الولايات المتحدة تؤكد عدم انسحاب قواتها من سوريا قبل إنجاز الحل السياسي وتنسق مع روسيا حول العمليات العسكرية

بروكسل / هلسنكي ـ راديو الكل

أكدت الولايات المتحدة، أن قوات التحالف الدولي لن تنسحب من سوريا قبل تحقيق الحلّ السياسي على أساس مبادئ جنيف وفي إطار قرارات مجلس الأمن، وذلك بالتزامن مع اجتماعات عقدها رئيسا أركان الولايات المتحدة وروسيا في هلسنكي تناولت تنسيق العمليات العسكرية فيما بينهم في سوريا.

وجدد وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، موقف بلاده حول وجوب تحقيق حلّ سياسيّ في إطار العملية السياسية في جنيف قبل انسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من سوريا.

وقال الوزير الأمريكي في اجتماع لـ«حلف شمال الأطلسي» (ناتو) في بروكسل، أمس في الوقت الذي تشارف فيه العمليات العسكرية على نهايتها: يجب أن نتفادى ترك فراغ في سوريا يمكن أن يستغلّه نظام (بشار) الأسد أو داعموه.

وأضاف أنه سيكون خطأً استراتيجياً يضعف عمل الدبلوماسيين ويتيح للإرهابيين التقاط الأنفاس، أن تغادر قوات التحالف ساحة المعركة قبل أن يتوصل مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديمستورا إلى دفع عملية جنيف للسلام بتأييد منا جميعاً بقرار من مجلس الأمن.

وكان مسؤولون أمريكيون كبار من بينهم ماتيس ومستشار الأمن القومي جون بولتون عقدوا سلسلة اجتماعات مع المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا بداية الشهر الماضي تناولت في مجملها ملفات القضية السورية، وذلك بعد إعلان واشنطن اعتزامها السير في العملية السياسية من خلال مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة والإبقاء على قواتها في سوريا طالما هي في حالة حرب.

وبحث أمس في العاصمة الفنلندية هلسنكي رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف مع نظيره الأمريكي جوزيف دانفورد الأزمة السورية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عقب الاجتماع المغلق بين الجانبين الذي استغرق أكثر من ستّ ساعات، أنّ “اللقاء حمل طابعاً بنّاءً حيث ناقش الطرفان مختلف سبل التسوية في سوريا، والعلاقات الثنائية وسبل تفادي الحوادث العرضية” بين القوات الروسية والأمريكية في سوريا.

وأكد الجانبان أهمية عودة الوضع إلى الاستقرار في سوريا في أقرب وقت ممكن.

وتوجد قوات أمريكية في سوريا مهمتها تقديم الدعم العسكريّ والسياسيّ لمقاتلي المعارضة المعتدلة ومقاتلين أكراد تابعين لقوات سوريا الديمقراطية في معاركهم ضد تنظيم “داعش”، كما بدأ التحالف الدولي بقيادة واشنطن بشنّ غارات جوية منذ عام 2014، ضد تنظيم “داعش” في مواقع سيطرته ولاسيما الرقة وديرالزور.

كما تنتشر قوات روسيّة في مناطق سيطرة النظام ومناطق تخفيف التوتر المتفّق عليها في محادثات أستانة، حيث بدأت روسيا عمليةً عسكريةً في سوريا منذ 2015، وقدّمت الدعم لقوات النظام ما ساعده في استعادة السيطرة على مناطق واسعة من البلاد.

وكانت موسكو قد بحثت غير مرة مع واشنطن في السابق تنسيق التحركات الروسية – الأمريكية في سوريا، لكن هذه المرة الأولى التي يناقش الطرفان فيها تحركات التحالف الدولي بهدف منع وقوع احتكاكات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى