ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع..

عواصم ـ راديو الكل

على العرب أن يعيدوا النظر في علاقاتهم مع روسيا واعتبارها دولةً معادية، طالما تشن حرباً على السوريين كما يقول صالح القلاب في الجريدة الكويتية. وفي صحيفة الحياة اللندنية كتب عزت صافي مقالاً تحت عنوان “سوريا التي تتوالد وتندمج في أوطان الآخرين”. وفي جيرون تحدث طلال المصطفى عن القانون رقم 10 المتعلق بالمخططات التنظيمية في سوريا.

وفي الجريدة الكويتية كتب صالح القلاب تحت عنوان “هل روسيا فعلاً دولة صديقة؟!”.. ما ينفّذ الطيران الروسي بالانطلاق من قاعدة “حميميم”، 25 غارةً على مواقع الجيش الحر والمعارضة في جبهة الجنوب، ألا يعني هذا يا ترى أن هذه الحرب المحتدمة في سوريا هي حرب روسية بكل معنى الكلمة، وأن على العرب أن يعيدوا النظر في علاقاتهم مع هذه الدولة “الصديقة”؟! وإلى حد اعتبارها دولةً معادية، لأن هؤلاء الذين تواصل تمزيق أجسادهم بشظايا صواريخها هم من خيرة أبناء هذه الأمة وليس بينهم “داعشي” واحد… وكلّهم جنود منضبطون كانوا قد انشقوا عن جيش نظام بشار الأسد، وانحازوا إلى شعبهم وتنظيماته الوطنية.

والغريب فعلاً أن واشنطن، حتى بعد كلّ هذه الغارات التدميرية التي استهدفت وحدات منضبطة، هي وحدات الجيش الحر على الجبهة الجنوبية، بقيت محافظةً على التزامها بوقف إطلاق النار، وواصلت مطالبتها للمعارضة السورية بعدم الرد، لإعطاء فرصة لـ “حلّ دبلوماسي” يحافظ على اتفاق “خفض التصعيد” بين الأمريكيين والروس… والسؤال: هل يا ترى الـ25 غارة التي نفذتها القاصفات الاستراتيجية الروسية جاءت بوصفها تأكيد الالتزام بهذا الاتفاق؟!

في صحيفة الحياة اللندنية كتب عزّت صافي تحت عنوان “سوريا التي تتوالد وتندمج في أوطان الآخرين”.. 8 سنوات حرب في سوريا، وعليها، وليس في الأفق العربي، الإقليمي، والدولي، ما يبشّر، أو يؤشّر، إلى نتيجة أو رجاء في القريب، أو البعيد من الزمن. وخلال السنوات الثماني المنصرمة على موت، ودمار، وانهيار مؤسسات، وسيل النازحين الهاربين من الموت والخراب، واليأس، لا يتوقف. 8 ملايين من السوريين، على أقلّ تقدير، باتوا موزّعين على دول، وجهات، وشعوب، وأنظمة مختلفة، ولا غاية ولا مطلب لتلك الملايين سوى الأمان والطمأنينة والرجاء بما يتيسر من العيش والسلامة.

وإذ تستحق الدول المضيفة، خلف البحار والمحيطات، الشكر والتقدير والاحترام والامتنان، فإنها لا تخفي غايتها من هذه المكرمات الإنسانية، وذلك عندما توضح أنها ترحب بأجيال الفتوّة من الضيوف اللاجئين، وتمنح عائلاتها الأفضلية بالقبول، وتوفر لها شروط العيش الكريم والعلم والضمانات لتنشأ تلك الأجيال على لغات أنظمة الدول المضيفة وعلى ثقافتها، وعلومها، وعاداتها، وتقاليدها، وأهدافها، فلا تعود إلى جذورها وأصولها، بل تندمج في طبائع شعوب ومجتمعات دولها وأنظمتها المترافقة مع مسيرة العصور.

وربما كانت ألمانيا الدولة الأوروبية المثال في هذا المسار مع العائلات السورية، وغيرها، من المجتمعات العربية النازحة، وكأنها لا تخفي غايتها في التعامل مع مئات آلاف العائلات التي تستضيفها وتعدّ أولادها ليكونوا في صلب الأجيال الأوروبية الطالعة.

في جيرون كتب طلال المصطفى تحت عنوان “القانون رقم 10 و”ماروتا سيتي””.. أكمل النظام مشروعه التدميريّ الشامل لسوريا، من خلال القانون رقم 10 لعام 2018، الذي قضى بجواز إحداث منطقة تنظيمية أو أكثر ضمن المخطط التنظيمي العامّ للوحدات الإدارية، وذلك بمرسوم بناءً على اقتراح وزير الإدارة المحلية والبيئة، وتعديل بعض موادّ المرسوم التشريعي رقم 66 لعام 2012 المتضمن إعلان مخططات تنظيمية جديدة لتلك المدن والأحياء، مطلقاً عليها أسماءً جديدة مثل مدينة (باسيليا سيتي) التي تشمل داريّا، القدم، العسالي، مخيم اليرموك، ومدينة (ماروتا سيتي) التي تشمل مناطق جنوب شرقي المزة، (بساتين الصبار والمنطقة خلف السفارة الإيرانية وخلف مشفى الرازي واللوان في كفرسوسة)، والمستفيد الأول من كلا المشروعين، أي (باسيليا سيتي) و(ماروتا سيتي)، هم الأغنياء ورجال المافيات الموالون للنظام، من داخل سوريا وخارجها.

سوريا أمام تحول عمرانيّ أمنيّ بامتياز، لا نعلم أين سيقف، لكنه من دون شك تحوّل يتطلب من القوى السياسية المعارضة للنظام اليقظة والتفكير العميق، لفهم أسبابه ونتائجه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى