ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..


عواصم ـ راديو الكل

رسم مناطق النفوذ في سوريا بين كل من أمريكا وتركيا وروسيا وإيران يمنع تجدّد الحروب الكبيرة كما يقول عمار ديوب في العربي الجديد. من جانبها نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية تقريراً تحدثت فيه عن تجاهل القوات الموالية لإيران مطالب الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل المتمثلة في ضرورة مغادرة الجنوب السوري. بينما تحدثت صحيفة لوموند عن الجوع في العالم بوصفه الآن أقسى الأزمات الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي العربي الجديد كتب عمار ديوب تحت عنوان “سوريا.. اللجنةُ الدستورية والاحتلالُ الدائم”.. لا اعتراضاتِ ذاتَ قيمةٍ من أمريكا وحلفها على مشروع اللجنة الدستورية. يعزز ذلك ما ترسمه أمريكا على الأرض السورية من نفوذ لها في شمال الفرات وشرقِه وجنوبي سوريا، وتنسيقٌ ميداني مع تركيا في منبج، ومع روسيا في جميع مناطق سوريا.

رسمُ مناطقِ النفوذ في سوريا بين كل من أمريكا وتركيا وروسيا وإيران يمنعُ تجدّدَ الحروبِ الكبيرة، ويؤهلُ الأرضَ لمغادرة جميعِ الميلشيات، وقبلَها التخلص من بقايا “داعش” وهيئةِ تحرير الشام في إدلب.

وقد أعطى هذا الرسم لتركيا وظيفةَ ضبطِ الفصائل، ولأمريكا التحكمَ بقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، ولروسيا إعادةَ تشكيلِ جيشِ النظام وحلِّ الميلشيات التي شكّلها إثر تقهقرِ الجيشِ واحتمالاتِ خسارةِ العاصمة والعودةِ إلى الشريط الساحلي بعد العام 2012.

من جانبها نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية تقريراً تحدثت فيه عن تجاهلِ القواتِ الموالية لإيران مطالبَ الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل المتمثلة في ضرورة مغادرة الجنوب السوري.

وقالت في تقريرها ترجمته “عربي21”: إن القواتِ المواليةَ لحزب الله والميلشياتِ الشيعية تتركز بالقرب من مرتفعات الجولان، وذلك وفقاً لما ذكرته صحيفةُ “جيروزاليم بوست” العبرية نقلاً عن مصادر في المعارضة السورية.

وبحسب المصدر ذاته، فإنه من المتوقع أن تقوم التشكيلاتُ الموالية لإيران، والقواتُ الموالية للنظام بشن هجومٍ واسعِ النطاق على المناطق التي تندرج ضمن مناطقِ وقفِ التصعيد في الجنوب السوري.

وذكرت الصحيفة، أن “رئيسَ الوزراءِ الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كشفَ نهايةَ الأسبوعِ الماضي عن تفاصيل محادثةٍ هاتفية جمعت بينه وبين الرئيسِ الروسي، فلاديمير بوتين”.

وقال نتنياهو: “لقد ذكرنا في العديد من المناسبات مبادئَنا الأساسية بشأن سوريا. ففي المقام الأول، يتعين على إيران الانسحابُ من الأراضي السورية. أما ثانياً، فسنقوم باتخاذِ التدابيرِ اللازمة، فضلاً عن تبني إجراءاتٍ فعلية ضد الجهودِ الراميةِ إلى تعزيز الوجودِ العسكريِّ الإيراني، وإقامةِ أقمارٍ صناعية بالقرب من الحدود الإسرائيلية السورية، وداخل سوريا”.

من جهته، ذكر المكتب الصحفي للكرملين عن استعداد بوتين ونتنياهو لتكثيف التنسيق بينهما فيما يتعلق بالقضية السورية، بما في ذلك مكافحةُ الإرهاب الدولي.

وأفادت الصحيفة، أن روسيا ناقشت مصيرَ الجنوب السوري ليس فقط مع إسرائيل، بل مع الأردن وإيران والولايات المتحدة.

في هذا الصدد، أفاد ميخائيل بوغدانوف المبعوثُ الخاصُّ للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا ونائبُ وزيرِ الخارجية، أن “الاتصالات مع الأردنيين والأمريكيين والإيرانيين وممثلي النظام والجانبِ الإسرائيلي وأطرافِ المعارضة، تُعقدُ بشكل ثنائي بسبب المخاوف الخاصة”.

وأضاف بوغدانوف، أن “روسيا تعارضُ وبشكلٍ قاطعٍ الحفاظَ على التشكيلات الموالية لإيران في مناطق خفضِ التصعيد التابعة للجنوب السوري”.

وبينت الصحيفة، أن وسائلَ الإعلام الإسرائيلية ذكرت في وقت سابق أنه بموجب الترتيبات الضمنية، تعهَّدَ الجانبُ الروسي بمراقبة انسحابِ المقاتلين الإيرانيين ووحداتِ حزب الله من الحدود الجنوبية لسوريا.

وفي المقابل، عبرت إسرائيل عن استعدادها لقبول سيطرة النظام على المحافظات الجنوبية، وذلك بحسب ما ذكرته قناة إسرائيلية.

ومن المرجح، أن يكون البحثُ عن حل لهذه المشكلات من ضمن الأسباب التي دفعت قائدَ الشرطةِ العسكرية الروسية الجنرال فلاديمير إيفانوفسكي، إلى زيارة إسرائيل، والالتقاءِ بعدد من المسؤولين هناك.

وأشارت الصحيفة، إلى أن المشكلات التي يتخبط فيها الجنوب السوري يمكن أن تتكرر في مناطقَ سوريةٍ أخرى، وذلك بحسب ما توصل إليه خبراء.

 

من جانبها كتبت صحيفة لوموند الفرنسية في مقال لها تحت عنوان “الجوع… أقسى الأزماتِ الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية”.. إنه حريٌّ بالإنسانية أنْ تدركَ الواقعَ هذا وتستيقظَ من سُباتها، فملايينُ البشر بطونُهم خاويةٌ ويلفِظون أنفاسَهم. وألمُ طفلٍ واحد، هو صنوُ معاناةِ البشرية كلِّها. وعليها التفاهمُ والإجماعُ على سبلِ طيِّ حروبٍ مثل الحربِ في سوريا أو اليمن، والاستثمارُ في تنمية أفريقيا وتطويرِها وإلا رَجَحت كِفةُ المتطرفين ووسِعَهم إضرامُ نيرانِ نزاعاتٍ جديدة وتوليدُ موجاتِ هجرةٍ جديدة..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى