بعد الاتفاق على خريطة طريق منبج.. تركيا تؤكد أنها لم تتفاهم مع واشنطن على مجمل الشمال السوري

عواصم ـ راديو الكل

قالت تركيا: إنها لم تتوصل بعد إلى تفاهم مع الولايات المتحدة بخصوص مناطق شماليّ سوريا، وذلك بعد إعلان خريطة طريق منبج، بينما أعلنت الولايات المتحدة أن التسوية في منبج ستكون مقبولةً من جميع الأطراف إلا أن الأمور قد تتغير مع الزمن إذا تغيرت الشروط على الأرض، في حين رحب حلف الناتو بالتوصل إلى اتفاق بين الجانبين على خريطة طريق، مؤكداً أهمية إيجاد حلّ للوضع في الشمال السوري بالنسبة للناتو.

وأكد المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، أن هناك جدولاً زمنياً واضحاً لتنفيذ خريطة طريق منبج السورية، وأنّ هذا الجدول سينفّذ خلال 90 يوماً، مشيراً إلى أن أنقرة لم تتفاهم بعد مع الولايات المتحدة حول جميع القضايا المتعلقة بشمالي سوريا.

وأوضح بوزداغ في مقابلة مع قناة تلفزيونية محلية، أنّ الخطوات التي سيتم الإقدام عليها خلال هذه الفترة واضحة ومرسومة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت: إن التسوية حول منبج ستكون مقبولةً بالنسبة لجميع الأطراف، بما فيها أولئك الذين يعيشون في منبج، لكنّ الأمور قد تتغير مع الزمن إذا تغيرت الشروط في الميدان، معتبرةً أن “هذا هو بداية لسلسلة من المحادثات التي ستستمر سواء بين وزيري الخارجية أو من خلال فرق العمل”.

ورحّب حلف شمال الأطلسي (ناتو)، باتفاق تركيا والولايات المتحدة على خريطة طريق في منطقة “منبج” السورية.

وأكد ينس ستولتنبرغ الأمين العامّ للناتو أهمية الجهود التركية والأمريكية الرامية إلى إيجاد حلّ للوضع الصعب في الشمال السوري، بالنسبة لحلف الـ “ناتو”.

ورغم أنّ خريطة الطريق تمثل بدايةً لعودة الحرارة إلى العلاقات بين واشنطن وأنقرة، والتي شابها الكثير من البرود والتوتر خلال المدة السابقة، فإن محللين يرون بأن هناك خشيةً تركيةً من عدم تطبيق تفاصيل الاتفاق كما تم التوقيع عليه خاصةً مع تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية بأن الأمور قد تتغير وفق التطورات على الأرض.

ويقول فوزي ذاكر أوغلو: إن الولايات المتحدة تلمّح إلى تأخير تنفيذ ما تم التوافق عليه مع تركيا.

ويؤكد الكاتب التركي مصطفى حامد أوغلو، أن توقيع الاتفاقية، سيكون البداية لعودة العلاقات الدافئة بين تركيا والولايات المتحدة، مشيراً إلى وجود خشية تركيّة من عدم تطبيق تفاصيل الاتفاق كما تم التوقيع عليه.

إلا أن الكاتب والمحلل السياسي حسن النيفي يقول: إن الولايات المتحدة لا يمكنها الاستغناء عن الدور التركي في المنطقة.

ويؤكد فوزي ذاكر أوغلو، أنّ الولايات المتحدة تريد إعادة الحرارة إلى علاقاتها مع تركيا لكي تكون بجانبها في مواجهة نفوذ إيران، لكن أيضاً لتركيا مصلحة في التوصل إلى اتفاق من أجل تطهير منطقة الشمال السوري من التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمنها القومي.

وتعدّ منبج من أبرز الخلافات التي كانت بين واشنطن وأنقرة، حيث كان المطلب الرئيس لتركيا وقف دعم الولايات المتحدة للمقاتلين الأكراد، وفرض الأمن والاستقرار في المدينة بإخراج القوات الكردية منها، في حين يشكل اتفاق خريطة الطريق حول منبج مصلحةً للجانبين وكذلك لأهالي المدينة كما يقول حسن النيفي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى