مصادر لراديو الكل: مجزرة زردنا ليست معزولةً عن التطورات السياسية وروسيا هي من ارتكبتها

راديو الكل

ارتكب الطيران الحربيّ الروسي مجزرةً في بلدة زردنا في محافظة إدلب هي الأكبر خلال هذا العام التي تنفّذ في المحافظة والمشمولة ضمن اتفاق تخفيف التصعيد، الذي تضمنه إلى جانب إيران وتركيا روسيا التي تحاول التملص من مسؤوليتها عن المجزرة وتحميل جهات محلية المسؤولية، بينما تتحدث مصادر عن أن تلك المجزرة ليست معزولةً عن التطورات السياسية في الشمال السوري.

وارتفعت إلى 50 قتيلاً مدنياً من بينهم نساء وأطفال، حصيلة ضحايا المجزرة التي ارتكبها الطيران الروسي، مساء أول أمس، في بلدة زردنا بريف إدلب الشمالي، في وقت تتواصل فيه عمليات البحث عن ضحايا تحت الأنقاض.

وأكد رئيس المجلس المحلي في بلدة زردنا “محمد جمعة” في اتصال مع راديو الكل، أن 13 جريحاً من سكان البلدة تم نقلهم إلى المشافي التركية لتلقّي العلاج، وإن عملية البحث لاتزال مستمرةً عن ضحايا تحت الأنقاض.

وكانت وزارة الدفاع الروسية ادّعت أن معارك طاحنةً دارت في هذه المنطقة بين جيش الإسلام ووحدات كبيرة تابعة لـ هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) باستخدام المدفعية الثقيلة.

ودحض رئيس مجلس محلي زردنا ادعاءات روسيا بأنها لم ترتكب المجزرة وبأنها نتجت عن اشتباكات بين أطراف محلية.

وقال جمعة: إنه لا توجد أيّ مقرات لجيش الإسلام في البلدة أو محيطها مكذّباً بذلك الادعاءات الروسية.

ووصف الوضع الإنسانيّ بالسيّئ جداً، وسط حالة نزوح تشهدها البلدة إلى المناطق الأكثر أمناً بعد المجزرة.

يشار إلى أنّ الطيران الوحيد الذي يغير على إدلب اليوم هو الطيران الروسي، أو طيران النظام، والذي لا يمكن أن يقدم على ارتكاب هذه المجزرة من دون ضوء أخضر من روسيا.

وتحدثت مصادر مطلعة، عن أن المجزرة جاءت كما يبدو تعبيراً عن امتعاض روسيّ من اتفاق خريطة طريق منبج الذي أعلن مؤخراً بين تركيا والولايات المتحدة، حيث تجاهل روسيا والنظام، وكذلك فإن ارتكاب المجزرة جاء بعد توصيف وزارة الخارجية الأمريكية “هيئة تحرير الشام” بأنه تنظيم إرهابي، ما أعطى الضوء الأخضر لروسيا لتصعيد استهدافها لمحافظة إدلب.

وبينما طالبت الأمم المتحدة جميع أطراف النزاع بضمان سلامة المدنيين، طالب الائتلاف الوطنيّ المعارض في بيان له بالتدخل لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنقاذ المدنيين ووقف هذه الجرائم، ومحاسبة مرتكبيها، وفرض حلّ سياسيّ عادل وشامل.

وتأتي هذه المجزرة بعد إعلان روسيا أنّ الدول الضامنة في مفاوضات أستانة انتهت من إقامة تسع وعشرين نقطة مراقبة شمال غربي سوريا بموجب اتفاق خفض التصعيد الذي أقرته اتفاقات أستانة بهدف ضمان وقف الأعمال القتالية بين النظام والفصائل المعارضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى