ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

لا يحب بوتين مشهد النعوش العائدة من سوريا، لكنّ بقاء سوريا بلا حل حقيقي ينذر بمزيد منها، وواضح أن خوض الحرب ضد المعارضة و«داعش» أسهل من صناعة السلام في سوريا كما يقول غسان شربل في صحيفة الشرق الأوسط. وفي الحياة اللندنية نشر فيصل العساف مقالاً تحت عنوان “خامنئي يقرع طبول «السلامة»”. ونشرت صحيفة الأوبزرفر تحقيقاً تحت عنوان “في منطقة القتل السورية تبزغ قوة جديدة: النساء في إدلب”.

وفي الشرق الأوسط كتب غسان شربل تحت عنوان “لا يحب النعوش… ولكن”.. نجح بوتين حتى الساعة في منع اندلاع حرب واسعة. لكنّ هذا النجاح يبقى محفوفاً بالأخطار، لا يريد الطلاق مع إيران في سوريا، وليست المهمة سهلةً إذا أراد، ولا يستطيع التطابق مع البرنامج الإيراني واحتمال عواقبه، ومع خروج أمريكا من الاتفاق النووي بدا أن اللعبة تزداد تعقيداً.

ربما لهذا السبب شدد بوتين لدى استقباله بشار الأسد على ضرورة الحل السياسي في سوريا وأظهر ضيفه رغبةً في مماشاته، لكنّ الحلّ السياسي من وجهة نظر الجانبين معاً لا ينتمي إلى قماشة بيان جنيف نصاً أو روحاً، ذلك أن التطورات الميدانية ألغت أشياء كثيرة من بينها الحديث عن مرحلة انتقالية.

إن السؤال هو عما بعد انقلاب الموازين في الميدان السوري. ماذا تريد موسكو الآن وماذا تستطيع؟ كيف يفكر النظام المتمسك بالجناحين الروسي والإيراني؟ هل تتعامل إيران مع سوريا مسرحاً لاختبار الإرادة الأمريكية، أم أن سوريا تحولت إلى فخ يستنزف الدور الإيراني؟ لا يحب بوتين مشهد النعوش العائدة من سوريا، لكنّ بقاء سوريا بلا حلّ حقيقي ينذر بمزيد منها. واضح أن خوض الحرب ضد المعارضة و«داعش» أسهل من صناعة السلام في سوريا.

في الحياة اللندنية كتب فيصل العساف تحت عنوان “خامنئي يقرع طبول «السلامة»”.. ليس من الصعب استقراء خطوات النظام الإيراني القادمة. يكفي أن تستعير عقله المدبر بشروره وأطماعه التي أضحت مكشوفةً أمام الذين لا يرون فيه «ثوراً أسود» يخشون أن يتم التهامهم بعده، وليسوا من عوالق النوايا المتطفلة ممّن تعودوا الاصطفاف في المكان والزمان الخطأ.

حاول الإيرانيون كثيراً الاستفادة مما ظنّوه «توهان» البوصلة الأمريكية، وقدّموا بين يدي جشعهم قرابين الأحزمة الناسفة، يلفونها على أعين المخدوعين ببشارات آخر الزمان في أطراف المعادلة الإسلامية، لكن غاب عنهم أن سعيهم ذلك لم يكن مشكوراً على الإطلاق، وأن الأرض التي فرشت أمامهم لم تكن سوى حقل ألغام واسع، في نهايته سدّ منيع، وأنهم مجرد سبيل يسلكه الأقوياء يحققون على ظهره مبتغاهم ثم يرمى بما كسبت يداه في مزابل الأوهام، كأن لم يكن.

إيران اليوم أمام مفترق طرق مؤدّاه واحد، لا مفرّ منه، بحر هائج في الداخل، جرّب عناوين التدين البرّاقة حتى لم تعد تغريه، وعدوّ متربص يستبيح كلّ ما يخرج منها بلا هوادة، أما المراكب فقد التهمتها نيران سنوات الضياع منذ اللحظة الأولى للثورة الخمينية.

في الواقع، أغلق مجال الملالي أمام التوسع في مشروعها النووي نهائياً، ويشهد العالم لحظات تمددها الأخيرة، أما السبيل الوحيد للخلاص فإنه تجرّع سمّ الهوان والتقهقر، ثم رفع رايات الاستسلام للشارع الإيراني الذي استبدل الشيطان الأكبر بالمهدي المنتظر المخلّص.

ونشرت صحيفة الأوبزرفر تحقيقاً تحت عنوان “في منطقة القتل السورية تبزغ قوة جديدة: النساء في إدلب” أشارت فيه إلى أن مأزق نحو ثلاثة ملايين من المدنيين السوريين المحاصرين بقوًى معادية في محافظة إدلب في الشمال الغربي السوري، بات يسوء يوماً بعد آخر، بحسب موظفين أممين ووكالات الإغاثة والمساعدات الإنسانية والجماعات الحقوقية الذين يخشون من تفاقم الكارثة الإنسانية.

وقالت: إن إدلب بوصفها المحافظة الوحيدة الباقية خارج سيطرة النظام باتت نقطة تجمّع لكلّ من المعارضين للنظام وأولئك الذين ببساطة لا يمتلكون مكاناً يذهبون إليه، وتقول الصحيفة: إن الوضع هناك مؤلم جداً مع وجود أكثر من 1.7 مليون نسمة بحاجة ماسّة إلى المساعدة الإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى