ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

هناك تضارب في مصالح كلّ من روسيا وإيران في سوريا، بحيث إن كلّ طرف منهما يسعى إلى تعزيز وجوده وحماية مصالحه على حساب الطرف الآخر كما تقول صحيفة “الموندو” الإسبانية. وفي العربي الجديد كتب مضر رياض الدبس مقالاً تحت عنوان “ديمقراطية سوريا في متاهات الذاكرة والمشروع”. وفي المدن تحدث عمر قدور عن ذكرى موت حافظ الأسد.

ونشرت صحيفة “الموندو” الإسبانية تقريراً تحدثت فيه عن تضارب مصالح كلّ من روسيا وإيران في سوريا، وتشير إلى أن “كلّ طرف منهما يسعى إلى تعزيز وجوده وحماية مصالحه على حساب الطرف الآخر”.

وقالت الصحيفة: إن العلاقة بين إيران وروسيا تأزّمت بعد احتفال بشار الأسد بالانتصارات التي حققها في الحرب التي دامت نحو 8 سنوات”.

وأوضحت الصحيفة، أن النظام “تعلم طريقة الاستفادة من الأزمات المتصاعدة بين حليفيه إيران وروسيا”، مضيفة: “لا يزال الأسد في حاجة إلى كلا الطرفين وهو ما جعله يتصرف بحسب الظروف والتغييرات. فعلى سبيل المثال، تحالف الأسد مع الجانب الإيراني ضد تركيا، بعد أن سمحت روسيا لتركيا بمهاجمة منطقة عفرين الشمالية الغربية في كانون الثاني/ يناير”. ولكن استفاد النظام من النجاح التركي في إضعاف القوى الكردية، المنافسين المحتملين له في المستقبل. وقد يستفيد الأسد قريباً من التحالف الروسي الإسرائيلي، الذي سيكون على حساب المصالح الإيرانية.

في العربي الجديد كتب مضر رياض الدبس تحت عنوان “ديمقراطية سوريا في متاهات الذاكرة والمشروع”.. إن من يبني الديمقراطية، ويقوم بها، هم القوى المجتمعية الفاعلة، وتشارك النخب السياسية والثقافية بهذا البناء مشاركةً متعاونةً لا أكثر. وهذا بالتحديد ما ينحت ثقافةً ديمقراطيةً سليمة، ويضعها على أنقاض ثقافة “التنظير الديمقراطي الفوقي” التي يثقل كاهلنا به من منحوا أنفسهم لقب “النخبة”.

ومن هنا، تأتي ضرورة انخراط السوريين في السياسة، وخصوصاً الشباب، وضرورة إسماع صوتهم، وتصميمهم على أن يكونوا معنيين بالقرارات التي تؤثر في حياتهم. هذه المسؤولية التاريخية سترسم ملامح المستقبل، فلا وجود لديمقراطية من دون إصرار العدد الأكبر على ممارسة السياسة، بل والسلطة كذلك، إن كان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فالتيار الديمقراطي السوري اليوم بأمس الحاجة إلى دم جديد.

في المدن كتب عمر قدور تحت عنوان “24 عاماً على موت حافظ الأسد”.. ليس مؤكداً لدى شريحة واسعة من السوريين أن حافظ الأسد قد مات حقاً؛ تركته موجودة بقوة، ولم تتوقف عن سحق القسم الأعظم منهم، بينما يأمل القسم الآخر باسترجاع المجد الذي يرونه فيها. الرجل مات رسمياً قبل 18 عاماً، لكنّ موته ظل في حيز عدم التصديق، أو عدم التأكيد، ما دامت شريحة واسعة من مؤيديه والناقمين عليه ترى في وريثه استمراراً لوجوده.

مات أول مرة عام 1994؛ لم يكن حافظ عاطفياً، ويروى أنه كان يقضي يومه في مكتبه بعيداً عن الأسرة، باستثناء وريثه آنذاك باسل الذي يحق له دخول المكتب بلا موعد أو استئذان. وفاة باسل ذلك العام كانت مقتل مشروع التوريث كما رآه الأب وأعدّ له، ابنه الذي لم يكن قد أتم الثانية والثلاثين كان قد خضع لعدد ضخم من الدورات التأهيلية، بخاصة على الصعيد العسكري، وكان قد أصبح فعلياً قائد أهم ميلشيا وهي الحرس الجمهوري، فضلاً عن نشاط البروباغندا في تصويره شخصية رياضية متفوقة، بما في ذلك التفوق في الأخلاق الرياضية.

ربما يكون لذكرى موت حافظ الأسد التي مرت قبل 3 أيام دلالة خاصة هذا العام، مع تراكم المؤشرات على إعادة تدوير وريثه بعد ارتكاب مجازر غير مسبوقة حتى من قبل الأب. ذلك يجعل للذكرى طعماً مريراً في نفوس السوريين الذين حاولوا دفنه نهائياً قبل 7 سنوات، بينما يرى بعض مؤيديه في هذا التزامن انتصاراً، وربما استعادةً لفكرة “الأسد إلى الأبد”، مع عدم استبعاد وجود فئة صامتة بدأت تدرك فداحة الانتصار ووهمه.

 في جميع الأحوال حتى حلفاء بشار لا يريدون استعادة المملكة الأسدية، بعد أن كانوا أبرز المستفيدين من انهيارها. ما يبدو ضرورياً، بينما تقتسم التركة، أن يثق السوريون أنفسهم بأنهم دفنوا حافظ الأسد نهائياً، الأمر الذي يتطلب ثقةً بالنفس أعلى من جو اليأس الحالي، ولتعزيز هذه الثقة يتطلب التخلص من أشباح الأسدية التي تسللت إلى الثورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى