ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

سلّة تأهيل الأسد لم تكتمل بعد، فملفات انسحاب القوات الأجنبية وإعادة الإعمار والتسوية السياسية وعودة اللاجئين تنتظر المعادلة المناسبة والتوافقات اللازمة كما يقول عبد الوهاب بدر خان في صحيفة الحياة اللندنية. وفي صحيفة العرب مقال لفاروق يوسف تحت عنوان: “سوريا التي تريدها إسرائيل”.

بينما نشرت صحيفة إسرائيل اليوم مقالة تحت عنوان: “طرد الإيرانيين من سوريا”.

في صحيفة الحياة اللندنية كتب عبد الوهاب بدرخان تحت عنوان: محاولات لـ «تأهيل الأسد» مقابل انسحاب إيران.. ثمة خطوات حصلت أو هي قيد الإعداد لـ «إعادة تأهيل» نظام الأسد. فالمنافسة حادّة بين النمسا وألمانيا على تولّي هذا الدور دولياً، وتفترض الضرورة أن تتحرّكا تجاه موسكو لكن بالتنسيق مع واشنطن، غير أن سلّة «التأهيل» لم تكتمل بعد، فملفات انسحاب القوات الأجنبية وإعادة الإعمار والتسوية السياسية وعودة اللاجئين تنتظر المعادلة المناسبة والتوافقات اللازمة.

أما الجانب الآخر للتأهيل فتحاول إيران تفعيله مع الدول العربية المنضوية قسراً أو طوعاً في معسكرها، مع التركيز حالياً على اتجاهَين: الأول، تطبيع العلاقة بين النظام وقطر ما لم يتعارض مع العلاقة القطرية- التركية. والآخر، تطوير الوصاية الإيرانية – الأسدية على لبنان عبر استخدام هيمنة «حزب الله» على الحُكم من خلال تحالفه مع حزب الرئيس ميشال عون والاستثمار في نتائج الانتخابات الأخيرة والتكتّل النيابي الموالي للنظام.

ويبدو تجنيس بضع عشرات السوريين وفلسطينيي سوريا الأثرياء المرتبطين بالأسد ثمرة للوصاية المتجدّدة، فيما يأمل الرئيس اللبناني أن يتعاون النظام في إعادة اللاجئين إلى سوريا.

حتى لو كان الأسد لا يزال متمتّعاً بهامش واسع للمناورة، نظراً إلى شعوره بحاجة الجميع إليه، إلا أن حدود التلاعب بالدول ومصالحها له باتت مكشوفة. ذاك أن اعتراض الروس أو إغضابهم قد يكون مكلفاً جداً للنظام وإنْ لم يتعرّض الأسد شخصياً لخطر جدّي، فهو لن يتمكّن في أي حال من إقناع بوتين، لا بالتصدّي لإسرائيل ومنعها من استهدافها الإيرانيين وأتباعهم، ولا بأخذ صيغة النظام للتسوية السياسية، لأن روسيا تبحث عن صيغة تستطيع «بيعها» إلى الأميركيين وبالأخص إلى الأوروبيين لاجتذابهم إلى ملف إعادة الإعمار.

أما السير مع الإيرانيين في سعيهم إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل فهو مجازفة غير مضمونة وسط اشتداد الضغوط على إيران. وأما خيار المراهنة الإيرانية على صراع روسي – أميركي أو الدفع إليه فهو مستبعد من جانب الدولتين أياً تكن الظروف، بل إن صداماً روسياً – إيرانياً قد يبدو أكثر واقعية.

في صحيفة العرب كتب فاروق يوسف تحت عنوان: “سوريا التي تريدها إسرائيل”.. بالمقارنة بين الطرفين السوري والإسرائيلي، فإن سوريا هي الأضعف سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وعلمياً. يمكنها فقط أن تكون دولة ممانعة، بمعنى امتناعها عن الجري وراء معاهدات سلام شكلية مع إسرائيل فقط. وظيفة سلبية منحتها وضعاً خاصاً.

ما أسَسَ له الأسد الأب واتبعه الابن في سوريا يمكن اعتباره وضعاً مثالياً بالنسبة لإسرائيل، ذلك لأن الاثنين لا ينتسبان إلى نمط الشخصيات المغامرة، كما كان حال الرئيس العراقي صدام حسين مثلاً. لم يكن نظام الأسدين ليضمر أي مفاجأة غير سارة لإسرائيل.

لقد تضاءل دور الأسد إلى درجة، صار معها نظامه مجرد أداة لتنفيذ ما يُملى عليه من أوامر روسية. أوامر تحقق لإسرائيل كل ما ترغب فيه من ضمانات الأمن غير أنها تحرمها وإلى الأبد من عدو ضروري، كانت ممانعته رسالتها إلى العالم.

ونشرت صحيفة إسرائيل اليوم مقالة تحت عنوان: “طرد الإيرانيين من سوريا”.. إيران ليست على بؤرة الاستهداف الروسية، إذ أن موسكو لا ترى فيها منافساً أو خصماً (على الأقل حالياً). إيران هي ببساطة وسيلة الدفع التي بواسطتها يسعى الروس إلى تحقيق أهدافهم في سوريا.

كقاعدة، مشكلة روسيا – والأحرى المنافسة، الخصومة أو الحرب الباردة – هي مع الولايات المتحدة والغرب، وليس مع إيران. هذه الأخيرة تشكل في أيدي الروس أداة في صراعهم ضد الغرب ولا معنى للتخلي عنها. فهل فك الارتباط مع إيران سيجعل الأسد حبيب الأسرة الدولية ويفتح له الأبواب في واشنطن، بعد أن ذبح مئات الآلاف من أبناء شعبه، وهل إخراج إيران من سوريا سيمنح بوتين نقاطاً في الصراع في أوكرانيا وفي شرق أوروبا، وفي أجزاء أخرى من العالم – حيال واشنطن وغرب أوروبا؟ واضح أن لا.

ما ينشأ عن ذلك هو أنه يمكن الوصول إلى تفاهمات هزيلة على إبعاد الإيرانيين عن الجبهة مع اسرائيل، التي ليس واضحاً على الإطلاق إذا كانت للروس رغبة أو قدرة على تنفيذها. ولكن المعركة لدحر أقدام إيران عن سوريا لا تزال بعيدة عن النهاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى