ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

لعبة بوتين في سوريا وصلت نهايتها كما يقول جوناثان سباير في مجلة فورين بوليسي، ويضيف أن سوريا تمضي بسبب السياسة الروسية باطراد نحو تقسيم بحكم الأمر الواقع. وفي المدن نشر وجيه قانصو مقالاً تحت عنوان “ثورة سوريا بوصفها تحدياً أخلاقياً”. وفي العرب اللندنية كتب جمال عبيدي تقريراً تحت عنوان “سلوك إيران لن يتغير إلا بتمكين شعوبها”.

ونشر جوناثان سباير في فورين بوليسي تحت عنوان “لعبة بوتين في سوريا وصلت نهايتها”.. تبدو سوريا باطراد ماضيةً نحو تقسيم بحكم الأمر الواقع، مصحوب بصراع عسكري منخفض المستوى وسياسة عاملة، وإنما بطيئة –أي ما يسمى “الصراع المجمّد”. وربما كان هذا هو الهدف الذي أراده كلّ الوقت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان قد أنشأ وأدار مثل هذه الصراعات في أماكن أخرى، بما فيها جورجيا وأوكرانيا.

وربما يكتشف لاعبون مهمّون آخرون في سوريا، بمن فيهم إسرائيل، والولايات المتحدة، وتركيا وبقايا الثوار العرب السّنة بالمثل أنهم قانعون بالواقع الجديد. وسيكون الخاسران الواضحان، في المقابل، هما نظام الأسد وإيران.

الآن، تريد روسيا التي حققت إلى حد كبير أهدافها في سوريا، أن توازن دعمها لنظام الأسد مع مصالحها الأخرى: بالتحديد، التقويض المتواصل للغرب في الأماكن الأخرى من العالم، والحفاظ على علاقات العمل مع القوى الإقليمية الأخرى، بمن فيها تركيا وإسرائيل. وفي الأثناء، تركز الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل رئيس على تحدي التقدم الإيراني الإقليمي. وسوف تكون النتيجة سوريا مقسّمة، والتي تعمل كملعب لتصارع الأجندات غير السورية –وهو وضع جيوسياسيّ تمتلك روسيا الكثير من الخبرة في إدارته والملاحة فيه.

وفي المدن كتب وجيه قانصو تحت عنوان “ثورة سوريا بوصفها تحدياً أخلاقياً”.. عندما نزل السوريون إلى الشارع يرددون “حرية حرية” و “سلمية سلمية”، لم يكن وراء بحّة حناجرهم رؤية سياسية أو مسعًى لتغيير نظام أو حتى مشروع ثورة، بل تمرد على صمت الوجع القاتل، والخوف الذي يشلّ الروح، والرعب الذي يقتل فرح الحياة ويطارد الناس حتى في تفكيرهم وأحلامهم.  كانت صرخات عفوية لأفراد تلقّوا رصاص القتل بصدورهم وهم ينتشون بحريتهم لأمتار قليلة ويطلقون إنسانيتهم المحتبسة للحظات معدودة.

وقال الكاتب: يهزمنا الإنسان السوري كلّ يوم، حين يخترق صقيع الليل جسده الضعيف داخل حجرات إيواء تأنف حيواناتنا الأليفة عن السكن فيها، ويفضح الطفل السوري كلّ ما نؤمن به ونقوم عليه، حين نمر به عند تقاطع الشوارع في بيروت وربما عواصم عربية أخرى، لا مبالين بإصراره وعزيمته اللافتة على الحياة وغير عابئين بقدرته على البقاء بصبر أسطوري.

وفي العرب اللندنية كتب جمال عبيدي تحت عنوان “سلوك إيران لن يتغير إلا بتمكين شعوبها”.. بسبب طبيعة السلوك الإيراني المضرّ في العالم العربي، فرح الكثير بالانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي. ومن دون أدنى شك، فإن ما قام به الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ليس حبّاً بالحلفاء، إن كانوا من العرب أو اليهود، إنما لأنه يعتقد، وبالطبع محقّ في قراره هذا، أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تعدّ الأهمّ والضامن القوي لاستمرارية الاتفاق النووي بين إيران والغرب، أكبر المتضررين، مقارنةً بالأوروبيين (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) الذين تهافتوا على النظام الإيراني وأبرموا مع طهران العديد من العقود الاقتصادية والتجارية المربحة.

تعد الشروط الاثنا عشر التي أعلنها مايك بومبيو، بمنزلة خريطة طريق لردع السلوك الإيراني المزعزع لاستقرار العالم العربي المتنوع بثقافاته وأديانه ومذاهبه.

وفضّلت الإدارة الأمريكية وفريق الرئيس دونالد ترامب، أن يتم إسقاط النظام الإيراني على يد أبناء الشعوب الإيرانية، أي أن يأتي الضغط الخارجي من الولايات المتحدة، وأما الضغط الداخلي على النظام فسيكون من خلال أبناء الشعوب القاطنة في جغرافية إيران السياسية.

إذا ما استطاعت الولايات المتحدة بالفعل إسقاط النظام الإيراني، وهذا الأمر مستبعد في المدى القريب، فهذا يعني بالضرورة تحرير “بوابة دمشق” من قاسم سليماني ورفاقه، ولذا فإن هذا يعني الموت التدريجي لميلشيا حزب الله وأخواتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى