ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

كلمة «تنظيم» المناطق السكنية التي يستخدمها النظام هي مجازية، والمقصود بها بشكل عمليّ وفعليّ إباحة هدم آلاف المباني بذريعة التجديد المدني كما يقول توما أبغرال في صحيفة الحياة اللندنية. وفي الشرق الأوسط كتب مصطفى فحص.. إن موسكو تحتاج إلى معجزة دبلوماسية لكي تجتاز أصعب اختبار استراتيجيّ تواجهه منذ دخولها المباشر في الصراع على سوريا إلى جانب نظام الأسد وطهران. وفي العربي الجديد نشر علي العبد الله مقالاً تحت عنوان “جنوبي سوريا.. خطوط متشابكة ومستقبل غامض”.

وفي صحيفة الحياة اللندنية كتب توما أبغرال تحت عنوان “إنشاءات الأسد الكبرى والمرسوم الرقم 10”.. منذ صدور المرسوم رقم 66 في 2012، صادر النظام أملاك السكان تدريجياً. فالمرسوم يجيز لمحافظة دمشق «تنظيم» مناطق سكنية بنيت من غير إجازة ولا تصريح في بعض ضواحي دمشق، وإقامة مشروعات عقارية «حديثة» محلّها. وكلمة «تنظيم» مجازية، ومعناها العملي والفعلي هو إباحة هدم آلاف المباني بذريعة التجديد المدني.

وفي 2 نيسان من العام الحالي، خطا بشار الأسد خطوةً أخرى في الاتجاه «العقاري». فأصدر في ذروة الهجوم على دوما، القانون رقم 10، بعد أن اقترع عليه مجلس الشعب التابع للنظام في منتصف آذار. وتولّى القانون تعديل المرسوم 66 وتوسيعه إلى جميع المناطق السورية التي شيّد فيها الأهالي منازل غير مجازة.

ويوقع النصّ 5 ملايين لاجئ سوري في معضلة كأداء. فهو يخوّل أقارب اللاجئين المقيمين خارج سوريا توكيل أقاربهم (أبناء عمومتهم وخؤولتهم إلى الدرجة الرابعة) تعقب المعاملات المطلوبة، ولكن قلة قليلة قد تتوسل بهذا الإجراء خشية القمع. «لن يتجرأ أحد على الذهاب إلى القنصليات في الخارج، فالغالبية ملاحقون. والشروع في إجراء المعاملة يعرّض للخطر أقرباءنا في سوريا، ويخضعهم لمراقبة أمنية متعسفة».

في الشرق الأوسط كتب مصطفى فحص تحت عنوان “الجنوب السوري والاختبار الروسي”.. إن موسكو تحتاج إلى معجزة دبلوماسية، لكي تجتاز أصعب اختبار استراتيجي تواجهه منذ دخولها المباشر في الصراع على سوريا إلى جانب نظام الأسد وطهران في أيلول 2015. فموسكو التي نجحت خلال سنتين في المواءمة بين المصالح الإيرانية في سوريا وبين متطلبات الأمن القوميّ الإسرائيلي، تبذل جهداً سياسياً مكثفاً، لكي تتمكن من تجاوز امتحان الجنوب السوري، وتحصل على نتيجة ميدانية مقبولة نسبياً من طهران وتل أبيب تجنّب سوريا والمنطقة حرباً إيرانيةً إسرائيليةً على الأراضي السورية، يتخوف الجميع من أن تنتقل نيرانها إلى دول أخرى، وذلك بعد أن وضعهما التقدم العسكري لقوات الأسد – بفضل الدعم الروسي – بعد احتلال الغوطة في تماس مباشر على طول خطّ وقف إطلاق النار الموقّع بين إسرائيل وسوريا سنة 1974.

تراهن موسكو على البراغماتية الإيرانية التي قد توافق على إعادة انتشار لقواتها بعيداً عن حدود سوريا الجنوبية، وعلى إيجابية إسرائيلية اعتبرت «أن النهج الروسي فيما يتعلق بإبعاد القوات الإيرانية، أكثر إيجابيةً مما كان عليه في الماضي»، وفي حال نجحت موسكو، تكون قد صنعت معجزتها عبر «إيران غيت» جديدة، إلا إذا كان في طهران من يرى في الهجوم خير وسيلة للدفاع.

في العربي الجديد كتب علي العبد الله تحت عنوان “جنوبي سوريا.. خطوط متشابكة ومستقبل غامض”.. جاء إعلان روسيا اتفاقاً بشأن جنوبي سوريا يقضي بسحب القوات والميلشيات الإيرانية منها من دون تشاور مع حليفيها، النظام وإيران، ليعكس رغبةً روسيةً في تأكيد انفرادها بالتقرير على الأرض السورية؛ ونجاحها في إدارة التوازنات بين معظم الأطراف، والاتفاق معها على ترتيبات ميدانية على أسس تحديد مناطق النفوذ ووقف إطلاق النار، تمهيداً لتحريك ما تسمّيها العملية السياسية.

“ليس ثمّة اتفاق إلى الساعة، ذلك لأن المفاوضات الروسية حول الاتفاق لم تشمل جميع القوى الموجودة على الأرض” واصطدم بمعضلة عسكرية، حيث ترتب على اعتراض الفصائل المسلحة في الجنوب السوري على فكرة المصالحة وإعلانها أنها ستقاتل حتى النهاية، دفاعاً عن مهد الثورة وحماية المواطنين من بطش النظام والميلشيات الطائفية.

لم يبق أمام موسكو لإنجاح خطتها سوى انتظار لقاء الدول الضامنة لاتفاق خفض التصعيد في الجنوب، الذي سيعقد في عمّان على مستوى نواب وزراء الخارجية، علها تنجح في الاتفاق معهم على صيغة تفرض على الفصائل المسلحة، وتدفعها إلى القبول بالمصالحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى