ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو لكل

يدرك نظام الأسد وداعموه أن القوى الحية في سوريا تمزقت وباتت خارج الفعالية، لذلك فهي فرصتهم للعبث بالزمن السوري وإنتاج هياكل مهمتها فقط تأمين استمرار مصالحهم كما يقول غازي دحمان في الحياة اللندنية. وفي الجريدة الكويتية يتوقع صالح القلاب ألّا يتخلى الروس عن تحالفهم مع إيران مهما حدث. من جانبها تقول صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا: إن سوريا قد تصبح أحد المواضيع الرئيسة في الاجتماع المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.

وفي الحياة اللندنية كتب غازي دحمان تحت عنوان “عن الدولة السورية الممنوعة ولادتها”.. في جميع مراحل الثورة انطلق نظام الأسد من قاعدة أنّ الدولة إما أن تكون أسدية أو لا تكون، وقد عبّر أنصاره على ذلك بشعار «الأسد أو نحرق البلد» والدولة هنا تعني السيطرة على المؤسسات والمجتمع بوصفهما أملاكاً شخصيةً للعائلة الحاكمة وأنصارها، ولذا فليس ممكناً التنازل عن أدنى صلاحية أو سلطة، من هنا يأتي منطق أنصار النظام أنه لا يمكن التنازل في السياسة عما لم يستطيعوا الحصول عليه بالبندقية، وليس مهماً هنا أن عدم التحصيل ذلك عائد لدخول طرف أو أطراف أجنبية.

وأضاف أن المرحلة القادمة في سوريا ليست مرحلة إنعاش الدولة التي تحطمت في سوريا حتى قبل الثورة بكثير، ويدرك نظام الأسد وداعموه الروس مدى تناقض وجود دولة سوريّة حقيقية مع مصالحهم ومخططاتهم، ويدركون أن القوى الحية في سوريا تمزّقت وباتت خارج الفعالية، وأنه سيمر زمن طويل قبل إعادة بناء تلك القوى، لذلك فهي فرصتهم للعبث بالزمن السوري وإنتاج هياكل مهمتها فقط تأمين استمرار مصالحهم.

في الجريدة الكويتية كتب صالح القلاب تحت عنوان “روسيا وإيران… وإسرائيل!”.. حتى لو اختلف الروس مع الإيرانيين في سوريا، إرضاءً للإسرائيليين وطمأنةً لهم، على اعتبار أنهم الحلفاء “الاستراتيجيون”، فإنه غير متوقّع أن يقطعوا علاقاتهم بإيران، التي هي الحليف الذي بإمكانهم الاعتماد عليه، واستخدامه وتوظيفه ضد تصاعد الاهتمام الأمريكي بهذه المنطقة، وخاصةً في عهد الرئيس دونالد ترامب، الذي وضع حداً للسياسات المائعة في هذا المجال التي اتبعتها إدارة باراك أوباما السابقة.

وأضاف أنه غير متوقع على الإطلاق أن يتخلى الروس عن تحالفهم مع إيران، أو أن يتخلى الإيرانيون عن تحالفهم مع روسيا، خصوصاً أن الأمريكيين عادوا، كما هو واضح حتى الآن، إلى هذه المنطقة بكل هذه القوة، ولعل ما يعزز هذا ويؤكده أن هناك مؤشرات فعليةً على أن صراع المعسكرات في هذا الكون عاد مرةً أخرى، بعد أن ساد اعتقاد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي بأنه غاب نهائياً وبلا عودة.

من جانبها.. قالت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا: إن سوريا قد تصبح أحد المواضيع الرئيسة في الاجتماع المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وهذا ما يستشفّ من حديث السفير الأمريكي في روسيا جون هانتسمان، على قناة فوكس نيوز.

ووفقاً لهانتسمان، لا يزال البيت الأبيض يتوقع أن تعقد المحادثات، حيث يعتقد خبراء بأن الاتفاق على ترتيب الوضع في جنوبي سوريا قد يكون حافزاً جيداً لاجتماع الزعيمين، فتطور الأحداث في هذه المنطقة يشير إلى تطابق طرق روسيا والولايات المتحدة.

وأضافت: إذا لم يتم اللقاء الشامل بين الزعيمين، فهناك فرصة للقاء قصير بينهما على هامش أعمال مجموعة العشرين في بيونس آيرس.

وتنقل الصحيفة عن خبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية مكسيم سوتشكوف، قوله: إن مشكلة وجود القوات الأمريكية إلى الشرق من نهر الفرات تمثل مشكلة.. ومن غير الواضح كيف يمكن حلها، فطردهم غير ممكن، والمسألة الأخرى، مستقبل سوريا.

وأضافت الصحيفة: تبقى سوريا إحدى مجالات التواصل القليلة بين الجانبين الروسي والأمريكي، وهناك حاجة لبذل كثير من الجهد في المنطقة الجنوبية لخفض التصعيد التي وافق عليها البلدان بمشاركة الأردن في العام 2017.

وأكدت أنه “تبقى مشكلة ما إذا كانت إيران مستعدةً لقبول حلّ وسط.. فما زالت طهران ترفض أيّ دعوات لتقليص وجودها العسكري، وحتى لو وافقت، فيجب ألا ننسى أنه من الصعب للغاية التخلص من التشكيلات الموالية لطهران في جيش الأسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى