روسيا تخرق اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب.. والأردن وإسرائيل يرحبان بقوات النظام

المنطقة الجنوبية ـ راديو الكل 

مع بدء الطيران الحربي الروسي بقصف مدن وبلدات الريف الشرقي لمحافظة درعا تكون روسيا أعلنت انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة الجنوبية الذي أعلنته مع الولايات المتحدة والأردن بمشاركة إسرائيل، ما يعني أن الوضع في الجنوب السوري مرشح إلى مزيد من الاشتعال ولاسيما إذا تأكد ما نسب إلى الولايات المتحدة من أنها أبلغت فصائل الجبهة الجنوبية ألا تتوقع حصولها على دعم عسكري لمساعدتها.

وبدأت الطائرات الروسية بقصف المناطق المحررة من محافظة درعا، في إطار الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام والمليشيات المساندة لها على المنطقة منذ ستة أيام.

وأكدت مصادر صحفية، أن فشل تنفيذ مصالحات في المنطقة الجنوبية خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد أن أنجزت الأطراف المعنية ما يمكن وصفه باتفاق أوليّ يقضي بإبعاد القوات المحسوبة على إيران مسافة 40 كيلومتراً عن الحدود الجنوبية، أدى إلى تصعيد النظام حملته العسكرية من دون تدخل دوليّ خاصةً من الولايات المتحدة التي كانت حذرته من خرق اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة.

موقف روسيا وهي أحد الأطراف الرئيسة في اتفاق تخفيف تصعيد التوتر في الجنوب بات واضحاً بعد أن دخلت إلى جانب النظام في الحرب ضد أهالي حوران، في حين أن مقاربة الأردن كما تتحدث مصادر صحفية تقوم على فكرة جوهرية تنطلق أساساً من حسابات المصلحة الأردنية، ومفادها فكّ الارتباط بين الوضع في الجنوب السوري والأزمة السورية برمّتها.

والأردن يرى أن حلّ الأزمة السورية قد يتطلب سنوات طويلة، وثمة دول كثيرة غير الأردن يمكن أن تتعايش مع الأزمة زمناً طويلاً، لكنّ الأردن ولاعتبارات متعددة لا يستطيع ذلك، ومصلحته تقتضي العمل على حلحلة المشكلة في الجنوب السوري لتخفيف الأعباء الأمنية والاقتصادية عليه وأن يتم سيطرة النظام على حدود البلدين.

وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي فبحسب رويترز فإن واشنطن أبلغت فصائل المعارضة السورية الرئيسة ضرورة ألا تتوقع حصولها على دعم عسكري لمساعدتها على التصدي لهجوم ضخم تشنه قوات النظام لاستعادة مناطق مجاورة للأردن ومرتفعات الجولان السورية المحتلة.

وقالت نسخة من رسالة بعثت بها واشنطن إلى قادة جماعات الجيش السوريّ الحر واطلعت رويترز عليها: إن الحكومة الأمريكية تريد توضيح ”ضرورة ألا تبنوا قراراتكم على افتراض أو توقّع قيامنا بتدخل عسكري“.

وكررت واشنطن تحذيراتها للنظام من خرق اتفاق وقف إطلاق النار في هذه المنطقة وقالت: إن أيّ عمل عسكريّ ستكون له ”عواقب وخيمة“ وتعهدت باتخاذ ”إجراءات حازمة وملائمة“.

وتندرج الرسالة الأمريكية في إطار تفاهمات بين روسيا والأردن قالت مصادر صحفية: إنها تتضمن توافقاً كاملاً حول جميع النّقاط، ومن المفترض أن تكون الأطراف الأخرى المعنية قد اطلعت عليها وأبدت رأيها.

وأوضحت المصادر، أن واشنطن أقرب ما تكون إلى القبول بهذه الترتيبات، وإن لم تقل موقفها هذا بلسان صريح، أما إسرائيل فقد أيّدت وعلى لسان أكثر من مسؤول في حكومة نتنياهو خطة الترتيبات الجديدة في الجنوب السوري.

وفيما يتعلق بإسرائيل، فقد تحدثت الأنباء عن لقاءات عقدها ممثلون عنها مع مسؤولين إيرانيين في عمّان تمخضت عن تفاهمات على سحب القوات الإيرانية والميلشيات التابعة لها عن الحدود السورية الإسرائيلية مسافة أربعين كيلومتراً، وعدم معارضتها سيطرة قوات النظام على المنطقة الجنوبية، أو أنها لن تتدخل في المعارك التي بدأها النظام باتجاه أرياف درعا الشرقية.

وقالت المصادر: إنه إذا تأكد الموقف الأمريكي فإن الرّهانات تبقى محصورةً على قوة فصائل الجبهة الجنوبية وصمود الأهالي في مواجهة الحشود العسكرية للنظام المدعومة بالطيران الحربيّ الروسي.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى