام وإيران ما قامت به من تدمير لآفاق التغيير السياسي وتحويل العملية السياسية بصورة جوهرية بحيث لم تعد تشكّل أيّ خطر على وجودهما. مع ذلك، لا يبدو النظام وإيران منفتحين على تقديم حتى أقل التنازلات السياسية.

ولذا، لا يمكن للرغبة الروسية أن تتحقق إلا بالضد من إرادتهما، وهو ما يتطلب قدراً من المواجهة إذا امتلكت موسكو أوراق الضغط المطلـوبة. ولكنّ شكوكاً كثيرة تدور حول النفوذ الحقيقي لموسكو في سوريا، حيث لا يزال في طور البناء رغم أنه قطع شوطاً طويلاً خلال الأعوام الماضية.

في الشرق الأوسط كتب راجح الخوري تحت عنوان “تزحيط إيران من سوريا”.. منذ بداية التدخل العسكريّ الروسي دعماً للنظام في نهاية أيلول من عام 2015، أحسّ الإيرانيون الذين كانوا يوسّعون رقعة نفوذهم في دمشق، بأن هناك من يدخل على الخط ويمكن أن يسحب البساط السوريّ من تحت أرجلهم.

بدا ذلك واضحاً تماماً عندما قال حسن روحاني في 26 أيلول من ذلك العام: «إن الجيش الإيراني هو القوة الرئيسة لمحاربة الإرهاب في المنطقة، التي عليها ألا تعتمد على القوى الكبرى… نحن ساعدنا سوريا والعراق على مكافحة الإرهاب». لكن بعد ذلك الحين بدا أن الوضع في سوريا صار عند موسكو تقريباً، وصارت لهجة الرئيس فلاديمير بوتين تتعامل مع المسألة السورية بمنطق «الأمر لي»، خصوصاً في ظل سياسة التردد والحذر التي اتبعها الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما.

بعد قمة بوتين والأسد في سوتشي والدعوة إلى خروج جميع القوات الأجنبية من سوريا، نشر موقع «تابناك» الإيراني التابع لأمين مصلحة تشخيص النظام محسن رضائي، تقريراً غاضباً جاء فيه أن نظام الأسد وموسكو اتفقا على إقصاء إيران في مقابل إشراك الدول الغربية في الحل السياسي للأزمة السورية، واعتبر الموقع أن قبول موسكو والنظام بالعودة إلى مفاوضات جنيف، يدل على وجود توافقات مع الدول الغربية حول إنهاء النزاع في سوريا بطرد إيران وميلشياتها.

ويقول موقع «تابناك»: إن «هناك تفاهماً مستجداً بين موسكو ودمشق هدفه إقامة شراكة اقتصادية تقصى بموجبه الشركات الإيرانية من النشاط الاقتصادي، خصوصاً في مرحلة إعادة الإعمار في سوريا، ولكن يجب ألا نسمح بأن تتحقق أهداف بشار الأسد وأيّ طرف يريد إبعاد اليد الإيرانية… إن محاولاتنا لحفظ الأسد كانت مكلفةً على صعيد الخسائر اللوجيستية وفي الأرواح، وليحذروا من اللعب في أرض تمّ اختبارها سابقاً»، في إشارة واضحة إلى الصراع المستجدّ من الروس!

ونشرت صحيفة إسرائيل هيوم تقريراً تحت عنوان “هل وجهة إيران نحو الحرب؟” قالت فيه: من الصعب القول أيّ طريق ستختار إيران. يحتمل أن يكون هناك خلاف حول ذلك بين الجناح الراديكالي في النظام وبين الأكثر اعتدالاً، والذي ينعكس في أقوال الرئيس روحاني أن إيران غير معنية بتوتر إضافي وفي الهتافات الجماهيرية في مظاهرات كانون الأول 2017 لوقف التدخل باهظ الثمن في سوريا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى