قصص الأطفال : كـــارمـــــا

لأن الطفولة ما هي إلا كتلة من المشاعر الحية النقية ومخزون كبير من الأحاسيس القوية، وقابلية هائلة للتعلم واستقبال العديد من المفاهيم التربوية الصحيحة والصحية معاً في آن واحد.

راديو الكل تناول في هذه الحلقة من برنامج “قصص ألف ليلة وليلة”، قصة “كارما”، والتي سلطت الضوء على مفهوم العطف ومحبة الغير والاحترام.

فالتعامل مع الأطفال يتطلب الحذر الشديد وعلى الأخص في المراحل العمرية الأولى، حيث يكون الطفل في قمة الاستعداد لاستقبال الكثير والكثير من المفاهيم.

ويعد تعليم الطفل مفهوم العطف على الآخرين في غاية الأهمية، فتحدثت القصة عن مفهوم التعاطف عند الأطفال وتشجيعهم على الشعور بالآخرين واحترام أحاسيسهم.

كما شجعت القصة الأطفال على فهم أن فعل الخير هو التصرف السليم ونتائجه في أغلب الأحيان تكون جيدة.

وحثت الأطفال على فهم أن القسوة مع الآخرين تصرف سيئ، وأنه علينا معاملة الناس والمخلوقات بالطريقة نفسها.

كـــارمـــــا

يسخر شهريار وشاه زمان من ميمون الذي يغضب منهما، وحين تطلب دنيازاد منهما التوقف عن السخرية يضحكان لأنه مجرد قرد ولا يملك أي مشاعر… فتخبرهما شهرزاد القصة الآتية:

تذهب فتاة صغيرة اسمها أشيانا للصّيد مع والدها، فتصطاد سمكة كبيرة. يتحمّس والدها، ويذهب لإخبار أصدقائه عما اصطادته ابنته.

وفي هذه الأثناء، تشعر أشيانا بالأسف على السمكة فتعيدها إلى الماء. وحين يعود والدها مع أصدقائه يشعر بالإحراج والغضب لاختفاء السمكة، ويستنتج أن الصيد ليس للفتيات، فتغضب أشيانا وتغادر المكان. وفي طريق عودتها، تصادف طيراً جائعاً يختنق من خاتم حاول تناوله، فتزيل الخاتم وتدرك أنها بإمكانها بيعه، وبالمال يمكنها أن تشتري الطعام للطائر، وأن تعطي ما تبقى لوالدها كي يفتخر بها. وفي طريقها لبيع الخاتم تلتقي قرداً ونمراً يشعران بالضيق فتساعدهما. فجأة، تخرج جنّية من الخاتم وتمنح أشيانا أمنية، فتتمنى أن يختفي قفص النمر.

وفي أثناء قيامها بالأمنية الثانية، يسرق مدرب النمر الخاتم ويتمنى أن تجعله الجنّية سلطاناً.

وتنفيذاً للأمر يختفي المدرّب والخاتم والجنّية، وينتقلون إلى قصر السلطان. تقتحم أشيانا وأصدقاؤها الجدد القصر، ويسترجعون الخاتم.

وبينما يهمّون بالعودة يسقط الخاتم في المحيط وفيما يبدو أنهم فقدوا كل شيء، تظهر السمكة التي ساعدتها أشيانا وتعيد إليها الخاتم، الأمر الذي يثبت أن أعمال الخير تعود دائماً بثمارها على فاعلها. ومن دون أن تحتاج أشيانا إلى أية أمنية أخرى، وتشكلُ وعائلتها والقدر والنمر والطائر والسمكة عائلة كبيرة وسعيدة. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى