محادثات إيرانية إسرائيلية في عمّان واتفاق على ترتيبات المنطقة الجنوبية في سوريا

عمان ـ راديو الكل

كشفت تقارير إعلامية، عن اجتماعات عقدت في عمّان بين إسرائيل وإيران برعاية الأردن بهدف التوصل إلى اتفاق حول المنطقة الجنوبية، بالتزامن مع لقاءات دبلوماسية مكثّفة تمت بين إسرائيل وروسيا أسفرت عن اتفاق بين الجانبين، يقضي بالسماح لجيش النظام باستعادة السيطرة على حدوده الجنوبية مع إسرائيل، بينما نفت إيران حدوث مثل تلك الاجتماعات في حين بثّت وكالة أنباء فارس نبأ الاجتماعات نقلاً عن وسائل إعلام سعوديّة وإسرائيلية.

وقال موقعا إيلاف السعودي و”ميديل إيست إي” البريطاني: إنّ مفاوضات سريةً وغير مباشرة جرت في العاصمة الأردنية بين السفير الإيراني في عمان “مجتبي فردوسي بور” ونائب رئيس الموساد الإسرائيلي بوساطة أردنية في وقت تصاعدت فيه حدة الحرب الكلامية بين الجانبين بعد الضربات الإسرائيلية التي وجهت لإيران في سوريا والضغوط الأمريكية التي تتعرض لها.

وبحسب الموقع البريطاني، فإن السفير الإيراني نزل برفقة بعض الشخصيات بغرفة في أحد الفنادق بجوار غرفة لمسؤولين أمنيين إسرائيليين كبار من بينهم نائب رئيس جهاز الموساد، في حين تولى المسؤولون الأردنيون الوساطة بين الغرفتين.

ووفق إيلاف، فإن المفاوضات أفضت إلى التزام إيراني بعدم مشاركة إيران وميلشيا حزب الله في معارك جنوبي سوريا المرتقبة ضد المعارضة السورية والفصائل المسلحة هناك، وأن تقوم القوات الأردنية بالحفاظ على أراضيها ومنع التسلل إليها من الجانب الآخر.

وقالت المصادر: إن إسرائيل أوضحت للإيرانيين أنها لن تتدخل في المعارك قرب حدود خطّ وقف النار في الجولان والحدود الأردنية الإسرائيلية ما دامت إيران وميلشياتها وحزب الله لن يدخلوها، وقال مصدر مطلع شارك في المحادثات: إن الجانبين بحثا الأمر بوساطة أردنية، وإن الجانب الإسرائيلي استغرب السرعة التي تمت فيها الاتفاقيات والتعهدات بين الجانبين.

وكان السفير الإيراني في الأردن قد حاول طمأنة تل أبيب وعمّان من خلال تصريحات نفى فيها وجود قوات لهم في الجنوب السوري، مؤكّداً أن بلاده أيدت اتفاق خفض التصعيد الموقّع بين روسيا والأردن والولايات المتحدة منذ البداية، في حين تحدثت أنباء عن انسحاب رتل من القوات الإيرانية من مدينة درعا باتجاه منطقة إزرع شمالي المحافظة.

ونفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي صحة الأنباء التي تحدثت عن إجراء طهران مفاوضات سريةً غير مباشرة مع تل أبيب في الأردن بشأن جنوبي سوريا، مؤكداً أن تلك الأنباء مجرد ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة، إلا أن وكالة أنباء فارس قالت: إن وسائل إعلام إسرائيليةً وسعوديةً أعلنت أنه كانت هناك مفاوضات غير مباشرة بين إيران وإسرائيل بوساطة أردنية بشأن الأوضاع الميدانية في جنوب غربي سوريا، وتحديداً بمحافظتي درعا والقنيطرة.

وقالت المصادر: إن الجانب الروسيّ الذي كان على اطلاع وثيق وقريب على المفاوضات في عمان، قدّم الضمانات للإسرائيليين والأردنيين بعدم مشاركة إيران وحزب الله في المعارك المرتقبة في الجنوب السوري بمحافظتي درعا والقنيطرة.

وتابع المصدر، أنه تم الاتفاق في عمّان على آلية عمل مشتركة بين الجميع في سوريا، لمنع حدوث أخطاء قد تؤدي إلى اندلاع معارك أو مواجهات بين الأردن والنظام وإسرائيل والجانب الروسي على غرار الاتفاق الروسي الإسرائيلي بشأن الأجواء السورية.

وذكرت القناة الإسرائيلية العاشرة، أن لقاءات دبلوماسيةً بين إسرائيل وروسيا أسفرت عن اتفاق بين الجانبين، يقضي بالسماح لجيش النظام باستعادة السيطرة على حدوده الجنوبية مع إسرائيل.

وتابعت القناة، أن الاتفاق يقضي أيضاً بعدم انتشار أيّ قوات من إيران ولا من جماعة “حزب الله” أو أيّ عناصر أجنبية على الحدود، في حين ستحافظ إسرائيل على حرية العمل داخل سوريا خاصةً أنّ النظام وافق على هذا الاتفاق.

ومعلقاً على هذه الأنباء، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف: إن قوات النظام هي الوحيدة التي يجب أن تكون على حدود سوريا مع إسرائيل.

ويحشد النظام لعملية عسكرية وشيكة ضد مناطق سيطرة المعارضة في درعا جنوبي سوريا.

وسبق أن حذّرت الخارجية الأمريكية من إجراءات “حازمة ومناسبة” إذا تم خرق إطلاق النار في “منطقة خفض التوتر” في الجنوب السوري مع توارد أنباء عن قرب استعداد قوات النظام لإطلاق عملية عسكرية كبيرة في تلك المنطقة.

وحذّر رئيس هيئة المفاوضات نصر الحريري من القيام بأيّ عمل عسكري في الجنوب، وقال: “إننا حريصون ألا تتمّ في جنوبي سوريا عمليات عسكرية جديدة، وهناك تحرك دوليّ مستمر، سواء مع الدول الضامنة أو الدول الصديقة أو المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن، من أجل تثبيت وقف النار ومناطق خفض التصعيد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى