الروس يعفّشون المعفّشين في ببيلا.. وتنافس بين تشبيح النظام والتشبيح الروسي

خاص ـ راديو الكل

قال مصدر عسكريّ تابع للنظام: إن الأشخاص الذين ظهروا في صور أثناء إلقاء القبض عليهم لقيامهم بالسرقة والتعفيش في مدينة ببيلا جنوبيّ دمشق ليسوا من الجيش، وذلك بعد أن انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي صور أظهرت لحظة إلقاء الشرطة العسكرية الروسية القبض على وحدات عناصر من قوات النظام بعد قيامها بعملية “تعفيش” منازل الأهالي.

ويعدّ نفي النظام أن يكون العناصر الذين ظهروا في الصور منبطحين على الأرض وأمامهم جنود روس هو الأول، إذ نادراً ما يعلق على ما ترتكبه قواته بحق المدنيين من ممارسات تعدّ جزءاً من سلوك عامّ ونهج اتبعه منذ تسلّمه السلطة مروراً بمرحلة الثمانينيات حيث بلغ ذروته آنذاك في تعفيش مساحات واسعة من الأراضي خاصةً في مناطق المزة على يد ما كان يعرف بسرايا الدفاع وأقام عليها عناصر رفعت الأسد مساكن عرفت بمنطقة الـ86.

وترافقت فيما بعد مع دخول قوات النظام إلى لبنان سلسلة لا تنتهي من عمليات تعفيش واسعة مازالت آثارها السلبية في العلاقة بين الشعبين مستمرةً حتى الآن من دون أن يميّز قسم كبير من اللبنانيين بين قوات النظام وبين السوريين الذين يعانون هم الآخرون من استبداد هذا النظام.

في حمص كانت صورة التعفيش هي البداية منذ اندلاع الثورة حيث أخليت الأحياء القديمة من المدينة وقامت قوات النظام بتعفيش منازل الأهالي، وتكرر ذلك في مناطق متعددة من البلاد التي عادوا إليها من دون أن يجدوا فيها حتى قطعة أثاث واحدة، ومؤخراً ظهرت صور لمنازل الأهالي في الغوطة الشرقية بعد خروجهم منها باتجاه محافظة إدلب وهي تفرّغ من محتوياتها، في حين ظهرت صور أيضا لأرتال من السيارات تحمل أثاثاً، وأدوات منزلية، باتجاه ضاحية الأسد القريبة.

ومؤخراً أظهرت وسائل التواصل في الأيام الماضية صوراً ومقاطع فيديو لعناصر قوات النظام أثناء سرقتهم البيوت والمحلات التجارية في مناطق جنوبيّ دمشق بعد تهجير أهلها، في حين انتشرت صور لأسواق “التعفيش” في مناطق مختلفة من العاصمة.

أحد أعضاء ما يسمى بمجلس الشعب التابع للنظام ويدعى طريف قوطرش أثار هذه القضية في المجلس بعد تهجير سكان الغوطة الشرقية من منازلهم بحسب ما نشرته مواقع إخبارية موالية وقال: إن حالات “التعفيش” ازدادت وبتنا نرى مناظر سيئةً جداً على أوتوستراد دمشق- حمص من مبيع فرش وأشياء أخرى، ودعا المسؤولين لمتابعة هذا الموضوع.

بحسب المواقع الموالية لم يعلق أحد من الأعضاء، سواء بالسلب أو الإيجاب على كلام قوطرش، كما أن أحداً من مسؤولي النظام لم يردّ على مداخلته وهو لاعب نادي الوحدة ومنتخب سوريا لكرة السلة، وعضو مجلس الشعب عن مدينة دمشق، ويحظى بشعبية بين أهالي العاصمة.

من غير المعروف لماذا أقدم جنود روس على توقيف عناصر النظام الذين ظهروا في الصور التي انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بها إلا أن هؤلاء الجنود الذين تم استقدامهم إلى المدن التي دمرتها قوات النظام وطيران روسيا الحربي هم من مؤسسة عسكرية لا تقلّ فساداً عن مؤسسات النظام، فظاهرة التعفيش والسرقة منتشرة على نطاق واسع في المؤسسات الروسية العسكرية والأمنية كما هي في مؤسسات النظام لكنها تجري بأشكال مختلفة تبعاً لظروف كلّ من البلدين.

ومؤخراً أشارت صحيفة كومسومولسكايا برافدا في مقال لها، إلى أن سرقة الأسلحة من داخل الجيش الروسي بهدف البيع، كلّفت البلاد منذ عام 1992 ما قدّر بنحو 12 مليار دولار، وذلك عملاً بالمثل الشعبيّ الروسي واسع الانتشار والذي يقول: أيّ شيء تجده دون صاحب أو رقيب عليك أخذه.

قناة روسيا اليوم نشرت صورة توقيف عناصر النظام وقالت: تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً أظهرت لحظة إلقاء الشرطة العسكرية الروسية القبض في بلدة ببيلا في جنوبي دمشق على وحدات يقال: إنها تابعة أو موالية “لجيش النظام” بعد قيام عناصرها بعملية “تعفيش”.

بنظر مراقبين قد تدخل عملية توقيف الجنود الروس لعناصر النظام في إطار المنافسة وليس بدوافع أخلاقية، ويمكن أيضاً في هذا الإطار تفسير نفي النظام أن يكون العناصر الذين ضبطوا في ساحة ببيلا بالجرم المشهود يتبعون لقواته، فالتعفيش نهج هو من طبع النظام وليس ظاهرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى