واشنطن تحمل روسيا مسؤولية التصعيد في الجنوب وتطلب من الفصائل ضبط النفس.. ومصادر ترجح معارك شرقيّ درعا

خاص ـ راديو الكل

حملت الولايات المتحدة روسيا مسؤولية التصعيد في جنوب غربي سوريا وطلبت من الفصائل ضبط النفس في وقت يواصل النظام قصفه أرياف درعا الشرقية التي يرجّح محللون أن تتركز فيها المعارك.

وأكدت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، أن روسيا تتحمل المسؤولية عن أي تصعيد عسكري لقوات النظام جنوب غربي سوريا.

وحذرت “هيلي” في بيان لها، أمس الجمعة، من تصاعد عمليات النظام؛ “بما في ذلك الغارات الجوية والمدفعية، والبراميل المتفجرة، والهجمات الصاروخية”، في المنطقة الجنوبية الغربية.

وأشارت المندوبة الأمريكية، إلى أن المنطقة المستهدفة تدخل في إطار اتفاق خفض التصعيد، الذي تم التوصل إليه بين بلادها والأردن وروسيا، في 2017.

وأضافت أن “النظام يخاطر بتوسيع الصراع وتفاقم نزوح المدنيين، حيث أسفرت عملياته مؤخراً عن خسائر في الأرواح، وتشريد أكثر من 11 ألف شخص، وفقاً لبيانات للأمم المتحدة”، مطالبةً بوقف انتهاكاته للاتفاقات.

وتابعت هيلي في بيانها، أنها تتوقع من موسكو أن تقوم بدورها في احترام وتطبيق وقف إطلاق النار، الذي ساعدت في إقامته، واستخدام نفوذها لدى النظام لإنهاء جميع أشكال زعزعة الاستقرار في البلاد.

وكررت الولايات المتحدة تحذيراتها من خرق وقف إطلاق النار في المنطقة وقالت: إنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء احتمال قيام النظام بمعارك في المنطقة.

وذكرت مصادر صحفية، أن واشنطن دعت فصائل المعارضة إلى عدم الرد على تصعيد قوات النظام في المنطقة الجنوبية من أجل إعطاء فرصة لـ«حل دبلوماسي» يحافظ على اتفاق خفض التصعيد.

وكشفت المصادر، عن أن واشنطن وجهت رسالة نصية إلى فصائل الجنوب أكدت فيها استمرار العمل للحفاظ على وقف النار بالقنوات الدبلوماسية، وبذل جهود جبارة في سبيل تحقيق ذلك.

وأضافت: “نتوجه إليكم بضرورة عدم الرد على الاستفزازات، لأن ذلك لا يؤدي إلا إلى تسريع السيناريو الأسوأ للجنوب السوري وتقويض جهودنا”.

وجاء في الرسالة أيضاً، أن “النظام يحاول استفزازكم بالأرتال والتصريحات لإيجاد ذريعة لمهاجمة الجنوب، ولا يمكن أن نعطيه هذا العذر”.

وتكثفت الاتصالات الإقليمية والدولية في الأسابيع القليلة الماضية، في حين تحدثت أنباء عن أن روسيا تقود مشاورات منفصلة مع كل من إسرائيل باعتبارها اللاعب الأقوى فيما يتعلق بالمنطقة الجنوبية ومع كل من الأردن وإيران والولايات المتحدة.

وقال ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا ونائب وزير الخارجية: “إن الاتصالات مع الأردنيين والأمريكيين والإيرانيين وممثلي النظام والجانب الإسرائيلي وأطراف المعارضة، تعقد بشكل ثنائي بسبب المخاوف الخاصة”.

وأضاف بوغدانوف، أن “روسيا تعارض وبشكل قاطع الحفاظ على التشكيلات الموالية لإيران في مناطق خفض التصعيد التابعة للجنوب السوري”.

ومن المرجح أن تكون الزيارة التي قام بها قائد الشرطة العسكرية الروسية الجنرال فلاديمير إيفانوفسكي، إلى إسرائيل، والالتقاء بعدد من المسؤولين تمخّضت عن إجراءات تنفيذية لاتفاق قد يكون تم التوصل إليه بخصوص المنطقة الجنوبية ولاسيما بعد التصريح المفاجئ لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، من أنه لا توجد قوات إيرانية في المنطقة بل مستشارون، وهو التعبير الذي تطلقه إيران على قواتها في سوريا، في حين تحدثت صحف إسرائيلية عن انسحاب ميلشيا حزب الله والقوات الإيرانية مسافة 40 كليو متراً من الحدود.

وتحدثت صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية عن ترتيبات ضمنية، تعهد الجانب الروسي فيها بمراقبة انسحاب المقاتلين الإيرانيين ووحدات حزب الله من الحدود الجنوبية لسوريا، وأن إسرائيل عبرت عن استعدادها لقبول سيطرة النظام على المحافظات الجنوبية، وذلك بحسب ما ذكرته قناة إسرائيلية.

وترجح المصادر، أن تتصاعد المعارك في ظل حشد النظام تعزيزات عسكريةً كبيرة وما يوصف بتردد في الموقف الأمريكي وعدم وضوح في موقف روسيا، وأيضاً بسبب رفض أهالي درعا والفصائل صيغ المصالحات والتهجير على غرار ما حدث في الغوطة الشرقية وشرقي حلب وغيرها.

وقالت مصادر مطلعة: إن المعارك ستتركز في أرياف محافظة درعا الشرقية بسبب بعدها عن الجولان الذي تحتله إسرائيل وبالقرب من معبر نصيب مع الأردن.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى