ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

خلّف المأزق الإيراني مأزقاً روسياً أيضاً كيف سيعمل فلاديمير بوتين على إخراج إيران من سوريا في ظلّ معرفته أن خروجها من دمشق يعني خروجها من طهران أيضاً؟ يتساءل خير الله خير الله في مقال له في صحيفة العرب اللندنية. وفي الشرق الأوسط يقول أكرم البني في مقال له: إن ثورة الشعب السوري لم ولن تنكسر وستغير العالم كلّه وهي قد قامت بذلك وسنستمر حتى يكون العالم كلّه مكاناً أفضل للإنسان. ومن جانبه نشر زاؤور كاراييف في “سفوبودنايا بريسا” مقالاً، حول مفاوضات بين وفد أرسله بشار الأسد والسياسيين الأكراد، ومخاطر ذلك على نفوذ روسيا في الشرق الأوسط.

وفي صحيفة العرب كتب خير الله خير الله تحت عنوان “المأزق الإيراني مأزق روسي أيضاً”.. الأكيد أن روسيا ليست جمعيةً خيرية. لم ترسل قوات وقاذفات إلى سوريا من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا النظام من أجل سواد عيون بشّار الأسد أو إيران. ما قاله الرئيس فلاديمير بوتين عن أن وجود القوات الروسية في سوريا ينطلق “من المصلحة الروسية” صحيح.

اعتقدت روسيا أنّها تستطيع فرض أجندتها على النظام وإيران. تبيّن أن العلاقة بين الجانبين أقوى بكثير، بل أعمق، مما تعتقد. إنّها علاقة عضوية تفرض على بوتين اتباع استراتيجية مختلفة إذا كان يريد بالفعل المحافظة على مصالح روسيا في سوريا واستثمارها في سياق الدور الجديد الذي يظنّ أنّه صنعه لبلاده.

ولعلّ أصعب ما يواجه فلاديمير بوتين في سوريا أنّه لا يستطيع تجاهل أنّ إيران تلعب في هذا البلد مستقبل نظامها بعدما وضعت نفسها أمام خيارين: إمّا مواجهة شاملة مع إسرائيل، مع ما يعنيه ذلك من حرب مدمّرة يمكن أن تصل بآثارها إلى لبنان… أو الانكفاء. مثل هذا الانكفاء يضع مستقبل النظام على المحكّ. إنّه يعني الكثير بالنسبة إلى إيران التي تقوم سياستها منذ العام 1979 على الهروب المستمرّ إلى خارج حدودها.

خلّف المأزق الإيراني مأزقاً روسياً أيضاً. كيف سيعمل فلاديمير بوتين على إخراج إيران من سوريا في ظلّ معرفته أن خروجها من دمشق يعني خروجها من طهران أيضاً؟

وفي الشرق الأوسط كتب أكرم البني تحت عنوان “ثورة الشعب السوري لم ولن تنكسر”.. الشعب السوري عندما قام بثورته كانت جميع سوريا تحت سيطرة النظام المجرم بشكل عام وقوي، وإن الانتصارات التي يحققها بواسطة الميلشيات والجيوش الخارجية لم تكن على الثورة السورية وإنما على مجموعات تم تسليحها لتدعي تمثيلها للثورة وبقصد هزيمة الثورة بهزيمتها. وإعادة سيطرته العسكرية على بعض المناطق لا تعني الثورة بشيء.

لم ولن تنكسر ثورة شعب. لم ولن ينكسر الشعب السوري ولم ولن تنهزم ثورته. سبق أن قلت منذ عام 2011: إن ثورة الشعب السوري ستغيّر العالم كلّه وهي قد قامت بذلك وسنستمر حتى يكون العالم كلّه مكاناً أفضل للإنسان.

ستسقط أدوات الاحتلال المحلية وعلى رأسها نظام الأسد المجرم وسنطرد الاحتلالات حتى آخر أجنبيّ منح الجنسية لسلب حقوق السوريين. سنحاسب ونحاكم جميع المجرمين والقتلة ومغتصبي الحقوق. وسنعيد بناء سوريا كما يتمناها السوريون.

وتحت عنوان “الأسد استسلم لأمريكا” كتب زاؤور كاراييف، في “سفوبودنايا بريسا”، حول مفاوضات بين وفد أرسله بشار الأسد والسياسيين الأكراد، ومخاطر ذلك على نفوذ روسيا في الشرق الأوسط.

وجاء في المقال: من عدة أيام، أرسل الأسد وفداً رسمياً إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، مكلّفاً بالتفاوض مع السياسيين الأكراد.

وكان يمكن القول: إن هذه العملية إيجابية، لولا أنها تهدد روسيا بخسائر فادحة في منطقة الشرق الأوسط. الحقيقة هي أن السلام المقترح في سوريا مبنيّ على الشروط الأمريكية.

أي: أن النظام مدعوّ لقبول جميع شروط الجانب الكردي، والذي في جميع مساعيه الدبلوماسية يعتمد بشكل كامل على الرعاة الأمريكيين.

بالطبع، لا أحد ينوي الاعتراف بسيادة الكيان الكردي، ولا حتى الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن أحداً لم يلغ الحكم الذاتي، وعلى الأرجح، هذا ما تريد الولايات المتحدة تحقيقه على المدى القصير. ففي المستقبل، سيؤدي هذا بالضرورة إلى تنفيذ السيناريو العراقي. فالحكم الذاتيّ الكردي سيعلن عاجلاً أم آجلاً استقلالاً كاملاً وسيظهر رغبةً في التوحد مع كردستان العراق.

سيشكل ذلك كارثةً جيوسياسيةً عظيمة على المستوى الإقليمي، الأمر الذي سيجعل العملية العسكرية الروسية في سوريا بلا معنى. ما يناسب روسيا خيارّ مختلف تماماً، هو أن تبقى سوريا موحدةً تحت قيادة الأسد أو سياسيين مؤيدين للأسد، والأكراد بصفتهم أحد أكبر القوى في سوريا يحصلون على تمثيل حقيقيّ في السلطة وبذلك يمكنهم التأثير في الوضع في جميع البلاد وفي المناطق ذات الغالبية الكردية. لكن كلّ شيء يجري الآن في طريق آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى