جنرال أمريكي يرسم طريق منبج وفق خريطة تفاهم أمريكية تركية

منبج ـ شمالي حلب / راديو الكل

قد يبدو وجود وفد عسكري أمريكي في مدينة منبج مألوفاً لأهالي المدينة الذين اعتادوا رؤية الأمريكيين يتجولون فيها وهم الداعمون للوحدات الكردية التي تسيطر على المدينة منذ أكثر من عامين.

إلا أن الوفد العسكري الأمريكي الذي تجول في المدينة الخميس الماضي بدا مختلفاً عما سبق، ليس من حيث عدد أعضائه أو الآليات التي تعلوها أجهزة مراقبة واستكشاف متعدة، بل لأنه كان برئاسة الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية وأيضاً لأنه جاء بعد وضع عسكريين أمريكيين وأتراك آلية لتنفيذ اتفاق خريطة اتفاق الطريق الذي توصل إليها البلدان مطلع الشهر الحالي، وينص على انسحاب تنظيم ي ب ك من المدينة وإحلال الأمن والاستقرار فيها.

خريطة طريق منبج وضعها العسكريون الأمريكيون على نار حامية، فزيارة مسؤول عسكري بهذا المستوى المدينة يحمل دلالة واحدة أنها تأتي في إطار تعهد واشنطن بطرد ما تصفه تركيا وهي الطرف الآخر في اتفاق خريطة الطريق بإرهابيي الـ ي ب ك بينما الأهالي في منبج بحالة ترقب.

مصادر الفعاليات التي التقى بها المسؤول العسكري الأمريكي رفيع المستوى في منبج ومن بينها ما يسمى بمجلس منبج المحلي، أفادت أن الجنرال فوتيل أبلغهم أن الجيش الحر لن يدخل المدينة، في حين أكد المتحدث باسم البنتاغون أدريان رانكين – غالاواي، أن ما نقل عن لسان الجنرال فوتيل خلال زيارته إلى منبج غير صحيح.

موقف البنتاغون تقاطع معه القيادي في الجيش الحر العقيد أحمد الكردي الذي أكد أن ي ب ك يروج إشاعات ليست صحيحة لأن أصل الاتفاق هو عودة أهل البلد وخروج عصابات البي يي دي.

ويستبعد النقيب المهندس عدنان حاج محمد مدير المكتب العسكري الثوري لمدينة منبج صحة التسريبات، ويقول: إن التسريبات غير صحيحة لأنه لم يتم حتى الآن أي اتفاق حول الوجود العسكري في مدينة منبج.

المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت قالت بُعيد زيارة الجنرال فوتيل: إن الوحدات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة في منبج وافقت على مغادرتها، من دون أن تحدد موعد الانسحاب إلا أن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أكد أن بدء انسحاب ي ب ك من منبج سيكون في الـ4 من تموز المقبل، وأكدت فعاليات مدنية وعسكرية من المهجرين إلى جرابلس تأييدها اتفاق خريطة الطريق، وقال أحمد الكردي: إن الاتفاق هو بادرة إيجابية لعودة أهلنا المهجرين إلى ديارهم.

كما أبدى موسى الإبراهيم عضو مجلس منبج المشكل في مدينة جرابلس ترحيب المجلس والأهالي بالاتفاق الذي يتضمن عودة الأهالي المهجرين إلى بيوتهم.

وقال النقيب عدنان حاج محمد: إنه يؤيد الاتفاق طالما هو لم يتعارض مع مصلحة السوريين.

إذا كانت التسريبات عن زيارة الجنرال فوتيل تعطي مؤشراً على عدم رضى الوحدات الكردية من اتفاق خريطة الطريق، وترحيباً من أهالي المدينة، في ظل غموض في تفصيلات الاتفاق، فإن الثابت الواضح هو أن الجانبين الأمريكي والتركي شرعا بتسيير دوريات قال عنها البنتاغون: إنها منفصلة لكنها متزامنة في ريف منبج الشمالي، ما يعني أن عودة من المهجرين من منبج بدأت من خلال طريق واحد رسمت خريطته بين واشنطن وأنقرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى