ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية

للاستماع…

عواصم ـ راديو الكل

المختبر السوري إضافة إلى تجارب الأسلحة المختلفة فيه، الذكية والغبية، عبر الأذرع والأدوات المتعددة بات وعاءً لجميع أنواع الفوضى والقتل والتدمير الأعمى، لخدمة مناورات الكبار كما يقول وليد شقير في الحياة اللندنية. وفي صحيفة الاتحاد كتب رياض نعسان آغا مقالاً تحت عنوان “ماذا يحدث في الجنوب السوري؟”. ونشرت صحيفة الشرق الأوسط مقالاً لـ أكرم البني تحت عنوان “سوريا بين التقسيم وتقاسم النفوذ”.

وفي الحياة اللندنية كتب وليد شقير تحت عنوان “«المختبر» السوري وتناقض الالتزامات”.. إذا كانت الاتفاقات الروسية – الأمريكية الضمنية أدت سابقاً إلى إسقاط حلب، وأنتجت الحرب بالواسطة بين الدولتين الكبريين سقوط الغوطة الشرقية… فإن معارك الجنوب شكّلت «المختبر» لتأرجحهما بين التفاهم وبين الصراع عبر القوى العسكرية على الأرض. قبل أسابيع سلّحت واشنطن فصائل الجيش الحر بمدرّعات وصواريخ «تاو» المتطورة ليدافعوا بها ضد جيش النظام الذي كان يهيئ مع موسكو لاستعادة السيطرة على درعا وصولاً إلى معبر نصيب مع الأردن. لكن واشنطن بعد أن هددت بالويل والثبور من ضرب إسقاط منطقة خفض التصعيد في الجنوب، عادت وأبلغت قوات المعارضة أنها لن تستطيع فعل شيء لها، وأن قرار مقاتلة النظام حيال الهجوم الذي يهيّئ له هو قرارها.

«المختبر» السوري إضافةً إلى تجارب الأسلحة المختلفة فيه، الذكية والغبية، عبر الأذرع والأدوات المتعددة بات وعاءً لجميع أنواع الفوضى والقتل والتدمير الأعمى، لخدمة مناورات الكبار.

في صحيفة الاتحاد كتب رياض نعسان آغا تحت عنوان “ماذا يحدث في الجنوب السوري؟”.. هل ستدفن الثورة التي انطلقت بقوة من درعا عام 2011 في تراب درعا ذاتها؟ وهل الاستيلاء على الأرض يعني استيلاءً على عقول الناس وقلوبهم؟ وهل انتصار نظام حكم على شعبه بالقتل والإبادة والتدمير يؤهله لأن يستمرّ في الحكم؟ وهل بوسع النظام أن يفيد من الدرس التاريخي الضخم في ثورة الشعب فيعيد النظر في أسباب ما حدث، وأن يقدّر أنه محا سوريا من خريطة المنطقة والعالم وجعلها أولّ دولة تحتلها عدة دول مجتمعة، مقابل أن يبقى الأسد رئيساً؟ وأقول نعم، كلّ ما حدث يبدو من أجل رجل واحد، والدليل أن المعارضة قبلت بالتشاركية مع النظام بحسب بيان جنيف والقرارات الدولية، وقبلت بتشكيل هيئة حكم انتقاليّ بشراكة متوازنة مع من لم يرتكبوا جرائم من النظام، لكنّ النظام وروسيا وإيران لم يقبلوا.

لقد تم اختصار القضية بين الرئيسين بوتين وترامب بأنها قضية دستور وانتخابات (كما في اتفاقية فيتنام بينهما)، وقد عارضت أمريكا مؤتمر «سوتشي» من دون أن تعارض قرارته، وقدّمت نفسها ضامناً في الجنوب السوري، وقد صمتت حين أبيدت الغوطة، ومنعت الفصائل من (الفزعة) لأهل الغوطة، حفاظاً على اتفاقية خفض التصعيد في الجنوب، ولكن حين جاء الامتحان، وبدأ العدوان على الجنوب حتى بمشاركة إيران، تخلت الولايات المتحدة بوضوح عن فصائل الجنوب وأبلغتهم بأنها لن تناصرهم.

في الشرق الأوسط كتب أكرم البني تحت عنوان “سوريا بين التقسيم وتقاسم النفوذ”.. لا يمكن تفسير الترتيبات التي تجري في مدينة منبج السورية بين واشنطن وأنقرة وتقضي بانسحاب القوات الكردية وتشارك الطرفين في حفظ الأمن، أو فهم ما يثار عن ضوء أخضر أمريكي، ورضاً إسرائيلي وأردني، يسمح لقوات النظام وحليفته روسيا بخرق الهدنة في الجنوب السوري وتجديد الحرب تمهيداً لإنجاز تسوية شبيهة بما حصل في الغوطة الشرقية، على أن تتضمن إخراج الميلشيات الإيرانية من مدينتي درعا والقنيطرة، أو تفسير انكشاف التنافس بين موسكو وطهران على المنافع ومنافذ السيطرة الاستراتيجية في سوريا، أو فهم تواتر الخروقات التي تتعرض لها خطوط خفض التصعيد في مدينة إدلب وأرياف حلب وحماة واللاذقية… لا يمكن تفسير ذلك وفهمه إلا على أنه شكل من أشكال الصراع على النفوذ بين مختلف الأطراف المنخرطة في الصراع السوري والمحكومة بمصالح متضاربة وبسعي كلّ طرف للاستئثار بحصة وازنة من المستقبل السوري، يحدوه عجز مزمن للمجتمع الدولي عن وقف العنف وتمرير حلّ سياسي يلبي مطالب الناس ويحفظ وحدة الوطن والدولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى