ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للإستماع..

عواصم ـ راديو الكل

الدستور الذي يكتب في ظل بقاء سلطة سياسية مرهون بدعم هذه الدولة، أو تلك، وحيث تصبح معظم القوى السياسية رهن الدول الداعمة لوجودها، فإنه لا يساوي الحبر الذي كتب به كما يقول حسام ميرو في صحيفة الخليج. وفي صحيفة العرب تحدث خير الله خير الله في مقال عن موقف حركة حماس من النظام. وفي العربي الجديد تحدث غازي دحمان في مقال له عن الاستثمار السياسي لكأس العالم لكرة القدم.

وفي صحيفة الخليج كتب حسام ميرو تحت عنوان “من سيكتب الدستور السوري؟”.. الحالة السورية باتت حالةً نموذجيةً لصراع الأمم، حيث بقيت جميع الدول المنخرطة في الصراع تقول: إن الحل في سوريا هو حل سياسي، وهو ما أقرّت به الأمم المتحدة نفسها، في القرارات المتعلقة بالمسألة السورية، لكنّ صراع الإرادات الإقليمي والدولي فعلياً، ظلّ متناقضاً على طول الخط مع ضرورات الحلّ السياسي، إذ لا يمكن إيجاد حلّ سياسيّ من دون توافر أدوات ضغط كافية على أطراف الصراع المحلية، وبسبب ذلك فقد باءت جميع جولات جنيف بالفشل، في الوقت الذي استعاضت فيه موسكو عن مسار جنيف بمسار أستانة الذي اشتركت فيه إيران وتركيا، بصفتهما دولتين ضامنتين، بجانب روسيا.

وأضاف: حين تصبح الدولة دولةً فاشلة بجميع المقاييس كما سوريا، وحين تسيطر القوى الخارجية بشكل مباشر على مفاصل القوة، ويصبح وجود السلطة السياسية مرهوناً بدعم هذه الدولة، أو تلك، وحين تصبح معظم القوى السياسية رهن الدول الداعمة لوجودها، فإن الدستور الذي يكتب في ظل أوضاع كهذه قد لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به، بل قد يكون مقدمةً لفترات طويلة من عدم الاستقرار.

وفي صحيفة العرب كتب خير الله خير الله تحت عنوان “عندما تغطي ”حماس” النظام”.. لم ينقص رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنيّة سوى الطلب من أهالي مخيم اليرموك الاعتذار من النظام بحجة أنّهم كانوا هم السبب في تدمير مخيّمهم.

يبدو أن رئيس المكتب السياسي لـ“حماس” من نوع الذين لا يستحون. لو لم يكن الأمر كذلك، ما تفسير قوله عن أن ما نسب إليه من كلام عن دعم الثورة السورية “غير صحيح”، مضيفاً “أن النظام وقف إلى جانب حماس في محطات مهمّة”. لم يحدّد هنيّة ما هي هذه المحطات المهمّة التي وقف فيها النظام إلى جانب “حماس”، باستثناء أنّه شجع الحركة على تنفيذ عمليات انتحارية كي لا تقوم لعملية السلام قيامة في يوم من الأيّام، وكي يتمكن أرييل شارون ثم بنيامين نتانياهو من القول: إنه “لا شريك فلسطينياً يمكن التفاوض معه”.

ذهب رئيس المكتب السياسي لـ“حماس” إلى أبعد من ذلك، إذ أكد أن الحركة “تتقاطع مع طهران في كلّ ما يتعلّق بالشأن الفلسطيني في الرؤية والوجهة”، وأن “العلاقة مع إيران اليوم في مرحلة مميّزة ومتقدّمة”.

عندما يلعب تنظيم فلسطيني اسمه “حماس” مثل هذا الدور لا يعود مجال للتساؤل لماذا تبدو إسرائيل في هذه الأيام مرتاحةً كلّ هذا الارتياح.

في العربي الجديد كتب غازي دحمان تحت عنوان “في الاستثمار السياسي لكأس العالم”.. تبحث الأنظمة القمعية عن أي مناسبة أو حدث لاستثماره في تكريس سلطاتها، وإلهاء الشعوب عنها، وسحق معارضيها من دون رحمة، وتشكّل بطولة كأس العالم فرصةً مثالية في هذا السياق، فهي بالإضافة إلى إشغالها الشعوب بشكل يندر تحقّقه في أي مناسبة أو حدث آخر، فإنها، وفي حالة مشاركة الفريق القومي، تشكّل فرصةً لتحقيق إجماع وطني تام، يصعب تحقّقه أيضاً في الظروف العادية. وتحت قبة هذا الإجماع، تدسّ الأنظمة القمعية أفاعيها السامة المخبأة في الأدراج، بانتظار الفرصة المناسبة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى