القوى المتدخلة في سوريا تتوصل إلى صفقة حول جنوبي البلاد بعد مفاوضات في عمان وموسكو

عمان ـ موسكو / راديو الكل

توصلت الأطراف المتدخلة في الشأن السوري، إلى اتفاق حول منطقة تخفيف التوتر الجنوبية يقضي بانسحاب القوات الإيرانية والميلشيات التابعة لها حتى طريق دمشق السويداء، بعد مفاوضات ماراتونية عقدت في عمّان وموسكو في إطار صفقة تقضي بدعم إسرائيل بقاء بشار الأسد مقابل سحب تلك القوات.

وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أنه تم التوصل إلى اتفاق حول سحب القوات الإيرانية من مناطق جنوب غربي سوريا قرب الحدود مع إسرائيل”، متوقّعاً تطبيقه خلال أيام قريبة.

وقال نيبينزيا في مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة، إن الأطراف التي عملت بالاتفاق راضية عنه، موضحاً أنه لو لم يتم تنفيذ الاتفاق حتى اليوم فسيحدث ذلك في مستقبل قريب.

ويأتي إعلان الاتفاق بالتزامن مع وجود وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في موسكو في مهمة وصفتها مصادر دبلوماسية إسرائيلية بأنها تندرج في إطار مناقشة الوجود الإيراني في سوريا ومنطقة خفض التوتر الجنوبية.

وسبق أن ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية، أن إسرائيل وافقت على نشر قوات للنظام عند المنطقة الحدودية جنوبي سوريا حال سحب القوات الإيرانية منها.

وكشف مصدر إسرائيليّ عسكري، عن أنّ ليبرمان التزم أمام الروس بألا تتدخل إسرائيل ولا تمنع عودة جيش النظام إلى منطقة القنيطرة بالكامل وإلى هضاب الجنوب الأخرى.

وخلال اللقاء تم عرض خرائط لهذه المنطقة، أوضح الروس فيها أن جيش النظام سيتولى السيطرة على ثلاث نقاط استراتيجية هناك، هي نقطة الحدود مع الأردن جنوبي درعا، وتل الحارّة الذي يشرف على الحدود بين سوريا وإسرائيل، والذي تسيطر عليه الآن قوات وميلشيات إيرانية، وبصر الحرير التي تقع على بعد 30 كيلومتراً شمال شرقي درعا.

وقال السفير الإسرائيلي لدى موسكو غاري كورين في تصريح صحفي: إنّ ليبرمان كان راضياً عن نتائج اللقاء الذي جمعه بنظيره الروسي سيرغي شويغو، وقد بحث الطرفان التفاصيل المرتبطة بالوجود العسكري الإيراني في سوريا ومنطقة خفض التوتر الجنوبية.

وتابع السفير الإسرائيلي: “إذا ساهمت الجهود الروسية في تهدئة إيران، فإن ذلك سيسهل الحديث عن إعادة بناء سوريا”.

وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الثلاثين من أيار، أنّ الاتفاقات حول منطقة خفض التصعيد جنوبي سوريا تقضي بأن قوات النظام هي الوحيدة التي يجب أن تبقى في هذه الأراضي.

لكنّ الولايات المتحدة تنفي ذلك وتؤكد أن وجود قوات النظام يجب أن يكون بموافقة الدول الثلاث كما تقول إريكا تشوسانو المتحدثة الرسمية الإقليمية في وزارة الخارجية الامريكية لراديو الكل.

وتؤكد المتحدثة الأمريكية، أن على روسيا أن تساعد في دفع الميلشيات الموالية لإيران ومن بينها حزب الله إلى الابتعاد عن حدود إسرائيل والأردن وفق اتفاق التهدئة منطقة تخفيف التصعيد.

وكشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أن المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو أسفرت عن اتفاق مبدئي التزمت فيه إسرائيل بتأييد بقاء نظام بشار الأسد ونشر قواته على الحدود معها، مقابل الانسحاب العسكري للقوات الإيرانية من سوريا.

وكان موقع أوراسيا تحدث عن اتفاق بين إسرائيل وإيران تم بوساطة أردنية في عمّان مؤخراً، يتضمن موافقة إسرائيل على عملية عسكرية للنظام في درعا بشرط عدم دخول المتطوعين الإيرانيين ومقاتلي حزب الله إلى المنطقة، كما أشارت إلى التوصل لاتفاق مشابه بين إسرائيل وموسكو وقال: إن بشار الأسد وافق على الاتفاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى