منظمات أممية إنسانية وحقوقية تدعو لحماية اللاجئين.. ودول غربية تؤكد التزامها بتوفير الدعم

عواصم ـ راديو الكل

دعت منظمات أممية إنسانية وحقوقية المجتمع الدولي إلى حماية اللاجئين وضمان حقّهم في العيش بكرامة في البلدان التي لجؤوا إليها هرباً من الحرب، وذلك في اليوم العالمي للاجئين الذي صادف أمس، مشيرة إلى وجود فجوة كبيرة في التمويل المطلوب للاجئين السوريين والمجتمعات التي تستضيفهم هذا العام ما يهدد الاستقرار الاجتماعيّ في الدول التي تستضيف اللاجئين ويهدد مستقبل اللاجئين، في حين تؤكد دول أوروبية وتركيا والولايات المتحدة التزامها بمواصلة دعمها للاجئين.

ودعا المكتب الإقليمي لمنظّمة الصحّة العالمية للشرق الأوسط إلى “تجديد الدعم من أجل حماية اللاجئين والنازحين والحفاظ على رفاهيتهم، وضمان حقّهم في الحصول على الخدمات الصحيّة بكرامة، من دون تمييز أو التعرّض لضائقة ماليّة”.

وقالت منظّمة “هيومن رايتس ووتش”: إنّ “5.6” مليون لاجئ سوري يعيشون في البلدان المجاورة، و “6.2” مليون آخرين نازحين في مخيمات ومناطق الداخل السوري، بالإضافة إلى “650” ألف لاجئ من مسلمي الروهينغا فرّوا من بورما.

وكانت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة حذّرت، مطلع الشهر الجاري، من “فجوة كبيرة” في التمويل المطلوب للاجئين السوريين والمجتمعات التي تستضيفهم هذا العام قد تؤدي إلى تقليص خدمات حيوية، مما يهدد الاستقرار الاجتماعيّ في الدول التي تستضيف اللاجئين ويهدد مستقبل اللاجئين.

وطالبت منظمات إنسانية، المانحين الدوليين بتقديم 5.6 مليار دولار هذا العام، لدعم 5.5 مليون لاجئ سوري يعيشون في الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر.

وتستضيف تركيا ولبنان والأردن معظم اللاجئين السوريين، بينما فرّ مئات الآلاف إلى أوروبا ومناطق أخرى، حيث تريد الدول الأوروبية إبقاء اللاجئين في دول حول سوريا إلى أن يتاح لهم العودة بسلام إلى بلدهم.

وقالت تركيا: إنها توفر الحماية اليوم لأكثر من 4 ملايين لاجئ، من بينهم أكثر من 3.5 ملايين سوري، وتدعم تقديم الخدمات لهم على نطاق واسع دون تمييز، بدءاً من الصحة إلى التعليم والمشاريع الاجتماعية وسوق العمل.

وقالت الخارجية التركية في بيان أصدرته بمناسبة يوم اللاجئين: إن تركيا أصبحت نموذجاً في طريقة التعامل مع اللاجئين، بفضل إجراءاتها المتطورة، وقد نالت تقدير واهتمام المجتمع الدولي بهذه الميزة.

ودعت الخارجية التركية، إلى تحسين وضع اللاجئين واكتفائهم الذاتي، وإبداء الإرادة السياسية الصادقة من قبل الدول المجاورة للأزمات وبقية الأطراف المعنية من أجل إيجاد حلّ مستدام لمشكلاتهم، فضلاً عن دعم النظام الدولي الراهن بآليات قوية ونظام متابعة التعهدات.

وكشف تقرير دولي، أنّ “تركيا” من أكثر الدول استضافةً للاجئين احتلت المركز الأول على مستوى العالم من حيث حجم الإسهام بالأعمال الخيرية عام 2017 بنحو 30% من المساعدات البالغ قيمتها 27.3 مليار دولار أمريكي، حيث أنفقت ما يقرب من 8.1 مليارات دولار أمريكي. وفق تقرير المساعدات الإنسانية العالمية للعام الجاري.

من جانبه، وقّع الاتحاد الأوروبي، على مشاريع جديدة بهدف مساعدة اللاجئين السوريين في لبنان والأردن، في حين أبدت الولايات المتحدة الأمريكية التزامها بدعم النازحين واللاجئين السوريين في الداخل والخارج.

وذكر الاتحاد الاوروبي، في بيان، أن “المشاريع الجديدة التي تبلغ 167 مليون يورو (193 مليون دولار أمريكي) ستركز على بناء المدارس ومراكز الخدمات الاجتماعية للاجئين السوريين في لبنان والأردن”.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين في بيان، التزام بلاده بدعم الملايين من النازحين داخل سوريا واللاجئين “الأكثر ضعفاً” في العالم.

وقال بومبيو: “إن الولايات المتحدة قدّمت ما يقارب 8,1 مليارات دولار من المساعدات الانسانية منذ بداية النزاع السوري، ومن ضمنها 204 ملايين دولار للنازحين في بورما وبنغلاديش”.

وتبدو المشكلة أكثر حدةً في لبنان والأردن اللذين يستضيفان نسبةً كبيرة من اللاجئين السوريين، ويشتكيان مراراً من استمرار وجودهم الذي أدى، بحسب تصريحات مسؤولي البلدين، إلى زيادة الضغط على الخدمات العامة، وتراجع النموّ الاقتصادي.

وفي سياق متصل، أعلنت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين، اعتزامها تنظيم سوق خاصّ باللاجئين بمناسبة يومهم العالمي، ينطلق اليوم الخميس بالعاصمة الأردنية عمان، ويستمر يومين، حيث سيحتوي على أكثر من “35” كشكاً مختلفاً، ويبيع مختلف المنتجات اليدوية، التي يقدّمها اللاجئون. وبيّنت أنّ البائعين سيكونون من اللاجئين من جنسيات متعددة قدموا من داخل المخيمات وخارجها وعائدات السوق ستذهب إليهم.

وأشارت إلى أنّ آخر الإحصائيات الخاصّة بها تظهر أنّ الأردن تعدّ ثاني أكبر دولة في استضافة اللاجئين بالنسبة لعدد السكان، حيث يقابل كلّ لاجئ 11 من سكان البلاد، وغالبيتهم من السوريين، ثمّ من العراق واليمن، إضافة إلى دول أخرى من أبرزها السودان والصومال، في حين يعيش 86% من اللاجئين في الأردن تحت خطّ الفقر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى