حرب النظام على الجنوب تدخل يومها التاسع، وطيران روسيا يستهدف المدنيين، وفصائل الجنوب تؤكد خيار المواجهة

المنطقة الجنوبية ـ راديو الكل

صعّدت قوات النظام قصفها على مدينة درعا بعد إعلانها تقدماً في بلدتي بصر الحرير ومحيط مليحة العطش في ريف المحافظة الشمالي الشرقي وسط نزوح الآلاف من المدنيين، بينما أكدت الفصائل خيارها في مواصلة التصدي والصمود منتقدةً الولايات المتحدة لعدم اتخاذها موقفاً يحمي اتفاق تخفيف التوتر من انتهاكات روسيا له، في حين دعا المجلس الإسلاميّ السوري الفصائل العسكرية في الشمال السوري للتحرك من أجل تخفيف الضغط عن المنطقة الجنوبية.

وبينما واصل الطيران الحربيّ الروسي قصف قرى وبلدات الريف الشرقي لمحافظة درعا بدأ النظام بالهجوم على الأحياء المحررة من مدينة درعا في محاولة لفصل مدن الجنوب عن الحدود الأردنية، وذلك بعد ورود تقارير عن سيطرته على أجزاء من منطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الشرقي، في حين سجّلت حركة نزوح واسعة للمدنيين من مناطق سيطرة فصائل المعارضة في الجنوب باتجاه الحدود الأردنية استباقاً لتقدم قوات النظام نحوها، بدعم من روسيا.

 

وأفاد مراسل راديو الكل في المنطقة الجنوبية، بخروج مشفيين ميدانيين في بلدتي صيدا والمسيفرة بريف درعا الشرقي إثر استهدافهما من قبل الطيران الحربي الروسي مساء أمس.

من جهة ثانية، تصدى الجيش السوريّ الحر لمحاولة قوات النظام التقدم في الأحياء المحررة من درعا البلد.

 

وأكدت غرفة العمليات المركزية في الجنوب السوري، خيارها في المواجهة والصمود في وجه الحملة العسكرية للنظام والميلشيات المساندة لها، بدعم جوي روسي.

 

وقالت الغرفة في بيان أصدرته أمس الثلاثاء: إن حوران أعلنت النفير العام في مختلف المناطق، وإن غرفة العمليات جنّدت أبناء حوران تحت رايتها، ولا مساومة على مبادئ الثورة، بعد أن توحدت الفصائل في الجنوب ضمن غرفة العمليات.

 

وأضاف البيان، أن قوات النظام وميلشياته استطاعوا التقدم على بعض النّقاط بعد هجوم أمس على بصر الحرير ومليحة العطش، وكلفهم ذلك خسائر كبيرةً بالأرواح والعتاد.

 

وأشار البيان، إلى أن تخوف دول لم تستطع حماية اتفاقاتها التي تنتهك على مرأى ومسمع العالم وقلقها على الجنوب، لا يترجم بفرض خيارات التفاوض والذلّ والخضوع، وقال: إن الترجمة الحقيقية أتت من الميدان وفاءً لدماء الشهداء ومطالبةً بالمعتقلين وعودة المهجرين.

 

وكان البيت الأبيض نقل عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلقه بعد اجتماعه أمس مع الملك الأردني عبد الله الثاني إزاء الأوضاع الراهنة في المنطقة الجنوبية. من دون أن يشير إلى اتفاق تخفيف التصعيد الذي كان أعلنه في تموز الماضي مع روسيا والأردن بمشاركة إسرائيل.

 

وفي وقت سابق، نشرت رويترز نصّ رسالة قالت: إن فصائل الجنوب تلقّتها من الولايات المتحدة تطلب فيها ألا يعتمدوا في قرارهم على مساعدتها لهم، وأن يأخذوا مصالح وأمن أهلهم في حوران بنظر الاعتبار.

 

وطالبت غرفة العمليات المركزية، العالم بتحمل مسؤولياته، وتنفيذ القرارات التي تفضي إلى حلّ شامل على مستوى سوريا، والذي يقي البلاد حمم الحروب ويحفظ الكرامة.

من جانبه، دعا المجلس الإسلاميّ السوري الفصائل العسكرية في الشمال السوري للتحرك من أجل تخفيف الضغط الذي يتعرض له ثوار درعا في المنطقة الجنوبية.

 

وقال المجلس الإسلامي السوري، في بيان له، أمس الثلاثاء: إن “الهجمة الوحشية التي يقوم بها النظام على منطقة حوران سبّبت مقتل مدنيين ونزوح الآلاف، ضارباً بكل العهود والمواثيق عرض الحائط، وذلك باعتدائه على ما يسمى مناطق خفض التصعيد”.

وحمّل المجلس الدول الضامنة لاتفاق خفض التصعيد مسؤولية التزام جميع الأطراف به، ولجم الطرف المعتدي.

 

وقدّرت الأمم المتحدة عدد النازحين منذ بدء الحملة العسكرية على المنطقة الجنوبية في 19 من الشهر الحالي بنحو 50 ألف شخص.

 

وتوقع المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “استيفان دوغريك” في مؤتمر صحفي، عقده أمس الثلاثاء، أن يزداد عدد النازحين مع استمرار الأعمال العدائية في المنطقة الجنوبية.

 

ولفت إلى أنّ الأمم المتحدة وفّرت الغذاء لأكثر من 30 ألف نازح في القرى والمخيمات المؤقتة، كما تم تخزين موادّ الإغاثة الأساسية، بما في ذلك موادّ الإيواء الأساسية الكافية لنحو 60 ألف شخص.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى