ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للإستماع..

عواصم ـ راديو الكل

“الثلاثي” الذي التقى في جنيف لصياغة دستور لبلد ممزق كلّ هذا التمزق كان عليه أن يتفق على لملمة شمل هذا البلد أولاً ولو بالحدود الدنيا كما يقول صالح القلاب في الجريدة الكويتية. وفي المدن نشر عمر قدور مقالاً تحت عنوان “متى ينفى ماهر الأسد إلى فرنسا؟”. وفي الخليج تحدث عاطف الغمري عن عجز النظام الدولي عن حفظ السلام والأمن.

وفي الجريدة الكويتية كتب صالح القلاب تحت عنوان “مسرحية جنيف ضحك على الذقون!”.. كمن يضع العربة أمام الحصان، فذهاب الدول التي تتقاسم الأدوار في سوريا ومعها بضع “دزينات” من المعارضة المختلفة أكثر مما هي مؤتلفة، لصياغة دستور لهذا البلد العربي الذي من سوء طالعه أنه بعد سلسلة انقلابات عسكرية أولها انقلاب حسني الزعيم وآخرها انقلاب حافظ الأسد قد انتهى إلى كل هذا التشرذم، الذي من الواضح أن لملمته تحتاج إلى جهود سنوات طويلة.

إنّ المعروف أن لجان الصياغة هي التي تضع الدساتير وأن القرار النهائي هو للشعب المعنيّ كلّه ليقول رأيه فيها، مما يعني أنّ “الثلاثي” الذي التقى في جنيف لصياغة دستور لبلد ممزق كلّ هذا التمزق كان عليه أن يتفق على لملمة شمل هذا البلد أولاً ولو بالحدود الدنيا ووضعه ولو مدةً محددة تحت وصاية دولية لا تحت وصاية هذا الثلاثي.

وفي المدن كتب عمر قدور تحت عنوان “متى ينفى ماهر الأسد إلى فرنسا؟”.. أخبار عديدة تتوارد حول ترتيب البيت الداخلي لتنظيم الأسد، فقبل أكثر من شهر ونصف الشهر تم تجريد أيمن جابر “قائد لواءي صقور الصحراء ومغاوير البحر” من عتاده العسكري، مع مؤشرات على وضعه في الإقامة الجبرية ومصادرة قسم من أملاكه التي حصّلها بالشراكة مع أقربائه من عائلة الأسد فساداً وتشبيحاً. بعد أيمن جابر أتى دور حافظ منذر الأسد، الذي ضبطت كميات ضخمة من الكبتاغون عائدة إليه، وهي تجارة لا يتوقف عندها تنظيم الأسد، ولا يمنع دخولها برعاية ميلشيات لبنانية، وإنما أتى استهداف حافظ منذر الأسد استكمالاً لسابقه أيمن جابر. سيصل الأمر مؤخراً إلى القيام بحملة “أمنية ضخمة” في اللاذقية، من أجل القبض على زعماء الشبيحة المعروفين بمن فيهم أولئك الذين تجمعهم قرابة بالعائلة الحاكمة، أو الذين يعدّون أنفسهم شركاء في بقاء الأسد في السلطة من خلال ميلشياتهم.

يرجح أن يكون الروس هم من يقرأ من كتاب حافظ الأسد، ولا يستبعد إطلاقاً أن يكون ذلك ضمن تفاهم وتنسيق مع قوًى خارجية أخرى موافقة على إعادة تدوير بشار. الوعد الروسي بهذا المعنى هو تأهيل العصابة الحاكمة لتصبح نظاماً، أو بالأحرى لتنتظم اقتداءً بالمافيا الروسية الحاكمة.

ومن الملاحظ وجود اتفاق على رمي قذارة ميلشيات الشبيحة على المقلب الإيراني، والنظر إلى التخلص منها ضمن مشروع تحجيم النفوذ الإيراني، لحساب الترويج للنفوذ الروسي بوصفه داعماً لوجود الدولة ومؤسساتها. هذا أيضاً يخدم الفكرة الدولية والإقليمية التي يرى أصحابها المشكلة في الوجود الإيراني أساساً الذي تنبغي مواجهته، في حين يمكن بعد ذلك تطويع العصابة الحاكمة وتحسين أدائها.

في الخليج كتب عاطف الغمري تحت عنوان “عجز النظام الدولي عن حفظ السلام والأمن”.. يعيش العالم اليوم عصراً يتميز بالعجز عن حفظ السلام والأمن الدوليّين، وهما المهمة الرئيسة والأولى التي أنشئت الأمم المتحدة من أجلهما.

بينما يعد هذا الهدف وهو خاص بالأمن الجماعي، هو عماد النظام الدولي، الذي قام بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945؛ لكن ما حدث من تحولات دولية أوصلت العالم إلى ظروف مختلفة، صارت تقتضي بالضرورة إعادة صياغة ميثاق الأمم المتحدة؛ ليتواءم مع هذه التغييرات، ولتتمكن بالفعل من حفظ السلام والأمن الدوليين.

ورغم إدراك القوى الدولية، خاصة الكبرى، التي تتمتع بوضع خاص ومتميز في المنظمة الدولية، لهذه الحقيقة فإنها تمنع بجميع الطرق أية محاولة لتعديل الميثاق، وإعطاء المنظمة الدولية القدرة والإمكانات التي تجعلها قادرة بالفعل على أن تكون أمينة على قواعد الميثاق الذي وقعته، وأن تحمي نظام الأمن الجماعي الدولي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى