معارك الجنوب في مرحلة جديدة.. وخيار الفصائل الصمود والتحدي

المنطقة الجنوبية ـ راديو الكل

دخلت المعارك التي فتحها النظام في المنطقة الجنوبية التي تخضع لاتفاق تخفيف التصعيد مرحلةً جديدة بعد بدء الطيران الحربي الروسي قصف مدن وبلدات الريف الشرقي في محافظة درعا، بالتزامن مع إبلاغ الولايات المتحدة فصائل الجيش الحر عدم توقع الوقوف إلى جانبها، في حين قال الأردن: إنه يجري اتصالات مع شريكيه في الاتفاق روسيا والولايات المتحدة من أجل الحفاظ على اتفاق خفض التصعيد، بينما أكد الجيش الحر قراره بالصمود والتحدي.

وبعيد إبلاغ الولايات المتحدة فصائل الجيش الحر بألا تتوقع حصولها على دعم عسكري لمساعدتها على التصدي لهجوم النظام على المنطقة الجنوبية؛ أقلعت الطائرات الروسية من حميميم باتجاه الجنوب وبدأت بقصف مناطق الريف الشرقي واللجاة وأعلنت روسيا أنها تقوم بالتمهيد، في إعلان واضح لإنهاء خفض التصعيد في الجنوب، لكن لم يصدر تعليق رسميّ من الفصائل أو من واشنطن حول الرسالة.

ووثق ناشطون أكثر من 70 غارةً روسيةً منذ منتصف ليل السبت/الأحد، استهدفت مدن وقرى الحراك وبصر الحرير والصورة وعلما ورخم وناحتة والكرك الشرقي والمليحة الشرقية والغربية، بالإضافة إلى قرى صور وعاسم وحامر ومسكية وجدل في منطقة اللجاة، فضلاً عن مئات الصواريخ المدفعية وقذائف الهاون وعشرات البراميل المتفجرة التي أطلقتها قوات النظام.

وأكدت مصادر مطلعة، أن الرسالة الأمريكية للفصائل جاءت بعد لقاءات عقدها مسؤولون إسرائيليون وإيرانيون في عمّان تمخّضت عن تفاهمات على سحب القوات الإيرانية والميلشيات التابعة لها عن الحدود السورية الإسرائيلية مسافة أربعين كيلومتراً، وعدم معارضتها سيطرة قوات النظام على المنطقة الجنوبية، أو أنها لن تتدخل في المعارك التي بدأها النظام باتجاه أرياف درعا الشرقية، في حين جاء هجوم قوات النظام بعد تنسيق بين إسرائيل وروسيا بأن تكون المعارك في أرياف  درعا الشرقية وبعيدةً عن الحدود مع إسرائيل.

وقال الأردن من جانبه: “إنه يتابع التطورات الحالية في الجنوب السوري للتوصل إلى صيغة تحمي المصالح الأردنية في ملفّ الحدود وموجات اللجوء المتوقعة”.

 وكانت عمّان أكدت غير مرة رفضها إعادة فتح معبر نصيب الحدودي مع سوريا إلا إذا كان تحت سيطرة قوات النظام مع اعتراضها على وجود الميلشيات الإيرانية قرب حدودها.

لا رهان لفصائل المعارضة سوى على قواها وحاضنتها الشعبية، فقرارها حسم بـ”المواجهة” ولا خيار أفضل من مواجهة النظام والميلشيات العسكرية التابعة له، فلا ثقة بالنظام والميلشيات.

غرفة العمليات المشتركة التي شكّلتها فصائل الجبهة الجنوبية أعلنت في بيان أنها اختارت الصمود والتحدي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى